قَلْبُك مَدِينَةٌ تَفْتَح أَسْوَارَهَا

بقلم: أحمد جمال دبدوب

اللّيْلَةَ سأقُول لـ ( لبنان ) : ( إلى اللقاء )

كانَت تُمَثَّلُ لي مَكانا مُتّسِعاً ،

مَليئاً بالحياةِ والسَهَرْ والمَرَحْ ،

فَلَم تَعُد تُمَثَّيل ُ لي إلا زِنْزانة

المَدينةُ التي تَعيشُ حياتَها كامِلَةً ،

طَوَالَ النَهارِ وطَوَالَ اللّيلِ ،

أصْبَحَت صَحراء جَرْدَاء

( بيروت ) التي كانت تُنَاديني لأُطيلَ إِقامتي فيها ،

أَصبَحَت لا تُطيقُني

لا لَهوها وطُول عُمْرِ لَيْلِها

لا كُنُوزَ فنونِها ، ولا فِتْنَةَ من فِيها

لا شَيء في ( بيروت )

كان يَستطيعُ أَن يُخْرجَني مِن وَحدَتي وعُزوفي عَن كُلَّ الأشياء

لَمْ يَكُن هُناكَ مَن يستطيع ذلك إِلا أنتَ

ولِذَلِك ضاقت بي ( بيروت ) ولَم تَعُد تُطيق بَقَائي فيها

لم يَكُن لَدَى ( بيروت ) قَلبٌ تَفتَحُهُ للحزانى والمَهْمومين ،

وقَدْ كُنْتُ حَزيناً ووحيداً ومَهْمُوماً ،

ولذِلكَ كان لا بُدَّ أَن أَرْحَلَ ،

وأقولَ لـ ( لبنان ) ( إلى اللقاء (

فَدَعني داخِلَ أسوارِكَ …

يا ( قَلبَ المَدينة )

بقلم/ أحمد جمال دبدوب