التطبيع: “الكف الثامن عشر على غفلة“

بقلم: عبد الرحمن القاسم

يقال من باب الفكاهة والطرفة وبالعامية "ان فلان اكل سبعة عشر  كف على غفلة" ومن باب الواقعية السياسية في العالم العربي هذا حال المواطن وحتى بعض دخلاء سياسة وأحزاب الظاهرة الصوتية فكلما فضح الاحتلال الإسرائيلي أو سرب بعض الإعلام المقصود صورة وزير او سياسي عربي خلال لقاءه او إدلاءه تصريحا مخمليا تجاه دولة الاحتلال. يكتشف المواطن وخلفه او امامه احزاب الظاهرة الصوتية "الذرة" أن فلان يطبع , "ولا للتطبيع" وعلى الدولة سين او صاد توضح موقفها من لقاء وزيرها او تصريح وزيرها من التطبيع ونسجل مواقف بطولية ومعارك دونكشتية على مواقع التواصل الاجتماعي, لنثور فيسبوكيا ثانية ضد التسريب لوزير او سياسي جديد.

-2-

المتصفح لرسومات الراحل الشهيد الفنان ناجي العلي صاحب ايقونة "حنظلة" والذي احترف الرسوم الكاريكاتيرية وكان لديه حس استقرائي للمستقبل وبعد أربعة او خمسة عقود زمنية على رحيله, ما زال يجلس في صومعته يرسم أحداث اليوم وربما غدا وليس القضية هنا معنوية ومرتبطة بالعواطف وان الشهيد حي فينا, وهي دعوة للجميع لتصفح رسوماته الساخرة عن العرب والوحدة العربية والمتاجرة في القضية الفلسطينية منذ سبيعينيات وثمانينيات القرن الماضي, ورسمة موضوعتنا اليوم تجد له رسمة واضحة عبارة عن مجموعة من الزعماء العرب على العموم لا على التعيين واحدهم  "يقول للآخر ولا لأفضحك يا أناني تجتمع مع إسرائيل بالسر"

-3-

الاعتراف بالكيان الاسرائيلي لم تعد سبة عند الكثيرين وبات قائل "الكيان الصهيوني" يصنف من متطرفا وشوفانييا, وحتى عند احزاب وتنظيمات حصدت "لايكات" عندما  جندت الكثيرين تحت شعار عدم اعترافها باسرئيل, وحتى قضية اقامة العلاقات مع الكيان الإسرائيلي تؤول من هذا الجانب وتخفف من جانب آخر. فهذه الدولة او السياسي يقر انه التقى اسرائيلي من باب المجاملة, واخر انه اضطر للسلام عليه, وتلك الدولة تدعو إسرائيلي للمشاركة شرط عدم رفع علم دولة الاحتلال, او  ان يبقى الامر سرا, وتلك الدولة تبعث لوفد اسرائيلي للمشاركة ببطولة رياضية, والمزاودة القومجية بينهما انها سمحت او لم تسمح برفع علم دولة الاحتلال. عقد اجتماع بامريكا بحضور قادة عسكريين من عدة دول عربية بحضور قادة من الاحتلال, ورجل الامن السعودي انور عشقي زار دولة الاحتلال قبل فترة وتصريحات عمانية وبحرينية اماراتية وقطرية في هذا السياق منذ فترة فعلى سبيل المثال كل دول الخليج باستثناء دولة الكويت ومواقف رئيس البرلمان الكويتي وقادة الكويت المشرفة, انخرطت بالتطبيع بطريقة او اخرى والدول العربية الافريقية باستثناء الجزائر, وتونس وان بدا من البعض تلميحا بامكانية ذلك ودول الجوار باستثناء سوريا ولبنان اغلبها لديها مواقف واضحة وتفاوت نسبي بالنسبة للاحتلال والتطبيع, وحلف وارسو الجديد وجلوس الوزير اليمني جانب رئيس وزراء الاحتلال, والسؤال لماذا نصر في كثير من الأحيان لعب دور من يضرب عشرين كفا على غفلة, وأننا نتفا جيء بلقاء او تصريح هذا الوزير او ذلك السياسي.

-4-

السؤال الاكثر اهمية وربما الأشد خطورة  ان عدم الحرب وربما الاقرار بالواقعية السياسية وان دولة الاحتلال قائمة وقوية "وما بدنا نحارب"  ليس بالضرورة اقامة علاقات طبيعية والتطبيع معها فكم دولة عربية علاقتها بجارتها جيدة والمواطنون ذوي الأصول العربية والإسلامية والمسيحية علاقتهم ببعض جيدة وتسمح لهم دولهم التنقل بحرية, حتى ان دولا باتت تسجن مواطنا عربيا لانه يتعاطف او غرد مع مواطني الدولة المجاورة كلاما طيبا, واذا لم يكن التطبيع قائما على الندية فهو تتبيع او بمعنى يتبعه وتأخذ معنى وفق معاجم اللغة العربية: سار في اثره او يتبعه في حله وترحله بمعنى ينقاد إليه في كل آن ويقتدي به وهو حال الكثير من الساسة الانظمة العربية في إتباع التطبيع والتنظير له.

-4-

على مر العقود الماضية دفعت الأنظمة العربية المواطن سجنا وقمعا وسلبا لحرية الكلمة وقوت أولاده وبطالة ثمنا للصراع مع الاحتلال والقضية الفلسطينية, والمفارقة اذا كان الموطن الفلسطيني يحمل هوية مطبوع عليها كلمات عبرية ممنوع تدخل الهوية ربما يعتقل المواطن. وحاليا كل مسؤول عربي يبرر لقاءه او تطبيعه خدمة للفلسطينيين والقضية الفلسطينية...............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

تنويه:الله يرحم لجنة المقاطعة العربية واجتماعاتها الدورية وحتى لا تبقى شاغرة المكاتب واللجان تغيير الاسم مطبع غير مطبع.................!!!!!!!!!!!

بقلم عبد الرحمن القاسم