أَمْس ، اليَوْم ، وَغَداً

بقلم: أحمد جمال دبدوب

بسم الله الرحمن الرحيم
أَمْس ، اليَوْم ، وَغَداً
إثنا عشر يوماً
قابلتُ خلالها عشرات الأشخاص
قرأتُ خلالها آلاف الكلمات ، وكتبتُ آلافا أخرى

اثنا عشر يوماً
لَكَم يسرقنا هذا الزمن ، كم يسرق من عمرنا ؟؟؟
حتى بيننا آلاف الأميال ، كنا معاً ، ليلاً نهاراً،
مساءاً وصباحاً

وها نحن الآن ، ننضج أكثر ،
نستوعب أكثر نختبر صِدْقَ إحساسنا أكثر ،
وأكاد أقول : إن المراحل التي أحرقناها منذ زمن في لمح البصر ،
تستعيد مكانها الآن
وكأنها تأتي كتعويض عن تلك الفترة الزمنية التي لم نتعرف بها ،
فاجتزناها ، سريعاً ،
لنصعد الجبال راكضين
وها نحن نستريح على قّمة الجبل
ها نحن نستردّ الأنفاس ، نوقد ناراً ،
تضئ حولنا و تبعث الدفء
هذه الفترة نحتاج فيها إلى الراحة ،
واستراد الأنفاس من سرعة الخَطْوِ وطول المسافة التي قطعناها في أقصر وقت.

إثنا عشر يوماً
صعبة في مرورها ،
صعبة في الإحساس بها ، هذا صحيح
صعبة في القبول بها ،
هذا صحيح ايضاً مذاقها مُرّ كالسم
مُرورها ، انقضاؤها ، كزمن السجين
قسوتها ، حِدّتها ، عذابها ،
كالنفي خارج الوطن لكنّها بإرادتنا ،
بقرارنا ، باختيارنا
إثنا عشر يوماً
وغداً ... لن يكون إضافة لها ، سيكون العَد من جديد ،

أحمد جمال دبدوب
لبنان / مخيم شاتيلا
26-1-2019