أكتب عن إمبراطور الأمراض وقاهر الحياة مرض السرطان القاتل الذي استشرى في جسد الرجل الطيب الصنديد الصبور والقائد المجاهد الجسور القابع في عرين الأسود,صاحب الابتسامة الساحرة التي لا تفارق محياة المفعمة حياته بالحيوية والإشراق والتفاؤل والأمل والذي لا يقنط من رحمه الله على ما أصابه من بلاء,هذا البطل الثابت كالجبال الراسخة والشامخ كالنخيل الباسقة, تنحني الهامات إجلالاً و إكباراً أمام عظمة الرجال,وتعجز كل معاني الكلمات والمفردات عن إيفاءه حقه في سطور مقالي المتواضع أمام صموده وثباته وإصراره وعنفوانه وتحديه وهو يواجه سرطانين,كل منهما أعتى من الأخر في الضراوة والشراسة,
فالأول يفتك بجسده الهزيل والثاني يسعي لقتل إرادته وتكبيل حريته,ولكن البطل يقاومهما برابطة جأشه وعزيمة لا تلين,فإن روحه الطاهرة تأبى الانكسار والهزيمة والاستسلام لهذا الإمبراطور القاتل, فلقد عجز الصبر عن صبر وصلابة "أبو أيوب" الرجل الذي أمن بالله،وملائكته،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقضاء والقدر خيره وشره, فإن لسان حاله يقول: كما قال الأمام الشافعي, سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وأصبر حتى يأذن الله في أمري وأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمر من الصبر...
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر,أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على اخطر حالات الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين يواجهون الموت البطيء وجميعهم يعانون من ظروف صحية واعتقاليه بالغة السوء والصعوبة,ويعتبر من ابرز الأسرى الفلسطينيين المصابين بالسرطان وحالته الصحية حرجة للغاية نتيجة سياسة الإهمال الطبي واستهتار إدارة مصلحة السجون بحياته,
هو الأسير/ بسام السايح,ابن السادسة والأربعين ربيعاً,والقابع حالياً في سجن جلبوع يعد من أخطر الحالات المرضية الموجودة في السجون،فهو يعاني من عدة أمراض أخطرها مرض السرطان في الدم"اللوكيميا"والعظام، وقد أنهى عامه الثالث على التوالي في الأسر ويدخل عامه الرابع في السجون متنقلاً بين عيادات السجون والمستشفيات نتيجة حالته الصحية الصعبة للغاية..
أم الأسير السايح/ أم خالد ترسل صرخة لكل المسئولين وصناع القرار لإنقاذ حياة ابنها بسام وكلها أمل أن لا تضيع في مجاهل النسيان كما ضاعت صرخات أمهات أسرى أخريات قبلها...
- الأسير المريض / بسام أمين السايح" أبو أيوب" 46 عاما
- مواليد / 31/8/1973م
- مكان الإقامة/ مدينة نابلس شمال الضفة الغربية منطقة رفيديا
- عائلته المناضلة / تتكون أسرة الأسير السايح من والده الذي وافته المنية وهو في مرحلة الثانوية العامة وأمه أم خالد أطال الله في عمرها وله من الإخوة خمسة ومن الأخوات اثنتين
- الحالة الاجتماعية / متزوج
- المؤهل العلمي / درس مرحلة الأساسي والإعدادي بمدارس مدينة نابلس،وبعد انتهاء مرحلة الدراسة الثانوية التحق بجامعة النجاح ليدرس العلوم السياسية والصحافة وحصل على شهادة البكالوريوس تخصص صحافة وإعلام, كما عمل في العلاقات العامة وفي مجال الإعلام وتولى منصب مدير عام في جريدة فلسطين,ثم التحق بجامعة النجاح لدراسة ماجستير التخطيط والتنمية السياسية وحصل على شهادة دبلوم في إدارة أعمال والعديد من الشهادات حصل عليها أثناء وجوده في السجن...
