ليس صدفة أن يصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريباكوف , أن روسيا ملتزمة بأمن إسرائيل وليس حليفة لإيران , وليس صدفة أن يتزامن هذا التصريح مع دعوات روسيا للفصائل الفلسطينية للقاء مصالحة شاملة بينهما في منتصف الشهر القادم , فكل شيئ مخطط له بحسب ما تراه روسيا مصلحة لها , فمن الواضح أن روسيا تجد أن ملعب فلسطين مناسبا لها أكثر من ملعب سوريا , وفي هذا الوقت بالتحديد .
تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ليس حبا في إسرائيل , إنما جاء كمقدمة وتمهيد لأول جولة ستلعبها روسيا في ملعب فلسطين ومن خلال ملف الفصائل , والرسالة التي أوصلتها روسيا الى إسرائيل ومن خلال هذا التصريح هو أن إيران ليس حليفة لها إنما هي منافسة لها في حلفها مع سوريا , وهذا التصريح سيكون إشارة لإسرائيل بأن تقوم برفع الفيتو عن تدخل روسيا في ملف الفصائل الفلسطينية كما تفعل مصر , وقد تم رفع الفتيو الإسرائيلي عن مصر سابقا .
التوقيت مهم جدا لروسيا , حيث أنها إختارت أن تلعب في الوقت الذي فشلت فيه مصر , وفي نفس الوقت فشلت قطر أن تقنع حماس بأن تكون الأموال القطرية بداية تسوية حقيقية بينها وبين إسرائيل , فحماس لم ترفض التسوية من حيث المبدأ , ولكنها شعرت أنها أصبحت اسيرة لهذه الأموال بفعل التحكم الإسرائيلي الواضح لها , وأيضا الكشوفات بأسماء أفراد حماس التي تعرض على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عرضتها لإنتقاد واسع من الرأي العام والإعلام , فأدركت حماس في اللحظة الأخيرة أنها سقطت في الفخ , ومن ثم قررت أن ترفض الأموال القطرية , وهذا الرفض قد يبعد قطر عن خط الوسط ويجلها في الإحتياط , ويمهد لروسيا أن تلعب في خط الوسط .
زد على ذلك أن روسيا لا تجد نفسها مميزة في سوريا , فهناك زحمة كبيرة من التحالفات , وخاصة أن إيران أصبحت النجم الألمع في سوريا , وبناء على ذلك قد تغادر روسيا ملعب سوريا في الأيام القادمة , وفي نفس الوقت حرصا على علاقتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل كنوع من الحفاظ على قواعد اللعبة والحفاظ على المصالح المشتركة .
هل ستنجح روسيا بإنهاء الإنقسام بين الفصائل ؟
من الصعب جدا أن تنجح روسيا بما فشلت فيه مصر , فمصر الأقرب لنا دينيا وسياسيا وأمنيا وجغرافيا وقوميا ومع ذلك فشلت بإنهاء الإنقسام , ورغم أنني سأكون سعيدا عندما أفقد قوة تحليلي , وتحقق روسيا هدفها بإنهاء الإنقسام , ولكن السياسة لا تعرف العواطف .
بقلم/ أشرف صالح