عظماء فلسطينيون “أسيل جمال عنبتاوي“

بقلم: هاني زهير مصبح

 عظماء فلسطينيون هناك الكثير من العلماء و العظماء الفلسطينيين المهجرين و المغتربين و الذين لا يذكرهم التاريخ و لا يعلم بهم شعبنا الفلسطيني، ومن هنا يتوجب علينا وعليكم جميعا نشر كل المعلومات عنهم لأجيالنا القادمة لعل وعسى نوفيهم و لو بجزء بسيط من حقوقهم، إنهم إرث وتاريخ وحضارة يفتخر بها كل فلسطيني علي مر التاريخ والعصور .

المهندسة أسيل جمال عنبتاوي :- عالمة فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية درست الهندسة في علوم الفضاء وتعمل في وكالة ناسا منذ أكثر من 25 عاما  التي اشرفت علي "كاسيني" التي غاصت بين كوكب زحل وحلقاته حيث كانت أسيل جمال عنبتاوي أحد الوجوه الفلسطينية الناجحة في الخارج والتي اختارت مجالا صعبا جدا لإثبات ذاتها وسط النخبة المتميزة من علماء وباحثي العالم في "ناسا" .

ولدت في الكويت ودرست المرحلة الابتدائية والمتوسطة هناك، ثم أنهت الدراسة الثانوية في مدرسة البكالوريا في الاْردن ثم التحقت بجامعات امريكا وحصلت على شهادة الماجستير من افضل جامعات امريكا وعملت مع وكالة الفضاء الامريكية "ناسا" اثناء دراستها ثم تقدمت واحتلت مراكز مرموقة، وهي ابنه المهندس جمال عنبتاوي ووالدتها معلمة الأجيال لأكثر من 20 عاما منها خمسة سنوات في مدارس طولكرم وخمسة عشر عاما بدولة الكويت إنها المعلمة "حسنية إبراهيم الأشقر" وهي لديها من الاخوة اثنان ومن الأخوات اثنتان ولقد ولدت في أسرة عريقة مثقفة  .

أسيل عنبتاوي عالمة فضاء فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية حصلت علي بكالوريوس الهندسة الكهربائية بتفوق في جامعة كاليفورنيا ستيت في العام 1992 ومن بعدها درجة الماجستير في نفس التخصص من جامعة ساوثرن كاليفورنيا في العام 1996 لتبدأ أولي خطواتها العلمية مباشرة في نفس العام بانضمامها إلي مختبرات الدفع النفاث في "ناسا" بولاية كاليفورنيا وهو المكان الأكثر شهرة علمية من خلال ضمه نوابغ العلوم والهندسة المتميزون من كل انحاء العالم نظرا لاهتماماته العلمية ذات التخصص الدقيق والمعقد  في دراسة كل ما يتعلق بالفضاء بدءا من مهام الرحلات المأهولة إلي المريخ، مرورا بعلوم الفيزياء الفلكية، وصولا إلي بيولوجيا الفضاء وتأثيرها في الإنسان، فهي حملت مغامرة المركبة إلي جانب كونها إنجاز علمي وبشري فائقا ،وجهد سنين طويلة للمهندسة أسيل جمال عنبتاوي وفريق عملها المختص بدراسة وتصميم كل ما يتعلق بموجات الراديو والاستشعار عن بعد والتقنيات الكهرومغناطيسية الفضائية والتي كان أقل خطأ في تقديرها مسبقا كاف بإفشال المهمة الصعبة التي بدأت في العام 1997م وانتهت بنجاح غوص "كاسيني" بين حلقات زحل والتي توجت بالنجاح وانتهي عمل "كاسيني" بالعام 2015م، ولم ينتهي عمل المهندسة أسيل عنبتاوي حتي يومنا هذا فهي تعمل بكل ما يتعلق بمجموعة نظم علوم الراديو، وايضا لم تتوقف مسئوليتها عند حدود فريق عملها بل تجاوزت ذلك إلي تنسيقها الدائم مع مجموعة Deep Space Engineers المختصة بتنظيم الاتصال بين كل المهندسين علي كافة المستويات في كل مهام "ناسا" والمهتمة بجمع البيانات والتأكد من جودة الاقتراحات والدراسات المقدمة الخاصة بكل مهمة علي حدة، وكانت أولي مهامها الصعبة بالعام 1996 العمل ضمن فريق "مهمة جاليلو" إلي المشتري التي استمرت بها حتي العام 2002 تم انتقلت إلي تحد آخر بالعمل ضمن فريق المسح العالمي للمريخ وتركزت مهامها بإجراء التجارب المختصة بالعلوم الراديوية وكانت ناجحة ومتميزة جدا مما أدي ذلك إلي اختيارها للالتحاق ثم الإشراف علي المجموعة المكلفة بمتابعة تجارب ومسار المركبة الفضائية "كاسيني" ،لم يتوقف نجاحها عند هذا الحد بل قدمت أكثر من 59 بحثا علميا وأكثر من 56 مقالا علميا ونتيجة اجتهادها وتميزها من محطة مهمة إلي آخري أكثر أهمية تراكمت الخبرات والنجاحات وحازت علي العديد من الميداليات كان أهمها ميدالية العمل المتميز في 2015 ومن قبلها ميدالية الإنجاز الاستثنائي في العام 2007 وغيرها.

انهم العظماء الفلسطينيون قامات علمية عريقة وصناع للمجد والحضارة والتاريخ علي كوكب الأرض وبالفضاء، يجب تدريسهم لأبنائنا لتبقي سيرتهم العطرة من جيل إلي جيل وعظيم احترامي وتقديري للمهندسة عالمة الفضاء أسيل جمال عنبتاوي ولكل العظماء الفلسطينيون .

 بقلم الكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح