الرواية العربية كيان إنساني في جوهرها الإبداعي الذي يمنح العقل البشري رؤية أعمق لقضية ما نختلف فيها أو نتفق بمشاعر تؤكد هوية وطن بين عالمها الممتد بلا حواجز، وكذلك فضائياتنا العربية التي أصبحت الوجع اللحظي واليومي فيما تنقله من تقارير وأخبار متلفزة من هنا وهناك بلا حواجز أيضا لكن تكمن علل فضائياتنا بعدم نقل الحقائق أحيانا وسط عالم مفتوح!
والرواية العربية هي أم الدراما اليومية التي تعطينا الأمل في مستقبل قريب أو بعيد وفق القضية التي ينقلها (فكرة) الكاتب الروائي لقراءة الذين يعيشون داخل سطور عالمه والذي هو عالمهم السردي العفوي الذي يأتي طواعية من دون آليات روائية كالتي يتمتع بها عقل المبدع الروائي!
لكن لجمهور الرواية العربية من المحيط إلى الخليج تساؤلات لا تتوقف دقيقة بدقيقة لكون تلك التساؤلات المفتوحة هي حياة الروائي والرواية العربية والقارئ المثقف مهما كانت فلسفة وطن!!
ويقينا لو استعرضنا رواية واقعية تكتب من رحم فضائياتنا العربية بمثل ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام بكل محطاتها الفضائية من قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وما تحمله تلك الرواية من تساؤلات باطنية وظاهرية في المعتقد الفكري لعقل يمر بكل كوامن التحول من عالم إلى عالم ومن مشهد إلى مشهد لنجدنا نرصد بعضا من عالم اسمه وجع فضائياتنا العربية!
إن رصد قضية مقتل الصحفي العربي جمال خاشقجي وما تركه من انطباعات تحتاج إلى وقفة لدى المشاهد العربي في عالمنا العربي يقينا مشاهد متناقضة لإعلام يجب أن يؤمن في أعماقه بهوية وطن!
لذا يجب أن يعيد إعلامنا الفضائي العربي كثيرا من فلسفته المصورة حتى يصل خطابه من أقصر طريق إلى عقل المشاهد، وخاصة أننا مازلنا نعيش مع تلك القضية التي هي رواية مختلفة في الشكل والجوهر عن سائر الروايات العربية التي منحتنا حرية التعبير وحرية السفر وحرية النقد وحرية وطن!
ومع وجع فضائياتنا العربية في قضية مازالت مطروحة للمشاهد العربي مثل قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومن الذي قتله وما الدافع وراء تلك القضية التي تحركها أصابع لا تريد للوطن العربي ومحيطه وخليجه استقرارا حقيقيا بصور تبدو بلهاء وأحيانا بمكر الأفاعي ومكشوفة بكل الحيل البلهاء!
لكننا نعيش مع وجع فضائياتنا العربية التي يجب عليها أن تكون عالية الصوت وسط كل أصوات ذئاب عالم فضائي مفتوح!
وروايتنا العربية تكتب اليوم بمشاعر مختلفة عن ذي قبل بعدما أصبحت الدراما العربية تقدم الوجع بعينه في سابقة لم تكن مألوفة لعقل المشاهد وكأننا نعيش في عالم عار بلا فضائل وقيم وأخلاق وعقيدة وضمير فهل هذا مقصود اليوم لكي نستبدل عباءتنا العربية ب«قمصان نوم حريمي»!!
ومن العجيب أن تصبح قمصان النوم موضة في شوارعنا العربية اليوم بلا أدنى حياء! وما الأسباب الدافعة إلى كل ما نراه من قبح ووجع إعلامي في حياتنا العربية التي تنزف دماء ذكية بداخل عقول من يؤمنون أن هويتهم العربية هي البقاء والفضيلة والإبداع!
فالرفض ظاهرة صحية لتلك الدراما الزائفة سواء بمقتل جمال خاشقجي أو الرقص عاريا مع كل أوجاع فضائياتنا العربية والتي حولت كل مشاهد الإبداع إلى مشاهد جنسية فاضحة في أعمها وبما لا يتفق مع حاضر تقدم المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج بل هو الهدم لكون حرياتنا تكمن في انتقاء كل ما يدعم الفكر العربي بصور وسطور وإعلام لا يعرف شذوذا!!
ولا يعرف تطرفا عقائديا أو مذهبيا لكون العقل المبدع هو القادر على إعادة كل أشكال الوجع الفضائي العربي إلى رشده السابق قبل أن نفقد ما تبقي لنا من حلم عربي حلم اسمه الرواية العربية التي تقدم في أعماقها كيف نرفض إدمان الجسد وشذوذه وتطرف العقل وجنائزية قتلة لا يعرفون غير طريق الدماء في سبيل نزواتهم الماكرة!
فهل نرى إعلامنا العربي الفضائي مبدعا في كل صوره المعبرة عن الشخصية العربية محيطها وخليجها ويكون سدا منيعا لكل أصحاب التطرف سواء كان أيديولوجيا أو عقائديا أو فلسفيا لا يتفق مع الضمير الإنساني فالغاية لا تبرر الوسيلة أحيانا!
ومع سطور رواية عربية قادمة نأمل أن نجد ردا بليغا ومبدعا على كل أوجاع إعلامنا الفضائي العربي قبل فوات الأوان!!
ولا نرى من الشمس غير شعاع ضئيل في عالم شارد عبر ميديا الواو المقلوبة وكل السوشيال ميديا الفيسبوكية الممزوجة هي الأخرى بكل أوجاع فضائياتنا العربية!
لنكتب هنا وتكتب الرواية العربية إننا مع الإبداع العربي الحر بلا حواجز في كل صوره الثقافية والاجتماعية والإعلامية التي تدعم نهضة عقل ووطن!!
بقلم: عبدالواحد محمد/أخبار
روائي عربي
جمهورية مصر العربية