هي المصادفة التي قادتني التعرف على الصديقة الشاعرة الكرملية هدايا شاهين، والاطلاع على صفحتها الفيسبوكية، والولوج في عمق وجدانياتها وخواطرها التي تفيض رقة ونعومة وعذوبة.
هدايا شاهين تتنفس الشعر، تكتب الخواطر النثرية والشعرية، والقصيدة لديها تولد في لحظتها، وهي لا تستطيع تحديد شكل نصها، بل تحرص على نقل مشاعرها بلغتها دون اللجوء لتصنيف شعرها، فما أن يخفق قلبها للكلام سواءً نص نثري أو شعري أو خاطرة أدبية ترى في هذا النص جمالًا، وتعبيرًا عن احساسها العفوي غير المتكلف.
فهي صاحبة يراع ناعم واحساس دافىء مرهف، تتمتع برومانسية لابعد حد، نصوصها تلقائية قريبة الى ومن القلب، مرهفة، رقيقة، تموج فيها الحياة بفيض ألوانها وألحانها، تبوح فيها عن ارتعاشاتها وهواجسها وأحاسيسها واختلاجات روحها الشفافة.
ما يميزها أسلوبها السهل السلس، ايقاعها الجميل، صورها الشعرية الحسية الحية، لغتها الانسيابية، معانيها الموحية، ومفرداتها المتماسة مع الحميمية والشفافية والوضوح.
فلنقرأ ونسمع هذا النص الذي نستشف فيه صفاء القلب والروح والوجدان، وصدق المشاعر، ورقة الحروف والكلمات:
عندما تقول انتظريني
اتفرغ
اصمت برهة
والبس ثوب اللقاء
اطرد النوم حتى لا اغفو
واعانق طيفك حتى بزوغ الحلم
وانقشاع النور
اتأتيني مسرعا
ك لهفتي
ك بسمتي عندما المح طيفك
يا جنتي
يا قدري الاتي زاحفا
كم انتظرت بعادك
كم انتظرت ذلك اللقاء
وذلك الشغف المتفجر شوقا
تعال
ودعنا نفجر ذلك الصمت البعيد
ونلتقي
تتنوع مضامين هدايا وموضوعاتها وتتراوح بين الرومانسيات والوجدانيات. في نصوصها غزل ومناجاة، ومحاكاة الطبيعة والامواج والسماء والجمال والوطن والأرض، وفيها رثاء.
هدايا شاهين تغرد وتشدو للحب والانسان والطبيعة، وتجمع بين الرقة والعاطفة الجياشة المصطبغة بالشجن الجميل في معانيها وموضوعاتها، وهي قادرة على البوح والتعبير والتصوير، وتحتشد نصوصها بالمعاني البسيطة والالفاظ الجميلة والايحاءات والخيال الواسع:
ألف عام مضت
وما زلت أحبك
ألف عام من الشغف
اشاكس ودك
ألف وألفان وألاف من الرسائل
استنجد ردك
واستعطف قلبي المدمى
ان يكفك
يا زائري في منفاي
عند الغفوة
تحت غطاء الحلم
يا لذتي المحرمة
يا لون الوهج عشقك
اه لو تعرف كم احبك
من زمن احبك
منذ الف عام
ما زلت مستيقظة
لا انام
لا غطاء يرقيني
سوى طيفك
حسك
سجينة انا داخلك
وموتي بك ..اعدام
اه لو تعرف كم احبك
ما زلت احبك
منذ الف عام
باختصار وايجاز ، نصوص هدايا شاهين تعلن بزوغ نجم شاعرة كرملية واعدة بخواطرها ووجدانياتها وومضاتها، وبدوري انمنى لها المزيد من التقدم والنجاح ومواصلة درب الابداع، فالبذرة جيدة ولكن تحتاج الى اروائها وصقلها اكثر، والاستفادة من التجارب الشعرية لفحول ورواد القصيدة الحديثة ، مع خالص التحيات.
بقلم/ شاكر فريد حسن