ثمة ما يدعو للتساؤل و في مناخات الصراع الفلسطيني الفلسطيني و تعدد الاطروحات و الأقاويل و حالة تشتيت للقوى الوطنية بكاملها "وطنية و اسلامية " و فشل كل المحاولات لخلق برنامج اندماجي وطني لكل المكون الحزبي و الفصائلي و اثارة الدعوات بين التشكيك في قدرة منظمة التحرير في معالجة معطيات المرحلة بعد فشل برنامجها التاريخي اقصد التحولات التي حدثت على برنامجها الذي تدرج من تغيير في ثوابتها حيث كانت تلك الثوابت عند انطلاقتها تدعو لتحرير كامل فلسطين بالكفاح المسلح ثم انتقلت بعد عام 74 الى التعاطي مع المشاريع السياسية الدولية و في عام 1988 و كما اشار رئيس السلطة انه ثبت الحل بحل الدولتين اي الاعتراف بوجود اسرائيل سياسيا و امنيا و جغرافيا و تاريخيا على 82% من اراضي فلسطين التاريخية ثم انحدر ذلك الى اتفاق اوسلو الذي تعترف به منظمة التحرير ولا تعترف به اسرائيل الان وبعد ان استولت اسرائيل على 70% من اراضي الضفة الغربية و القدس و بالتالي هناك جمهور واسع يطلب اعادة النظر في دور منظمة التحرير و اخرين يطلبون النظر في وجودها و جدواها و طرف ثالث يطلب اصلاحها وتعميرها واعادة صياغة برنامجها .
الملفت للنظر ان في تلك المناخات التي ذكرته9ا ظهرت مستجدات مفاجئة على الساحة السياسية الفلسطينية التي تحمل اسم "عدنان المجلي " ويقال انه عالم اكاديمي و امتلك عجلة رأٍ مال قوية و يقيم في امريكا ، البعض يقول ان عدنان المجلي هبط بالباراشوت على النظام السياسي الفلسطيني طارحا فكرة "الكونغرس الاقتصادي الفلسطيني" و كانت له عدة لقاءات في غزة و الضفة وبعض الملتقيات كالأخيرة التي احتضنتها جامعة الأمة في غزة و تحت رعاية الجامعة العربية "ملتقى الجامعة العربية وفلسطين" يطرح عدنان المجلي فكرة القوة الاقتصادية للشعب الفلسطيني متجاوزا بأن القضية الفلسطينية هي قضية حقوق و ارض انتزعت واحتلت و يقال انه من خلال برنامج منظمة التحرير سيؤسس لمنظومة اقتصادية ويدعو كغيره لانهاء الانقسام ، فكرة الحل الاقتصادي الامني لازالت مطروحة وتعمل عليها امريكا و دول اقليمية اخرى كمدخل لفرض واقع سياسي و امني و هنا اقول "اذا امتلك الاقتصاد و عجلة الاقتصاد امتكلت القرارات السياسية و الامنية ايضا "
الغريب و لان عدنان مجلي يمتلك رأس مال كبير ولا ندري من اين هي جهة التمويل و ما هي مشاريعه الاقتصادية و التجارية و لقد بحثت عن اختراعات للدكتور عدنان مجلي في محركات البحث لكي استفيد علميا كمهندسو اكاديمي فلم اعثر على اي اختراع او بحث و لكن في النهاية عدنان مجلي مليونير او مليادير لا تفرق كثيرا المهم ان يدخل في لعبة المال السياسي و لكنه يقيم في امريكا .
كما قلت و لانه يمتلك المال التف عليه الكثيرون كما التفوا على ياسر عرفات و الشقيري و غيرهم و في الحقيقة ان تناقض جديد و ايكونة جديدة خلقت بالمال السياسي على الساحة الفلسطينية وربما هنا نضع سؤال هل الكونغرس الاقتصادي الفلسطيني و كما قال ابو اللطف تحت منظمة التحرير هل هو بديل عن المجلس الوطني ! اي باتلدرج الزمني و التفاعلي او عملية احلال في ظل ازمات متعددة لمنظمة التحرير سياسية و اقتصادية و مالية .
