اللّيْلَةَ سأقُول لـ ( لبنان ) : ( إلى اللقاء )
كانَت تُمَثَّلُ لي مَكانا مُتّسِعاً ،
مَليئاً بالحياةِ والسَهَرْ والمَرَحْ ،
فَلَم تَعُد تُمَثَّيل ُ لي إلا زِنْزانة
المَدينةُ التي تَعيشُ حياتَها كامِلَةً ،
طَوَالَ النَهارِ وطَوَالَ اللّيلِ ،
أصْبَحَت صَحراء جَرْدَاء
( بيروت ) التي كانت تُنَاديني لأُطيلَ إِقامتي فيها ،
أَصبَحَت لا تُطيقُني
لا لَهوها وطُول عُمْرِ لَيْلِها
لا كُنُوزَ فنونِها ، ولا فِتْنَةَ من فِيها
لا شَيء في ( بيروت )
كان يَستطيعُ أَن يُخْرجَني مِن وَحدَتي وعُزوفي عَن كُلَّ الأشياء
لَمْ يَكُن هُناكَ مَن يستطيع ذلك إِلا أنتَ
ولِذَلِك ضاقت بي ( بيروت ) ولَم تَعُد تُطيق بَقَائي فيها
لم يَكُن لَدَى ( بيروت ) قَلبٌ تَفتَحُهُ للحزانى والمَهْمومين ،
وقَدْ كُنْتُ حَزيناً ووحيداً ومَهْمُوماً ،
ولذِلكَ كان لا بُدَّ أَن أَرْحَلَ ،
وأقولَ لـ ( لبنان ) ( إلى اللقاء (
فَدَعني داخِلَ أسوارِكَ …
يا ( قَلبَ المَدينة )
بقلم/ أحمد جمال دبدوب