ما حفزني ان اكتب هذا المقال الاشاعات الكثيره التي لا احد يعرف حقيقتها وتتعلق بحقوق موظفي السلطه واستشففت من خلالها انه قد يطال الظلم الاف الابرياء
من وجهه نظري ان الحصيله النهائيه للعبه السياسيه في غزه كانت كالتالي:
انه حتى توظف حركه حماس وتدفع رواتب ل 40 الف عنصر من عناصرها:
1- تسببت حماس في جلوس اكثر من 70 الف موظف مدني وعسكري في البيت وهم يعيشون بقلق مستمر حول مستقبلهم الوظيفي. وفوق ذلك حركة حماس حملتهم نتيجه انقلابها. فاضطهدتهم وسنت كافه القوانين التي تنتزع حقوقهم لدرجه انهم كانوا يعيشون كغرباء في غزه طوال ال 12 عام. اي انهم شكلوا الضحيه الاولى والاخيره للانقلاب.
2. عاشت غزه ثلاث حروب مدمره في سبيل حصول موظفي حماس على رواتب، تحت مسمى رفع الحصار، بالاضافه لمسيرات العوده. وقع بها الاف الشهداء ودمر بها اكثر من نصف مساكن القطاع.
3. -معبر رفح اغلق 12 عام وذاق الناس الويلات ليستطيعوا السفر. واخمن انه لا يوجد مواطن كان يعلم متى سيسافر. وهذا لا يمكن ان يحدث باي مكان بالعالم.
4. -مئات الاف العمال والخريجين بانتظار الفرج من 12 سنه ليستعيدوا حقهم في الحصول على عمل مستقر يصون كرامتهم.
5. كهرباء حرمنا منها على مدى 12 عام وسط مناكفات الوقود والجبايه وتوزيع الكهرباء وضريبه البلو وهلم جرا. والمواطن كالاطرش في الزفه لا يعلم سبب حرمانه من الكهرباء. والاغرب انه بعد 12 عام حرمان من الكهرباء يخرج العمادي ليقول انه بامكانه ان يوفر مشاريع كهرباء تنفذ في سرعه البرق اذا وجد القرار. وبالفعل تحسنت الكهرباء فور توفير الوقود من قطر برقابه دوليه.
6. تحمل الناس كافه اشكال المحسوبيه الحزبيه وامتهان كرامتهم من خلال التوظيف الذي يتم الواسطه والغش في وضوح الشمس لاشخاص لا يمتلكون ادنى كفاءه مقارنه للمتقدمين الاخرين ومن دون ادنى معايير شفافه حتى على مستوى الشهاده العلميه. ليسمح بخريج التوجيهي ان يصبح مديرا على اعلى الكفاءات. وتجد معظم من يحتلون المناصب العليا في المؤسسات هم من اجهل الناس بطبيعه العمل، ومع ذلك لهم الكلمه العليا ليتحكموا بمصائر الناس وحقوقهم. وكل هذا يتم بغطاء حزبي، ومن يتظلم يخبط راسه بالحيطه.
كل هذه الفوضى والعبث كان فداء ال 40 الف موظف لحماس. وانني اعجب انه والله لو كانوا انبياء ما دفعتم غزه كل هذا الثمن من اجلهم.
الكاتب المفكر رمضان عيسى كان لديه راي اخر اعمق حول دوافع حماس للتمسك بغزه. واعرض رايه:
(( أتصور أن القضية ليست كرمال عيون من تم تعيينهم بعد استيلاء حماس على مؤسسات غزة ... وما تبع هذا من نتائج كارثية على القضية وعلى مكونات الشعب في غزة .. ولو أن مسألة الموظفين هم شماعة تتصدر الأحداث والمواقف ....
أتصور أن السبب الرئيس الذي يكمن خلف ما حدث، وما يحدث من اعاقات للمصالحة يعود الى :
1 - العقلية الحزبية التي تدير حركة حماس ، وهي عقلية الاخوان الذين يعتبرون أنفسهم يملكون الحقيقة المطلقة ، وغيرهم ضال فكرياً واجتماعيا، ووطنياً ..
2 - من يضمن لحماس أنه اذا تم تسليم السلطة كل شيء ، من يضمن الحماية لمن ظلموا ، أو ضربوا ، أو استغولوا على الآخرين باسم حماس على طول هذه الفترة .
3 - لا يمكن تجاهل أن حماس استولت على أراض ومرافق وجمعيات ومراكز فعالة .... لهذا من يضمن عدم استعادة كل هذا ، بل ومحاسبتهم اذا كان هناك اختراق للقوانين ... وطبعاً سيعتبر كل هذا معارض للقوانين ، خاصة وأن السلطة ستلغي كل القوانين التي اتخذتها حماس طوال فترة سيطرتها .
4 - والشماعة الأهم حسب الدعاية الحمساوية هي رفض حماس أن تكون تحت مظلة منظمة التحرير السياسية وتبعات أوسلو .
5 - المصالحة والانضمام للمنظمة يعني أن لا مساعدات مالية خاصة - من قطر وغيرها - بل سيكون كل شيء من هذا القبيل عن طريق السلطة .
وأخيراً ، حماس تحاول ألا تخرج من المولد بلا حمص ، وتفادي أن تفعل السلطة مثل ما فعلته هي بعناصر وموظفي السلطة.
لا أنسى أن القوة العسكرية لها تأثير في أنها ستكون الضامنه لحماس ومكتسباتها ، ولكن هذا مؤقتاً ، بتحييد القوة العسكرية ونشر جهاز مخابراتي لتجفيف مسارب التموين ، ومحاولة توظيف أفرادها وجعلهم تحت السيطرة الوظائفية ... والسيطرة الحركية .... وفتح لها خبرة ، والقضية مسألة وقت بالتعاون مع كل الجهات التي لها مصلحة في ذلك .))
طبعا للقاريء انه اياخذ بالراي الذي يقتنع به حول دوافع حماس للتمسك بالسلطه بغزه لهذه الدرجه. لكن من وجهه نظري انه طالما حركة حماس لديها قوه مسلحه وانفاق ستضمن كل ما قاله. هي مشكلتها مع المناصب لان رئيس المؤسسه من يوظف وتريد ان تبقى تتحكم بالتوظيف للابد من خلالهم، .وهذا كان واضحا بما انها لم تكتفى بالاف التعيينات التي قامت بها لدى مجيئها كحكومه عام 2006، ولكنها ذهبت لمغامره استبدال كافة موظفي السلطه بعناصرها. وبسبب هذا الظلم نعيش الانقسام لليوم. اي انها كانت ترفض الاعتراف اصلا بموظفي السلطه الا من اتبع شرعيتها بعد الانقلاب.
ونحن بانتظار الحلقه الاخيره للعبه السياسيه في غزه. واختم براي طريف للكاتب اياد سعدي:
((لمشكلة كلنا صرنا شعراء ومحللين ونفسيين وقيادات وعلماء امنيين ...والحلقة الاخيره لحياتنا مش معروفة متى ... المخرج ممل لدرجة القرف والجمهور ادمن المسلسل ونفسو يشوف النهاية ))
سهيله عمر
[email protected]