للروائي الاسباني المعاصر المبدع كارلوس زافون ..
انتهيت من قراءتها ليلة امس .. رواية ممتعة عميقة في الاهداف والغايات ورمزية مركبة قمة في السرد وفي تعدد شخوصها تشرح الواقع الاجتماعي الاسباني من بداية القرن العشرين الى وفاة دكتاتور اسبانيا الجنرال فرانكو سنة ١٩٧٥م مرورا بالحرب الاهلية ثلاثينات القرن الماضي .. تسبر اغوار اعماق المجتمع من تباينات المجتمع المختلفة وبطبقاته المختلفة التي تعكسها شخوصها المتعددة .. وتكشف عن عمق التناقضات في الشخصية الواحدة ... ونزوعها نحو التمرد والانعتاق من القيود والاغلال التي يفرضها المجتمع والسلطة ورجل الدين ... بأشكال مختلفة..
لا يتيح الكاتب لك فرصة التوقف عن قراءتها من بدايتها حتى الكلمة الاخيرة فيها على مدى ٥٢٧ صفحة من السرد المتواصل والمترابط ... والعقد والاحداث المتوالية ... واعادة تركيبها وتفكيكها وما تشتمل عليه من الغاز وتساؤلات وشكوك في تحقيق الغايات ... الفردية .. والجمعية...
انها رواية قمة في الروعة والأبدع الادبي الانساني .... تدل على عبقرية خارقة وفذة لدى كارلوس زافون .... جمع فيها هذا الكم من الشخوص المتباينة الصفات والطبقات .... وذات غايات مختلفة.... منتصرا في نهايتها للحرية والابداع .... ومنتصرا لاهمية الكتاب والكتاب .... ومنتصرا للحب والحياة ... وللحرية والديمقراطية التي استعادتها اسبانيا بعد وفاة جنرالها فرانكو سنة ١٩٧٥م...
تراودني نفسي اعادة قراءتها من جديد .. لما فيها من متعة وتركيب وتفكيك...
لذا انصح بقراءتها ..
والتي ترجمت الى اكثر من خمسة واربعين لغة ... وطبع منها عشرات ملايين النسخ لاهميتها وما تحمله من قيمة انسانية وابداعية قل نظيرها ......
بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس