لو سألت أي فلسطيني في الشارع أو في المكتب أو في المدرسة أو في السوق:
ماذا تعرف عن التنظيمات الفلسطينية التالية:
1ـ جبهة التحرير العربية
2ـ جبهة النضال الشعبي
3ـ جبهة التحرير الفلسطينية
4ـ الجبهة العربية الفلسطينية
فماذا سيكون الجواب؟ بماذا سيرد الطالب والعامل والموظف على هذا السؤال، إذا كنت أنا المهتم بالسياسة لا أعرف عن حاضرهم شيئاً، ولا أسمع بوجودهم، وأنا عضو مجلس وطني فلسطيني، وأتفحص أرض الواقع السياسي في كل لحظة؟
وللأمانة التاريخية، فقد سمعت ببعض هذه التنظيمات في سجن نفحة الصحراوي فقط قبل أكثر من ثلاثين عاماً، وهم كالتالي:
1ـ جبهة التحرير العربية كان لها أسيراً واحداً فقط، من بين 280 أسير فلسطيني وعربي، وكان اسمه أبو علي برهوم، من رفح، وحين أنهى فترة سجنه ذهب إلى العراق، ولم يعد.
2ـ جبهة النضال الشعبي، فكان يمثلها شخص واحد ووحيد اسمه أبو سليم جاد الله من النصيرات، وحين خرج من السجن، ترك جبهة النضال الشعبي، واعتكف في بيته.
3ـ جبهة التحرير الفلسطينية، فكان يمثلها شخص واخد أيضاً، ولم يكن له شريك، وكان اسمه سمير القنطار، وحين خرج من السجن التحق قبل الشهادة بصفوف حزب الله.
4ـ الجبهة العربية الفلسطينية، لم أسمع بهذا التنظيم، ولم التق في كل السجون ولو بشخص واحد ينتمي لهذا التنظيم.
وحتى اليوم لا أعرف فلسطينياً ينتمي لهذه التنظيمات الأربعة باستثناء محمود الزق!!!! فكيف سيعرف بها، ويسمع بها، ويهتم بها ابن الشارع الفلسطيني أو الطالب أو الموظف أو البائع أو المرأة في البيت، أو عابر السبيل؟؟؟
هذه التنظيمات الفلسطينية غائبة الحاضر وتائهة المستقبل، كان لها وجود رمزي قبل عشرات السنين، قبل أن يولد تنظيم الجهاد وتنظيم حماس ولجان المقاومة الشعبية وحركة الأحرار والمجاهدون والتيار الإصلاحي وغيرهم من القوى الفاعلة والمؤثرة ميدانياً.
والغريب العجيب المدهش أن هذه التنظيمات الفلسطينية الأربعة مجهولة الهوية الجماهيرية قد وافقت على المشاركة في حكومة منظمة التحرير، كما أعلن عن ذلك القائد في حركة فتح المناضل عزام الأحمد.
إذن؛ مبروك على حكومة منظمة التحرير هذه الشراكة التي لا تمثل فلسطين بأكثر من صفر في المائة.
وصفر في المكاسب السياسة هو حاصل ضرب صفر تنظيمات في صفر قيادة.
د. فايز أبو شمالة