تقويض السلطة ... على طريق صفقة القرن !!!

بقلم: وفيق زنداح

الكيان الاسرائيلي لم يكتفي بما فعل من سلب وجرائم وتوغل دائم واستيطان مستمر وحصار قاتل ... بل يريد ان يبقي على السلطة الوطنية بحالة عجز وعدم مقدرة لتلبية احتياجات شعبها ... بممارسة المزيد من السياسات الاحتلالية والقرصنة والبلطجة والسرقة الواضحة على اموال المقاصة وعدم احترام الاتفاقيات واستمرار دوسها منذ بداية تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية .

المسألة لا تختصر ولا تختزل بنهب وسرقة اموال المقاصة ... بل يتعدى هذا الابتزاز والسرقة بوضح النهار ... وحتى عبر الاعلام ... دون أي التزام او خجل او احترام للاتفاقيات خاصة اتفاقية باريس الاقتصادية التي لم تنفذها اسرائيل حتى بما جاء بدباجتها حول فتح الحدود وحرية العمل والتنقل ومراجعتها كل فترة زمنية .

دولة الكيان تستمر بزيادة الازمات الداخلية داخل مناطق السلطة الوطنية وتعمل على تعميق الانقسام ... حتى تصبح السلطة مجرد يافطة يمرر من خلالها ما يسمى بصفقة القرن !!!

من يخططون ويتأمرون باستهداف تقويض السلطة الوطنية ومن يعملون على صناعة الازمات حول المرجعيات والثوابت الوطنية وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني وما تحمله هذه الاهداف ... وحتى مع اختلاف المصالح !!! .

اسرائيل المحتلة لارضنا والمغتصبة لحقوقنا والسالبة لها ... تريد السلطة الوطنية بما يخدمها ... ولا تريد منظمة التحرير بما تحققه من انجازات سياسية اقليمية ودولية .

اسرائيل لا تريد ان ترى أي مرجعية سياسية فلسطينية منظمة وقادرة على النهوض بالحالة الفلسطينية ... بل تريد ان ترى هياكل ... وشماعات ... يوضع عليها ثقل ما يعاني الفلسطيني بكل مكان ... دون المساس بأمن اسرائيل وصورتها امام العالم !!!

كل شئ على حساب الفلسطيني وحقوقه ... مؤسساته ومرجعياته ... كل شئ من داخلنا لنأكل بعضنا .... وحتى نتأكل من داخلنا .... وعلى من يريد الانتقاد والمعارضة ان ينتقد براحته !!! ... وبحسب ما يرى وبما يخدم مصالحه !!! وهنا نرتكب اخطاءا فادحة بحق انفسنا وبما يتناقض ومصالحنا الوطنية العليا .

السلطة الوطنية الفلسطينية أحد مكتسباتنا الوطنية ... ولا يجوز ... ولا يحق لأحد ... ان يساهم حتى على ارضية الاختلاف والمعارضة في اضاعتها واضعافها في ظل افتقادنا للبديل الوطني !!! ولا يوجد لدينا ما يمكن ان يكون بديلا عن سلطة وطنية قائمة لها مكتسباتها وانجازاتها ... وما يحمله سقوطها او تقويضها من فوضى عارمة وحالة فراغ الى حيث المجهول !!!

وكما حال السلطة الوطنية وضرورة المحافظة عليها في ظل سياق وطني يخدم مشروعنا التحرري واقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية وبحدود الرابع من حزيران 67

كان الاخطر أي امكانية للمساس بمنظمة التحرير الفلسطيني ممثلنا الشرعي والوحيد وباعتبارها مرجعية السلطة الوطنية وبما تمثله من وطن معنوي ... واطار جامع وتمثيلي لكافة ابناء شعبنا الفلسطيني والتي تحقق من خلالها كافة مكتسباتنا الوطنية .. السياسية والدبلوماسية وعلاقاتنا الواسعة والوطيدة مع الغالبية العظمى من دول العالم .. وحتى الشراكة والعضوية بالمؤسسات الدولية مما جعل من منظمة التحرير الفلسطينية رقما صعبا لا يمكن تجاوزه ... او القفز عنه او احتوائه .

كل ما يمكن قوله حول نقد هنا وهناك .... او اخطاء هنا او هناك .... او مراجعة هنا او هناك فانها تأتي بالسياق الوطني وعلى قاعدة من يعمل يخطئ ... ومن لا يعمل لا يخطئ ... والاموات وحدهم لا يخطئون ... لذا علينا واجب الالتفاف والتماسك والوحدة ... وانهاء الفرقة والانقسام باعتبار ذلك واجب وطني مقدس وعلى الجميع ان يعمل في هذا الاطار وعلى هذه القاعدة الوطنية وثوابتها .... لان من يعمل بعكس التاريخ وحقائقه ... سيوفر الفرصة لتمرير صفقة ملعونة سنجد انفسنا من خلالها ... نعيش على ارض ... لكنه ليس وطن ... بمفهوم الوطن الذي ولدنا عليه والذي ضحينا من اجله ... ولا زلنا نضحي .

بقلم/ وفيق زنداح