يا كلمة لم تُقل

بقلم: أحمد جمال دبدوب

_أحسكَ أبعدَ من عُمر الكَون!

أغربَ من دهشةٍ تأتي في زمن لا يتحملها!

يا ثُقباً كونياً يَخترقني… حاضرٌ في ابداً

هل أهرب منك…أليك؟

_مُفجع أن يتحقق حضوري في لحظة غُربة في كائن غريب.

مُفجـع أن أتحقّق حيث لا يُمكنني أن أتحقّق حيث لا أتحمل .

حيث لا تبدو أي روعة!

هل أقدر !

أُحسّ أني مَلسوع…

_عندما بكيتَ ، أحسستُ الدمعةَ تُحرق خَدي ،

تُلهبني سِياطاً من نار،

عندما قُلت لكَ : ألتقط دمعتكَ وأشربها ، تَلسعني ،

تّيار كونيّ يَسحقني ، يَصهرني ،

أتبدّد في مسامِ خدّكَ، أًتشربكَ ، أكون منكَ ، جزءاً منكَ.

_كيفَ ، وأنتَ الدمع؟ ( يا فَرْحَ قَلبي) ،

كيف يستحيل الكلُّ جزءاً ،

كيف يتهيّأ هذا التناقض المُريع؟

تبدأ كُلاً فكيف تنتهي جٌزءاً ،

أم أنَكَ تُريد . تُحبّذ ؟

هل تَتَذوق السُهولة ،

متى … مُنذُ مَتَى ؟!

_معكَ ،

يُصبح الجميع في واحدٍ الواحد كُلاً ،

عندما أتشربكَ دمعاً أَعودُ أليكَ كُلاً ،

الصعبُ معكَ يصبحُ سهلاً ،

والفضاء الواسعُ الرهيبُ يُصبحُ قَبضَةَ كَفّ ،

أنتَ تُـطلق المارد من قُمقُمه ،

تفتح الأفق لهُ وأمامهُ وفيهِ وبهِ ،

أنتَ

الفاعل ، المفعول ،

القاتل ، المقتول ،

العاشق ، المعشوق …

وأنا … أنتَ ،

_أنتَ… وأنا!

_المُتَوحّد … المُتَجلي…

_وأشهد أن لا (ألاّ) أحداً إلا أنتَ ،

لا نار ، لا كون ، لا عدم ، لا وجود،

لا حياة ولا موت!

_عندما يتمثلني نُوركَ الصافي ،

مرآة تعكس وجَهكَ النوري ، الناري …

_ما أعظَمَ ، ما أَلظى نارك ؟

_دفئُـكَ وَهجُكَ ،

الأخضر والأحمر والأبيض والأسود و كُل الألوان ،

تُعطى ناري لَظَاها وفٍعلَها ،

فامنحني وذوب فيّ ،

أنصهر فيكَ كٌتلاً جليدية

دُمتُ ما دُمتَ

_ يا كلمة لم تُقل!

بقلم/ أحمد دبدوب