أول أمس كان نيكولاي ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط , ومعه أحمد عبد الخالق مسؤول ملف الأحزاب السياسية الفلسطينية في جهاز المخابرات المصرية , يجتمعان مع حماس لتثبيت ما يسمى بالهدنة مع إسرائيل , وهذا على إعتبار أن الحرب قائمة بيننا وبين إسرائيل والسماء تمطر صواريخ , والفصائل مصرة على إستمرار الضرب لحين تحرير فلسطين أو على الأقل تحرير الأسرى أو عودة اللاجئين , أو وقف الإستيطان أو وقف تهويد القدس والخان الأحمر والسبع ...
من المؤكد أن السفير القطري محمد العمادي سيعود ومعه حقائب نقود أكبر حجماً من الحقائب السابقة والتي كان يدخل بها الى غزة ممولاً هذه الهدنة , بالإضافة الى فتح معبر رفح وتعزيز التجارة بين مصر وغزة وتقديم بعض التسهيلات الإضافية والتي ستعزز من الهدنة , وهذا ما تم الإتفاق عليه في جلسة أول أمس , في إشارة الى أن السلطة خسرت جولة التقويض والتي من شأنها أن تجمع الشمل بين الضفة وغزة , وأصبحت النتائج عكسية تماماً , لأن زعماء الأحزاب السياسية في غزة يهتفون بالتصعيد من أجل أن تلتزم أسرائيل بشروط الهدنة في غزة , فإذا إلتزمت إسرائيل بشروط الهدنة هذا يعني أن الأموال القطرية ستعود وبشكل مضاعف , ولذلك سيحتاج العمادي للحقائب الكبيرة كونه يلعب دور الممول للصفقة , أقصد للهدنة .
رفضت حماس الأموال القطرية لأنها شعرت أنها ستكون فريسة للرأي العام , بالإضافة الى منافسيها من الأحزاب السياسية , لأن دخول الأموال عبر أجهزة الأمن الإسرائيلية وإطلاع هذه الأجهزة على كشوفات أسماء عناصر حماس كان إختراقاً أمنياً واضحاً من قبل إسرائيل , وهذا ما جعل حماس في موقف حرج أمام الرأي العام , بالإضافة الى أن إسرائيل ثقلت العيار في التلاعب بموعد دخول الدفعة الثالثة وربطتها بشروط مهينة لحماس , مثل طلب إلغاء مسيرات العودة بتاتاً وغيرها من الشروط , ولكن حماس ما زالت تتمسك بالهدنة مع إسرائيل رغم أن هذا التمسك مصحوب بالحذر , فحماس تلعب هذه اللعبة بذكاء ودهاء شديدين , فهي لا تريد أن تلعب على المكشوف في هذه الفترة تحديدا , فرفضها للأموال كان من باب أنها تثقل وتتعزز من أجل الحصول عليها بشكل أفضل وأسهل وربما أكثر .
خلاصة .
الأموال القطرية ستدخل الى غزة بحقائب كبيرة , وهذا بعد رفع وتيرة التصعيد على الحدود بهدف إدخالها بشكل أسهل وربما تكون الدفعة أكثر من 15 مليون دولار .
معبر رفح مفتوح لا محال , وتبادل تجاري مع مصر , وهذا لأن المخابرات المصرية تركز في مهمتها على التنسيق بين حماس وإسرائيل للوصول الى تسوية شاملة بغض النظر عن إسطوانة الشرعيات .
لجنة إدارية جديدة في غزة أو حكومة رسمية , وهذا بعد تشكيل حكومة منظمة التحرير في الضفة , وتنسيق أمني قادم بحلته الجديدة بين حماس وإسرائيل بإشراف المخابرات المصرية .
الفصائل ستنقسم كما إنقسم الوطن , وستكون بين مؤيد ومعارض ومتفرج كالعادة , ولا أريد أن أقول أن غزة ستنفصل عن الضفة , لأنها مفصولة بالفعل ..
بعد نجاح إسرائيل في التسوية مع حماس في غزة ستكون الهجمة شرسة على الضفة والقدس من قبل إسرائيل والولايات المتحدة , الهجمة سياسية وإقتصادية وعسكرية بهدف القضاء على السلطة وتثبيت دولة غزة .
بقلم/ أشرف صالح