الأسير ياسر ربايعة يصارع الموت بعد إصابته بمرض السرطان

بقلم: سامي إبراهيم فودة

(1974-2019 )

زمن السجن يطحن آلاف الأسرى القابعين في غياهب سجون الاحتلال,هناك بالغرف المظلمة أسرى معلقون بين الموت والحياة أيديهم وأرجلهم مكبلين بالأغلال,وهم على فراش الموت تتدلى من أجسادهم المنهكة البرابيش الطبية وتطفح أجسادهم بالأدوية المسكنة,فإن صرخات آلامهم تجاوزت حدود الزمن, في ظل الصمت المخزي لقلوب ماتت ضمائرها ولم يعد يحرك فيها ساكن, أهات وعذابات وأنين أسرانا وأسيراتنا الماجدات القابعين خلف القضبان,فإن أسمى مطالب أسرانا المرضى الوحيد هو الإفراج عنهم والموت بين أحضان ذويهم....

إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر,أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على اخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين يواجهون الموت البطيء وجميعهم يعانون من ظروف صحية واعتقاليه بالغة السوء والصعوبة,ويعتبر من ابرز الأسرى الفلسطينيين المصابين بالسرطان وحالته الصحية حرجة للغاية نتيجة سياسة الإهمال الطبي واستهتار إدارة مصلحة السجون بحياته,

هو الأسير/ ياسر محمد عبيد ربايعة ابن الرابعة والأربعون ربيعاً,والقابع حالياً في سجن عسقلان والمصاب بمرض السرطان ويعاني من أورام سرطانية في الكبد والقولون,والذي يواجه أوضاعاً صحية صعبة بعد الكشف عن إصابته بالسرطان,وقد أنهى عامه السابع عشر على التوالي في الأسر ويدخل عامه الثامن عشر بعد 4 شهور في السجون متنقلاً مابين عيادات السجون والمستشفيات,نتيجة إصابته بعدة أمراض من أبرزها مرض السرطان,

أم ياسر تقول : بأنها تحيا لأن ابنها لازال حيا،وأن ابنها ليس في صراع مع الموت والأمراض القاتلة بل هو في صراع مع الحرية، أن إرادته هي التي تقاوم الموت...

- الأسير المريض / ياسر محمد عبيد ربايعة -44عامًا - أبو محمد

- من مواليد / 10/5/1974م

البلدة الأصلية / العبيدية المحتلة عام 1948م

مكان الإقامة/ منطقة العيزرية رأس البستان شرق القدس

عائلته المناضلة / تتكون أسرة أسيرنا من والده الذي وافته المنية في عام 2017م ووالدته أم ياسر السبعينية من العمر أمد الله في عمرها فهي على قيد الحياة ,له من الإخوة ياسر- طه - ناصر- وله سبعة أخوات..

- الحالة الاجتماعية / متزوج وأب وله من الأبناء محمد" والذي تركه وعمره 40 يوماً وهو الآن في التوجيهي وبنت اسمها نوار تركها وعمرها عام وهي الآن في سنه ثانية جامعة صيدلانية...

- المؤهل العلمي/ تلقى أسيرنا مراحل تعليمه الأساسي والإعدادي في مدرسة العيزرية ودرس الثانوية العامة في مدرسة الرشيدية بالقدس وقد حصل على شهادة الثانوية العامة" التوجيهي" بعد أن منعته إدارة السجون بعامين في سجن نفحة

تاريخ الاعتقال / 26/6/2001م

- التهمة الموجه إليه / انتفاضة 2001 هبة الأقصى وجهت له تهمة الشروع بقتل رهط يوناني

- مكان الاعتقال / عسقلان

بقي موقوف / ثلاثة سنوات

- حكم عليه / مؤبد وعشر سنوات

- إجراء تعسفي وظالم/ بقى ممنوع من الزيارة منذ عملية اعتقاله لمدة ثلاثة سنوات وبعدها سمحوا للوالد والوالدة والإخوة والأخوات والزوجة وأبنائه من زيارته والتي كانت تتخللها العديد من المضايقات

- كيفية اعتقال الأسير/ ياسر ربايعة

كان ياسر يعمل سائق على شاحنة وقد جرى اعتقاله من مكان عمله في منطقة الطور في القدس وفي نفس اليوم من اعتقاله قامت قوات الاحتلال بمداهمة منزلهم وتفتيشه وعاثوا خراباً دماراً في المنزل منذ الصباح حتى ساعات المساء...

الحالة المرضية أو الصحية للأسير/ ياسر ربايعة

الأسير ربايعة مصاب بمرض السرطان وحالته الصحية سيئة للغاية وهو في حاجة ماسة للمتابعة الطبية الفائقة,علما لم يشكوا الأسير ربايعة من أي أمراض قبل عملية اعتقاله وبعد أربع سنوات تعرض لوعكة صحية شعر خلالها بالآم شديدة في الكبد أثناء وجوده في سجن ريمون,وقد خضع لعملية جراحية في عام 2007 تم خلالها استئصال جزء من الكبد في مستشفى سوروكا,

وبعد مرور خمس سنوات من إجراء العملية الجراحية عاد يشكوا من آلام في الكبد وقد تبين من خلال الفحوص الطبية التي أجريت له إصابته بمرض السرطان في منطقة المستقيم ظهرت بعد عملية الكبد وتم إجراء عملية جراحية في الكبد مرة أخرى واستئصال أجزاء من الأمعاء في مستشفى إيشل في بئر السبع,وقد تفاقم وضعه الصحي جراء مماطلة إدارة معتقلات الاحتلال في تقديم العلاج اللازم له خاصة جرعات من الكيماوي في الموعد المحدد "يوجد كيس من الفضلات يوضع على جانبه"

من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية،ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير/ ياسر ربايعة للإفراج عنه لتقديم العلاج اللازم له خارج السجون قبل أن يلتحق بكوكبة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في أي لحظة نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياته من قبل إدارة السجون,

الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات...

والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض السرطان وغيرها من الأمراض الفتاكة بالإنسان ...

بقلم/ سامي فودة