مؤتمر وارسو بالعاصمة البولندية والمقرر عقده بعد أيام قليلة من قبل الولايات المتحدة ..... يعتبر محاولة أمريكية على طريق سيرها نحو تمرير صفقة القرن وبحضور ما يقارب وفود أربعين دولة ..... في ظل غياب الطرف الرئيسي أو من ينوب عنه والمتمثل بالقيادة الفلسطينية الشرعية ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني .... والذي يمتلك أي قرار ذات علاقة بفلسطين وشعبها وبكافة الحقوق .
أمريكا مستمرة بسياستها المعادية .... ومساعيها التي لا تتوقف لتمرير صفقتها الملعونة ..... كما انها تواصل ممارسة الضغوط والابتزاز السياسي الاقتصادي ضد العديد من الدول لاجبارها على اتخاذ ذات الموقف .... ولأجل المصالح الامريكية وتمرير هذه الصفقة مهما كان الثمن والنتائج .
أن تستخدم العاصمة البولندية وارسو لعقد مثل هذا المؤتمر التأمري ضد القضية الفلسطينية وعبر هذه العاصمة التي كانت مقرا لحلف وارسو الذي كان يعتبر مقر قيادة قوات الدول الشيوعية والاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي( السابق ) ...والذي شكل منافسا قويا ورادعا لحلف الاطلسي في ظل الحرب الباردة التي كانت تسود الحلبة الدولية بالسابق .
بكافة الاحوال وارسو .....ليست نهاية المطاف لما تسعي اليه امريكا واسرائيل .... لكنها بداية لمرحلة جديدة من المساعي الامريكية لتمرير هذه الصفقة المرفوضة قبل اعلانها .....والتي لا يمكن لها أن تمرر علي حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ...... بامكانهم أن يجتمعوا ..... وبامكانهم أن يتناقشوا .....وبامكانهم أن يتحاوروا كل ذلك مع أنفسهم ......ومع أحلامهم وأوهامهم وخيالهم..... بما يريدون تنفيذه وتطبيقه.... وبما يجرون عليها من تحرك للمبعوثين الامريكيين في وارسو ...... ومحاولات غرينبلات بزيارة العديد من الدول الخليجية لأجل دفعهم وممارسة الضغوط صوب التطبيع مع اسرائيل .....وبالجانب الاخر ممارسة الضغوط والقبول بالصفقة الامريكية التي تعتبر حلا اقليميا والذي جاء الرفض لها من قبل فلسطين وقيادتها ....ومن قبل العديد من الدول العربية ذات الشأن بالقضية الفلسطينية .... وليس أخرها الموقف السعودي الشقيق الذي يرفض التطبيع مع اسرائيل ...كما يرفض صفقة القرن .
استمرار ممارسة الضغوط والابتزاز الاقتصادي والسياسي الذي تمارسه الولايات المتحدة مثال قطع المساعدات عن السلطة الوطنية ما بعد نقل السفارة الامريكية للقدس ...والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل ...حتي نقل القنصلية الامريكية من شرق القدس الي غربها ....وما جري من اغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن ..... واستمرار المواقف المنحازة والداعمة لاسرائيل في المؤسسات الدولية ليشكلوا أرضية لاضافة مثل هذا المؤتمر الذي سيوفر أدوات الضغط والابتزاز على الطرف الفلسطيني الذي لا زال يقول (لا ) للولايات المتحدة ولسياستها ولمشروعها التأمري مع اسرائيل .
لا زالت منظمة التحرير وعبر قيادتها الشرعية تقول (لا ) للولايات المتحدة ولا تقبل بوساطتها ورعايتها ..... والتأكيد على عدم نزاهتها واستمرار اصطفافها وتحالفها مع اسرائيل ضد المصالح والحقوق الفلسطينية والعربية ..... والتي تستند بسياستها على التنكر والانحياز وعدم الانصاف .....وحتى عدم الالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة بالقضية الفلسطينية .... وهي بذلك تؤكد واشنطن على تمعنها بسياستها تأكيدا لمواقفها المنحازة والمعادية من خلال حلفها الاستراتيجي مع الدولة المحتلة والمتنكرة والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني .
أمريكا لم تكون في أي يوم من الايام منصفة بسياستها..... وعادلة بمواقفها..... بل كانت على الدوام وعبر تاريخ هذا الكيان منحازة ومتحالفة وضد قضية فلسطين وقضايا الامة العربية .
استمرار السياسة الامريكية الاسرائيلية ومحاولة الالتفاف حول مواقف القيادة الفلسطينية من خلال أساليب متعددة وبدوافع شريرة خبيثة .....أصبحت عارية ومكشوفة ولا مجال لتمريرها ولا مجال لأن تحقق ما تريد من اهداف .
قد تستخدم الولايات المتحدة كما تستخدم الان سياسة الابتزاز وممارسة الضغوط ....وافتعال المشاكل والازمات وتوتير الاجواء من خلال الارهاب ومن خلال نزعات طائفية ..... واساليب مصطنعة لتعكير أجواء بعض الدول لأسباب واهية ومخادعة .....كما استخدمت قبل سنوات بدوافع الديمقراطية والدكتاتورية وحقوق الانسان وجميعها عناوين براقة ....لكنها مخادعة وتسعي فيها الولايات المتحدة للتدخل من أجل مصالحها والتي هي مصالح اسرائيل .....وليس أخر مثال فنزويلا
بكل الاحوال لن تستطيع امريكا واسرائيل ومهما فعلوا وخططوا ....أن يمسوا الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية .... او محاولة انقاص تلك الحقوق باستخدام اساليب وخطوات عبر العواصم ....ومن بينها وارسو...... التي لن تكون نهاية المطاف الامريكي الاسرائيلي .
بقلم/ وفيق زنداح