عندما يكون الحديث عن أي تعديل وزاري ....أو حتى امكانية احداث تغير كامل بالوزارة القائمة ....فان المحللين والمتابعين للشأن الداخلي ...يدرسون كافة الاحوال المسببة لهذا التغيير والاهداف المطروحة والمراد تحقيقها من أي حكومة جديدة .. حتى لو كان تعديلا جزئيا لحكومة قائمة ....ومدي الظروف التي قامت منذ تأسيسها والاهداف التي كان يجب القيام بها .... في ظل التحديات التي تواجهها والظروف الداخلية المحيطة بعملها .
حكومة الدكتور رامي الحمد لله وقد جاءت على أرضية أوضاع داخلية عنوانها الانقسام وعلى مبدأ التوافق بحسب اتفاقية الشاطئ والعمل على انهاء كافة اشكال الانقسام ..... وبداية مرحلة جديدة ..... تجري فيها الانتخابات الديمقراطية .
وطالما وصلت الامور الي حالة الانسداد وعدم امكانية تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام بالمرحلة الحالية .....فان التوجهات الملحة تدفع باتجاه حكومة جديدة ....أو على أقل تقدير تعديل الحكومة القائمة ....في اطار ان تكون الحكومة مشكلة من اقطاب سياسية فصائلية ......لها مهام اقتصادية واجتماعية لمتابعة الشأن الداخلي والتمهيد لاجراء الانتخابات وتنفيذ كتاب التكليف الرئاسي المقرر لاحقا وفق المهام والمسئوليات الموكلة لها .
الملف السياسي ومنذ تأسيس السلطة الوطنية كان ولا زال بيد الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المرجعية الاعلي للسلطة الوطنية ..... حيث كانت الحكومات حتى تاريخه تشكل من أصحاب المهن والتكنوقراط والمختصين بمجالات العمل الحكومي بميادين الاقتصاد والاجتماع والمالية وتنظيم الشأن الداخلي بما يوفر للناس حياة كريمة .
الحكومة الجديدة والتي يجري الحديث عنها وعن اهمية وضرورة تشكيلها في ظل المرحلة الراهنة وتحدياتها ....وما يجري الحديث حوله من أسماء المرشحين وجميعهم شخصيات محترمة وذات كفاءة عالية ولهم تاريخهم وخبراتهم التي لن يستطيع احد أن يزايد عليها أو ينتقص منها .
الا أنني من وجهة نظري الشخصية .... وبما أمتلك من خبرة عملية ...بحكم تجربة شخصية ومتابعة دائمة لللشأن الداخلي.... فانني أري ودون انقاص حق احد ..... ان الدكتور محمد اشتية الاوفر حظا لتشكيل حكومة جديدة وذلك للأسباب التالية :
أولا : الدكتور محمد اشتية حاصل على درجة الدكتوراه بالاقتصاد وله العديد من الخبرات الاقتصادية والتنموية في ادارة المشروعات وتنفيذ الخطط ... ورسمها بصورة علمية ومهنية تؤكد على مدي امتلاكه لمهنية عالية ولقدرات اقتصادية وادارية وتنظيمية مشهود لها .
ثانيا : الدكتور اشتية يترأس اهم مؤسسة للاعمار في فلسطين وهو المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والاعمار ( بكدار ) والذي كان له دور هام وأساسي في بناء وتشييد العديد من المشاريع ذات العلاقة بالبنية التحتية وبالمرافق العامة كالمستشفيات والمدارس والطرق والميادين .....وشبكات المعالجة والمياه ...وغيرها من المشروعات التي لا زالت تشكل اهم انجازات السلطة الوطنية الفلسطينية على طول وعرض الوطن في المحافظات الشمالية والجنوبية .
ثالثا : الدكتور محمد اشتية لم يختصر نشاطه الاقتصادي والتنموي بحكم مسئولياته في مشاريع الاعمار .....بل عمل جاهدا على اقامة مركزا للدراسات والأبحاث لاصدار العشرات من الكتب والمؤلفات ذات القيمة العلمية الاقتصادية والثقافية والسياسية .....كما عمل على الاهتمام بتطوير القدرات التكنولوجية لدي العديد من المجالس البلدية والقروية وتطوير قدرات العاملين لديهم .
رابعا : الدكتور اشتية والمؤسسة التي يترأسها على درجة عالية من الشفافية والنزاهة وبشهادة كبري المؤسسات الدولية والاقتصادية على مستوي العالم وعلى رأسها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك الاسلامي والعديد من المؤسسات والذين يشهدون بمدي الجدية والنزاهة والشفافية والمصداقية في التقارير والحسابات المرفوعة للجهات المانحة .
خامسا : الدكتور محمد اشتية ومن خلال تجربة شخصية وليس نقلا عن أحد يتميز برؤية جامعة وشاملة..... ولا يفرق ما بين محافظات الشمال والجنوب بل يعمل بمنظور وطني شامل وفق المخططات والأولويات والاحتياجات .....وبحسب الخطط والأولويات
سادسا : مدي التوازن والموضوعية والمصداقية والوضوح وما يتسم به من سمات وصفات كرجل مسئول وكقائد وطني يري بعيون الوطن واحتياجاته ويشخص الاشياء من منظور وطني وليس فئوي أو شخصي..... أعتقد أنه من الشخصيات الأجدر والاقدر لمثل هذا المنصب .
سابعا : مهارات فردية على صعيد الادارة والاقتصاد ولغة الحوار والقدرات اللغوية وبدرجة عالية من التميز في ظل امتلاكه لقدرات تنظيمية وتخطيطية يستند عليها في معالجة الملفات في اطار مهني وعلمي عبر سنوات عمله تؤكد على قدراته وتميزه وما يمتلك من خبرات تستحق مثل هذا المنصب .
ثامنا : الدكتور اشتية وسيرته النضالية الطويلة وخبراته المتراكمة من رئيس لاتحاد طلبة جامعة بيرزيت ....الي مشوار حياته للحصول على درجة الدكتوراه بالاقتصاد من بريطانيا الي ترأسه للمجلس الاقتصادي الي كافة المهام والتكليفات التي قام بها عبر مسيرته العملية والوطنية وحتي انتخابه عضوا باللجنة المركزية لحركة فتح من قبل القواعد والاطر التنظيمية من خلال المؤتمر العام هو محل تقدير وطني استحقه بجداره ....وقدرة واقتدار تؤهله لمثل هذا المنصب .
تاسعا : الدكتور محمد اشتية من الشخصيات الوطنية والكفاءات العلمية ومن الرجال الذين قادوا مؤسسات ناجحة ومتميزة كان لها بصمتها على واقع الانجازات الذي تلمسها الجميع وبما يميز هذا الرجل ليس مجاملة .....ولكن حقيقة أقولها بحكم ما رأيت وتلمست بأنه شخص مسئول ....وانسان كبير .....لا يقبل بالتطاول على أحد .... ولا يرغب بمعاداة احد..... بل يحترم الجميع على قاعدة العمل والمسئولية والواجب.... حتي وصل الي ما وصل اليه ...... وما دفعني الي الكتابة والتطرق الي مثل هذا الموضوع ....وانا لست معتادا ان أكتب حول أي شخصية وطنية ....او حول أي منصب شاغر يتنافس عليه العديد من أصحاب الخبرة والقامة والذين نحترمهم جميعا ....... لكنها كلمة حق..... بحكم معرفة شخصية ....وتجربة عملية أقولها بكل صراحة وصدق .
الكاتب : وفيق زنداح