بسم الله الرحمن الرحيم
هناك عند تلك السلك الشائك الممتد كثعبان ليفصل وطننا عن وطننا ، انطلقت رصاصتا حقد خرجتا من نفس البندقية ونفس السادية الصهيونية ، رصاصتان خرجتا من نفس العقلية العدوانية الدموية ، لتقتل براءة الطفولة وتغتال الانسانية بلا أي رحمة أو ضمير ، الشهيد حسن شلبي والشهيد حمزة اشتيوي ،
جريمة نكراء تضاف إلي سجل الاحتلال الصهيوني الدموي المليء بالعدوان والحقد والقتل والإجرام ،
قناص الاحتلال ذاك الجندي الحاقد المدجج بالسلاح المختبئ خلف دبابته ليطلق رصاصات الغدر ليتلذذ علي قتل الأطفال وإراقة دماء براءة الطفولة ،
نحن شعب بسيط نتعرض يوميا لإجرام الاحتلال بأبشع صوره أمام أعين وبصر عالم صامت وظالم وبلا ضمير ،
ولا نملك الترسانات العسكرية ، وكل ما نملكه هو صمودنا وارادتنا وحلمنا بالعيش بحرية وكرامة والانتصار لحقوقنا المشروعة ،
نعلم اننا نتعرض لأبشع وأحقر وأظلم احتلال مر علي التاريخ ، ونؤمن بأن الحرية وتحرير الوطن له أثمان باهظة وتضحيات غالية وكبيرة ، ولكن إلي متي يبقي الفقراء والبسطاء والغلابة من شعبنا هم الوقود لكل مرحلة ، وضحاياها بلا أي ثمن ، وتًزهق أرواحهم بالمجان ثمنا لمراهنات سياسية فاشلة وسلعة في سوق النخاسة السياسية ، إلي متي يدفع الفقراء والبسطاء من شعبنا التضحيات لتنتفخ كروش قيادات العهر وأبناءهم وأزلامهم ؟؟؟
فمن يتحمل مسئولية الزج بأطفالنا الأبرياء اتجاه السلك الشائك في مواجهة ترسانة البطش والقتل الصهيوني !!!
فإلي هؤلاء الذين يحرضون ويغررون ويأخذون الأطفال الي ميدان المواجهة وسط اطلاق النار وقنابل الغاز وعنجهية الاحتلال ،
هل تراهنون علي إنسانية الاحتلال وأخلاقه ؟؟؟ هل تراهنون علي أن جنود الاحتلال قد يهتز لهم جفن أمام براءة الطفولة ؟؟؟ فهذا احتلال غاشم مجرم فاقد للإنسانية وبلا أي ضمير ؟؟؟
فيامن تحشدون الناس لتلك المسيرات أين ضمائركم ؟؟؟ أين إنسانيتكم ؟؟؟ هل أصبح دم الأطفال مجرد حبراً تصيغون به بياناتكم الواهمة ، ومادة إعلامية لخطاباتكم وشعاراتكم ونعراتكم الكاذبة !!!
وسلعة تتاجرون بها لامتلاء جيوبكم بالمال المغموس بدم الاطفال ، وانتفاخ كروشكم العفنة المتخمة من جوع الناس الفقراء ،
إن معركتنا مع الاحتلال طويلة ومستمرة وبحاجة للحفاظ علي كل الطاقات لهذه المعركة وديمومتها بأقل الخسائر لشعبنا ، ووقف الموت المجاني والخسائر التي أنهكت شعبنا دون أي ثمن ،
فشعبنا بحاجة لتوفروا له مقومات الصمود والحياة الكريمة وعدم إرهاقه بمعارك خاسرة تنهكه وتستنزف قدراته وتريق دمه كأنه ماء ، فدمنا غالي ، دمنا ليس رخيص ولا سلعة في سوق بورصاتكم الحزبية ولا سوق نخاستكم السياسية ،
فكفي نزيفاً ، وليتوقف هذا العبث ، لتتوقف المتاجرة بآلام شعبنا ودماء أطفالنا ، ليتوقف هذا التهاون بأرواح شعبنا ، ليتوقف الموت المجاني ،
يا قادة يا فصائل يا مسئولين اتقوا الله في دماء شعبكم وفي وجع الأمهات الثكالى وصراخ الفقراء ألماً وجوعاً قهراً ،
إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء لا تقتل الأعداء لكنها تقتلنا إذا رفعنا صوتنا جهاراً تقتلنا ، وتقتل الصغارا !
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
10-2-2019