- تاريخ الاعتقال / 8/10/2015م
- مكان الاعتقال/ معتقل جلبوع
- التهمة الموجه إليه / هو العقل المدبر لعملية إيثمار بالقرب من مدينة نابلس في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2015م
- الحكم/ مازال موقوف بدون محاكمة وطالبت بحقه إصدار حكم مؤبدين و30 عاماً
- تم إخطار بهدم منزل أهل الأسير السايح بتاريخ 6/2/2016م بسبب ضلوعه بالعملية وقد رفض الاستئناف المقدم من العائلة وبذلك ويكون قرار الهدم نافذ في أي لحظة..
- اعتقلت قوات الاحتلال الصحفي بسام السايح في سجون الاحتلال منذ عام 1996 وأمضى ما يزيد عن عام ونصف وما زال شقيقه امجد يقبع في السجن ومحكوم 20 سنة.
- اعتقلت قوات الاحتلال زوجة الأسير السايح الأسيرة المحررة منى أبو بكر السايح من بيتها في مدينة نابلس واقتادتها إلى سجن هشارون وأمضت سبعة شهور ونصف بالأسر بتاريخ 15/4/2015م,وتم الإفراج عنها بتاريخ 22/11/2015م
- إجراء تعسفي وظالم/منعت سلطات الاحتلال زوجة الأسير بسام الأسيرة المحررة / منى توفيق أبو بكر من زيارته منذ 8 شهور لأسباب أمنية,وقد سمحت لوالدته الحاجة أم خالد السبعينية بالعمر وأخواته من زيارته والتي كان تتخللها العديد من المضايقات,علما بإن والدته بلغت من العمرعتياً تشكو من الآلام والأوجاع والأمراض فلم تعد قادرة منذ فترة على مواصلة زيارة ابنها الأسير .....
- كيفية اعتقال الأسير/
أن سلطات الاحتلال أقدمت على اعادة اعتقال الأسير المحرر المريض "بسام السايح" في 8/10/2015 خلال حضور جلسة محاكمة زوجته "منى السايح" في محكمة "سالم" العسكرية والتي كانت معتقلة في حينه، وتم نقله مباشرة إلى مستشفى الرملة نتيجة خطورة حالته الصحية كما ذكرت سالفاً, فإنه يعاني من مجموعة أمراض أخطرها مرض السرطان في الدم "اللوكيميا" والعظام...
الحالة الصحية للأسير/ بسام السايح
كان الأسير الصحفي بسام قبل الاعتقال يعاني من سرطان الدم "اللوكيميا"منذ العام 2013 ومن سرطان العظام منذ العام 2011 وبعد عملية اعتقاله تفاقمت حالته الصحية ودخل في دائرة الخطر الشديد, حيث أصبح يعاني من مشاكل في القلب"نتيجة إصابته بقصور حاد في عمل صمام القلب ودرجة القصور لديه 80 % ناتجة عن تناول جرعات كثيرة من العلاج الكيماوي,كما يعاني من ضمور في الرئتين والالتهاب رئوي حاد وصعوبة في التنفس،وهشاشة في العظام بشكل 100% والقولون العصبي ولا يستطيع المشي على قدميه ليزيد من معاناته وآلامه المتعددة وهو بحاجة لمراجعة دورية، شبه يومية للأطباء..
ويعتبر الأسير السايح من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال وحالته في انتكاسة صحية خطيرة ويعيش ظروف صحية صعبة للغاية وهناك خطورة حقيقة على حياته كونه يعانى من السرطان ولا يتلقى علاج مناسب للعديد من الأمراض التي يعانى منها,وقد خضع مؤخراً لعملية زراعة ناظمة قلبية في شهر 9/2016م،وذلك بعد جهود قانونية بذلها نادي الأسير وزوجته أم أيوب مع ثلة من الأصدقاء والمحاميين في حملة تضامن وإسناد مع الأسير السايح .
من على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كافة المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية،ومنظمة أطباء بلا حدود بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسير/ بسام السايح للإفراج عنه لتقديم العلاج اللازم له خارج السجون قبل أن يلتحق بكوكبة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة في أي لحظة نتيجة الإهمال الطبي والاستهتار بحياته من قبل إدارة السجون, ويرفض الاحتلال إطلاق سراحه ...
الحرية كل الحرية لأسرانا وأسيراتنا الماجدات...
والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض السرطان وغيرها من الأمراض الفتاكة بالإنسان
بقلم الكاتب/ سامي إبراهيم فودة 15/2/2019م