حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من توقف عدد من المنظمات والبعثات الدولية عن العمل في الخليل جنوب الضفة الغربية، بسبب المضايقات الإسرائيلية.
وقالت سارة بريتشيت، المتحدثة باسم الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تصريح صحفي "إننا في المرصد ننظر بخطورة بالغة وبقلق عميق للإجراءات الإسرائيلية التعسفية تجاه المنظمات في مدينة الخليل في الضفة الغربية، والتي أفضت إلى اتخاذ مجلس الكنائس العالمي (WCC) - برنامج المرافقة في فلسطين وإسرائيل (EAPPI) قراراً بسحب طواقمه من المدينة، بسبب تعرضهم لمضايقات من جانب المستوطنين والجنود الإسرائيليين، بحسب ما ذكر المجلس في بيان خاص بالأمر.
كما أن بعثة (الوجود الدولي المؤقت في الخليل - TIPH)، والتي تتكون من 5 دول (إيطاليا، النرويج، السويد، سويسرا وتركيا)، قامت بسحب طواقمها من المدينة أيضاً نتيجة لقرار من بينامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعدم تجديد ولاية البعثة، والتي تعمل منذ أكثر من 20 عامًا للمساعدة في حماية الفلسطينيين في الخليل."
وأضافت "إن الإجراءات الإسرائيلية التعسفية والممتدة تجاه المنظمات الحقوقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مدينة الخليل تحديداً، تنذر بشكل فعلي بنية إسرائيلية مبيتة لتجريد الفلسطينيين من أية حماية دولية والتحضير لارتكاب انتهاكات خطيرة في المدينة يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى ممارستها دون وجود رقابة."
وقالت بريتشيت " إن دور كل من (EAPPI) و (TIPH) لم يكن مقتصرا على الرقابة على الانتهاكات، بل حماية الفلسطينيين ومرافقتهم لا سيما عند الحواجز العسكرية الإسرائيلية في الخليل ولا سيما في مناطق تل الرميدة وشارع الشهداء في الخليل، التي تعد من المناطق الأكثر حساسية واحتكاكاً في الخليل.
وإليها يعزى الفضل في تصوير وتوثيق جريمة مقتل الفتاة الفلسطينية "هديل الهشلمون" (18 عاما) في سبتمبر 2015، وذلك بإطلاق ما يزيد على 10 رصاصات على أنحاء مختلفة من جسدها من قبل الجنود الإسرائيليين على الحاجز الإسرائيلي المعروف باسم (56) في مدينة الخليل، بدعوى اقترافها محاولة طعن، فيما أثبتت الصور حينها أن الفتاة لم تشكل خطراً مستمراً على الجنود يستدعي الإصرار على قتلها بشكل متعمد.
ودعا بريتشيت الدول الأوروبية المعنية، والأمم المتحدة، إلى العمل بشكل حثيث لضمان عودة المنظمات العاملة في الخليل إلى عملها بصورة عاجلة، وإلى الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف مضايقاتها المتعمدة بحق المنظمات الحقوقية العاملة في فلسطين عموماً، واحترام عملها وحماية حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان. "كما ندعوها إلى الرقابة بشكل مكثف على الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة الخليل وحماية سكانها." كما قالت