انبريت منذ زمن مدافعا بل طارحا فكرة الاصلاح في حركة فتح بجوانبها الميدانية والتنظيرية ، ومدرسة الاصلاح في فتح و بكافة مراحلها التاريخية والزمنية , ابتعدت عن استخدام مصطلح "التصحيح " فكان الخلط دائما بين مصطلحي الاصلاح او التصحيح ولكل من المصطلحين ابعادهما الفكرية والتنظيمية والتنظيرية ، ولكن لماذا كل التوجهات التصحيحية التي نادى بها كوادر وقيادات عبر مسيرة هذه الحركة عملت من خلال فكرة الاصلاح .؟ وكانت تمتلك الرغبة وتفتقر ""للقدرة " ويدخل التشخيص والمسبب في علاقة متداخلة بين المناخات الذاتية والمناخات الاقليمية التي تتأثر بموقف القوى الكبرى في العالم ، فالقضية الفلسطينية ليست فقط هي ازمة محلية او قضية محلية بل لها امتدادات اقليمية ودولية تؤثر على الذات الفلسطينية وطريقة صياغة معادلاتها الداخلية والخارجية .
تم الاخذ بمصطلح الاصلاح ولان حركة فتح كحركة تحرر وطني تعتمد على نظرية الحرب الشعبية واداتها الكفاح المسلح والنضال في جميع الميادين لا ينقصها الادبيات او النظام الداخلي لها ، بل وضعت برنامجا متكاملا على المستوى التنظيمي والجماهيري والقتالي والاعلامي والادبي ، ومن الصعب ان تجد ثغرة في ادبياتها التي هي نموذجا يربط بين التاريخ والواقع والامال والطموحات والرغبة في انتزاع الحق الفلسطيني المسلوب ومن خلال منطلقات واليات للوصول الى هذا الحق ، اذا كان الحراك في داخل الحركة يدور حول مقاومة الخروج عن النصوص التي وضعتها فتح من قبل بعض مراكز القوى فيها التي سيطرت على القرار ، قافزة عن المراحل واطروحاتها وانجازاتها ، وما هو المنجز لكي ننتقل من مرحلة الى اخرى ، ولذلك تعرضت فتح لحرق المراحل الذي اثر على بنيتها الداخلية والمؤسساتية وبرامجها ، فكانت فكرة الاصلاح تعني العودة للمُثل النضالية التي وضعتها فتح ووعدت الشعب الفلسطيني بها ، وليس تغيير مسار الثورة نظريا وتنظيريا وهذا ما يعنيه التصحيح .
وهنا ، قد يتسأل البعض ، لماذا فشلت كل الدعوات والاطروحات للاصلاح في الماضي ، وهل سيكتب النجاح للتيار الاصلاحي الان بالنجاح .؟ وبرغم ان الامور اكثر تعقيدا من الماضي سواء بالبعد الفلسطيني الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والجغرافي و الاقليمي او الدولي ، بالاضافة الى ان فتح كحركة تواجه خصوم اقوياء الان في الساحة ، والماضي كان يسجل لفتح بانها اكبر حركة وفصيل وطليعة تمتلك 100% من القرار الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد بقرار اقليمي ودولي ، فالان الامور اختلفت ، وفتح امامها عدة معارك وصراعات مع الاحتلال ومكوناته على الارض ، واخطاء تراكمية سياسية واقتصادية وتنظيمية وامنية ، وبرامج قد تكون هي عالة على حركة فتح توارثتها من الماضي ، هذه اكبر تحديات تواجه التيار الاصلاحي بقيادة الأخ محمد دحلان والأخ سمير المشهراوي ( برامج ، وجغرافيا ، وقدرة ).
اما فيما يتعلق بفشل الماضي في الاصلاح فهذا يتعلق بالهوة الواسعة بين" الرغبة- والقدرة " ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الان امام التيار الاصلاحي ، من اين يبدأ..؟ وارتكازا للادبيات مع الاخذ بالاعتبار مقدار التحول والمتغيرات التي طرأت على الواقع الذاتي والاقليمي التي يجب ان يضع التيار لها اجابات وبرامج ، وكذلك علاقة فتح كتنظيم بالبعد الجماهيري وازماته التي وضع التيارلها عدة انشطة في كافة المجالات الاجتماعية والانسانية .
ركائز عمل التيار الأصلاحى:-
1-امام التيار الاصلاحي معالجة ملف وحدة حركة فتح ، بعد فشل كل المساعي لتحقيق هذه الوحدة ، ومواقف التيار الايجابية بهذا الصدد والتي تسعى دوما لتغذية روح المحبة والتفهم والاخوة بين ابناء فتح ، وهذا ما ركز علية بيانه الاخير لاطاره القيادي الذي عقد من 9الى 12 من يناير 2019م .
2- الوحدة الوطنية وعلاقة التيار الاصلاحي بفصائل العمل الوطني والاسلامي المبنية على الشراكة وتقاسم المسؤليات في ادارة الازمة الفلسطينية وازمة الصراع
3- فكفكة عقد المرحلة والسعي الدائم لتجديد الشرعيات الفلسطينية من خلال صندوق الانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني وشجب ومقاومة اي تفرد جغرافي في عقد انتخابات تشريعية تكرس الانقسام والانفصال وتزيد حالة التشرذم وتكريس ظواهر الفساد بكل ادواتها وانواعها
4- ازمة حصار غزة وحالة الفقر والبطالة وتعقيدات معبر رفح والعقوبات على غزة الذي تصدى لها التيار بكل طاقاته وامكانياته الذاتية والاقليمية
5- طرح جبهة انقاذ وطني تعالج حالة فشل النظام السياسي الفلسطيني وشطحاته التي اتت بالوبال على الشعب الفلسطيني والقضية
6- ارساء قاعدة من الفهم والتفاهم بين مصر وحماس والجهاد على قاعدة فكفكة ازمات غزة وحلها ودعم حوارات المصالحة وتقريب المسافات بين مصر وحماس .
7-بناء جيل على قواعد وطنية جامعة وليست حزبية
قطع التيار الاصلاحي شوطا كبيرا في تكريس ذاته داخل فتح وداخل الايقونة الوطنية والشعبية مما يضع التيار امام تحدي اكبر واعظم من حيث " الرغبة " في تحقيق وحدة فتح " والقدرة" على ذلك هذا من ناحية وناحية اخرى تتعلق بالقدرة ايضا على نسج علاقات وبرامج متكاملة مع الفصائل الاخرى وهذا لايعني في سياق العمل الميداني بل العمل السياسي والوطني ، ويرتكز هذا التوجه الى
1-التنظيم القادر
2- درجة الوعي
3- البرامج
4- الامكانيات اللوجستية
ملاحظة : قناة الكوفية المعبرة الحقيقية عن رؤية التيار النضالية والاعلامية والمستندة الى التاريخ المشرف للثورة الفلسطينية بطليعتها فتح ، هي من اهم المنابر الاعلامية لحركة فتح من حيث التاريخ والاصالة في الطرح ، وهي الرابط الحقيقي الذي يجسد اعلاميا برامج نضالية يصعب ان تتناولها اي فضائيات اخرى انسجم واقعها مع واقع التدجين السياسي والامني والاعلامي .
بقلم/ سميح خلف