الأسير سامي أبو دياك يصارع الموت بعد إصابته بمرض السرطان

بقلم: سامي إبراهيم فودة

هناك في مقابر باستيلات العدو الصهيوني تصارع عشرات الأرواح النقية والنفوس الطاهرة التي تقبع في غياهب السجون الإسرائيلية,موت الزؤام وقهر السجن وظلم السجان,فهم يعيشون تحت مقصلة الإهمال الطبي الممنهج والتسويف والمماطلة وعدم الأكثرات بمعاناتهم,وقد أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بوجود "23"أسيراً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من مرض السرطان القاتل بمختلف أنواعه..

فلاحتلال الزنيم يسعى بكل أساليبه الدنيئة لكسر شوكة إرادة المناضلين وتثبيط عزائمهم عبر إذلالهم في مرضهم دون تقديم علاجاً مناسباً لحالتهم الصحية سوى المسكنات بشكل متعمد مما فأقم من وضعهم الصحي وأصبحوا في دائرة الخطر وحياتهم معرضة للموت في أي لحظة حال حدوث انتكاس على وضعهم الصحي,فجرائم قتل متعمدة ترتكب بحقهم في مقبرة ما يسمي بـ"عيادة الرملة"بعيداً عن وسائل الإعلام في كشف الحقيقة وإماطة اللثام عن وجوه اللئام الذين يوغلون في ارتكاب جرائمهم على مدار الساعة بحق الأسرى...

وخاصة مع الأسرى المرضي بالسرطان وآخرين بالشلل وغيرهم بأمراض مزمنة لم تجد من يداويها من أوجاعها وتنهي لهم آلامهم الموجعة,فإدارة مصلحة السجون لا تبالي بمعاناتهم وخطورة مرضهم وتردي وضعهم الصحي ولا تقوم بالفحوصات الطبية اللازمة لهم وتتعمد إتباع سياسة التراخي والتباطؤ في تحويل الحالات الخطرة لمستشفيات متخصصة لتقديم العلاج لهم،فهم يتعرضون لأقسى ظروف الاعتقال ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة مرض السرطان القاتل ...

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر,أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال,فمن على سطور مقالي نؤكد للقاصي والداني على أحقية مطالبتنا بتحريرهم وإطلاق سراحهم من الأسر دون شروط, قبل أن يرتقوا هؤلاء المناضلين شهداء داخل السجون, نتيجة إصابتهم بهذا المرض السرطاني الخبيث القاتل وخاصة في ظل اللامبالاة والإهمال الطبي واستهتار إدارة مصلحة السجون بحياتهم....

ومن اخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال هو الأسير سامي عاهد أبو دياك والذي أصيب بورم سرطاني في الأمعاء في مراحله المتقدمة وانه يصارع الموت وحياته مهددة بالخطر الشديد ومن المتوقع استشهاده في أي لحطة,وقد جرى اعتقاله منذ شهر تموز 2002،وقد تعرض لإصابات خطيرة أثناء عملية اعتقاله وان وضعة الصحي يزداد سوء يوماً بعد يوم ويتراجع باستمرار حيث أصبح وزنه 50 كيلوغرام بعدما كان 80 كغم كما انه لا يقوى على المشي ودائماً يشعر بآلام حادة في منطقة أعلى المعدة ولا يستطيع الأكل والشرب والنوم...

ولم يكن يعاني قبل اعتقاله من أي أمراض نفسية أو جسدية وقد شهد تراجعاً خطيراً على وضعة الصحي نتيجة الاستهتار والإهمال الطبي الذي تمارسه إدارة مصلحة السجون بحقه منذ سنوات,حيث انه يتعرض لجريمة قتل بطئ في سجون الاحتلال وهذا مما يشكل خطورة على حياته المهددة بالموت....

ومازالت مصلحة إدارة السجون بكل عنجهية ترفض بشكل قاطع كل الاستغاثات والمناشدات الموجهة إليها عبر المؤسسات الإنسانية بالإفراج عنه لمتابعة وضعه الصحي خارج السجون،نتيجة لخطورة حالته الصحية,وإنها لا تعبأ بحياته ضاربة بعرض الحائط كل اتفاقيات جنيف وكافة المعايير الدولية...

- الأسير سامي عاهد عبد الله أبو دياك (36عاماً)

- من مواليد/ 1983

- مكان السكن/ بلدة سيلة الظهر- جنوب مدينة جنين

- تاريخ الاعتقال/ تم اعتقاله منذ 17 /7/ 2002،" وقد أنهى عامه السادس عشر في الأسر، ودخل عامه السابع عشر"

- الحكم/ 3 مؤبدات +30 عامًاً

- مكان الاعتقال حاليا/ يتواجد فيما يصطلح على تسميته بمسلخ الرملة

- الأسير سامي له شقيق أسير اسمه/ سامر أبو دياك مواليد 1982م المعتقل منذ 3 حزيران 2005 والمحكوم بالسجن المؤبد وخمسة وعشرين سنة.

- أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تحرم معظم أسرته من الزيارة، ما يندرج ضمن سياسة "العقاب التعسفي

الحالة المرضية أو الصحية للأسير سامي أبو دياك

لقد تدهورت الحالة الصحية للأسير/ سامي أبو دياك منذ إجراء العملية الجراحية الأولى له باستئصال80 سم من أمعائه الغليظة في 3/9/ 2015 بمستشفى سوروكا الإسرائيلي وقد تعرض لخطأ طبي بعد العملية أصيب على أثرها بالتلوث والتسمم نتيجة عدم النظافة في السجن،مما أدى لإصابة الأسير بالفشل الكلوي والرئوي ومضاعفات خطيرة في بقية أعضاء جسده.

علماً لقد أجريت له خمس عمليات جراحية أخرى لاستئصال أورام من الأمعاء سنة 2016 وسنة 2017، ثم سنة 2018،وقد دخل بحالة غيبوبة أثناء العمليات أكثر من مرة وأوشك على الاستشهاد وأصبح في الفترة الأخيرة يصاب بنوبات كريزا وشدّ عضلات نتيجة لخطأ الطبي,وانه يعيش على نظام غذائي محدد ويخضع تحت أجهزة التنفس الصناعي وتأثير المخدر منذ أكثر من شهر..

ومنذ نهاية العام الماضي وبداية العام 2019 أوقفت مصلحة السجون وإدارة عيادة الرملة العلاج الكيماوي عن الأسير سامي وبررت ذلك بأن جسمه لم يعد يستجب للعلاج وبأن حالته ميؤوس منها،وانه يصارع الموت وحياته مهددة بالخطر الشديد ويدفع به نحو الموت.

ومن على سطور مقالي أضم صوتي إلى صوت كل الشرفاء في أصقاع العالم لرفع الظلم عن أسرانا وأسيراتنا الماجدات وأعلن تضامني ومؤازرتي وإسنادي مع المعتقل الأسير سامي أبو دياك في سجون الاحتلال وتحديد في سجن مسلخ الرملة وأوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية،ومنظمة أطباء بلا حدود بتحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والوطنية والقانونية بالتدخل السريع والفوري لإنفاذ حياة الأسير وتوفير العلاج والرعاية اللازمة له قبل فوات الأوان وتوفير الحماية القانونية للأسرى في معتقلات الاحتلال بالعمل على إطلاق سراح الأسرى المصابين بالسرطان،والذين يهددهم الموت في كل لحظة نظراً لخطورة أوضاعهم الصحية...

الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب سجون الاحتلال

والشفاء العاجل للمرضي المصابين بإمراض السرطان وغيرها من الأمراض الفتاكة بالإنسان.

بقلم/ سامي فودة