في عام 2008 طرحت فكرة "اللوبي الفلسطيني" في مقال يحتوي على عدة ركائز و بنود لحماية القرار الوطني الفلسطيني و حماية برنامجها و حماية الحقوق الفلسطينية و خروج منظمة التحرير و الفلسطينيين من دائرة الحصار المالي و السياسي و التمويل المشروط و كما يحدث الان من عملية ابتزاز تمارسها امريكا و بعض الجهات بحق و كالة الغوث و الرواتب و الصحة .
هذا برنامج قد طرحته تحت اسم اللوبي الفلسطيني وهو اكثر شمولية مما طرحه عدنان مجلي تحت مسمى "الكونغرس الاقتصادي الفلسطيني" و لان هذا الطرح الذي طرحته يأتي من مفكر فلسطيني لا يمتلك عجلة رأس مال لم يجد اذان صاغية و اهمل مع عشرات المئات من المقالات في الارشيف لمواقع مختلفة و صحف ، اذا هنا المشكلة مش في الفكرة المشكلة دائما تقع في قوة الاقتطاع السياسي الفلسطيني الذي ربما له امتدادات اخرى متناقضة ايضا تخلق صراعا على الارض و بمال الاقتطاع السياسي تتولد الحاضنة التي يشكلها الان عدنان مجلي بقوة رأس المال الذي يلهث عليه الكثيرون .
و اترككم الان مع المقال الذي نشرته في عام 2008 تحت اسم "اللوبي الفلسطيني"
نستطيع القول أن المشروع الوطني الفلسطيني ببرنامجه المطروح ( السلام خيار استراتيجي ) قد فشل وعلى النخبة السياسية التي تقود الشعب الفلسطيني في هذه المفاوضات أن تعلن عن فشل المفاوضات مع الكيان الصهيوني والاعلان المهم يجب أن يكون هو الاعلان الصريح على أن كل فلسطين محتلة بما يعطيه هذا الاعلان من مشروعية واسعة لممارسة الشعب الفلسطيني كل أنواع النضال والجهاد من أجل استرداد الحقوق أما أن ينتظر الشعب الفلسطيني الاعلان عن ورقة تفاهم في نهاية حقبة بوش فهذه هي الطامة الكبرى .
ولذلك أجد أن هناك علاقة بين طرح اللوبي الفلسطيني وما آلت إليه الاوضاع السياسية والنضالية الفلسطينية وطرحها السياسي فربما يكون فكرة اللوبي الفلسطيني وإن أخذت أي مسمى أخر هي مخرج وبداية من حيث فشل الآخرون .
الساحة الفلسطينية تعاني من عدة انقسامات فحركة فتح تعاني من ثلاث انقسامات تقودها والقوة الرابعة هي القوة التي ترفض نهج الثلاث الآخرين وهي قوة نهج الاصلاح والتمترس بادبيات الحركة مع الاخذ في الاعتبار المتغيرات في المرحلة والمتغيرات في ادوات الفعل في الساحة الفلسطينية وتطورها وظهور احزاب او فصائل لها قوة انتشار في الشارع الفلسطيني وما زالت خارج اطار منظمة التحرير تلك القوى التي في صراع مع ما يسمى التيار الرسمي المتمثل في قيادته لفتح ومنظمة التحرير والسلطة مما هدد النظام الوطني وهدد بانفصال جزئي ما تبقى من ارض الوطن الضفة وغزة بالإضافة إلى التشرذم الحادث والعزلة الفصائلية كل فصيل على حدى وإنهيار منظمة التحرير وربما كان الفشل الذي أصاب جميع المبادرات للوصل إلى حل توافقي بين القوى السياسية المختلفة في الساحة الفلسطينية ربما لأن تلك المبادرات لم تعالج عمق الأزمة وهي أزمة البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية ونهوض قوى أخرى وأيديولوجيات أخرى على الساحة الفلسطينية أضيفت للأيديولوجيات العلمانية التي خاضت النضال طوال 40 عام أو أكثر ووصلت إلى طريق مسدود ، إذا يجب أن تعالج تلك القضية فوثيقة الأسرى أو مبادرة الوفاق الوطني لم تحل المشكلة واتفاق مكة المكرمة أيضا لم يحل المشكلة وكذلك المبادرة اليمنية ومبادرة عبد الله واد رئيس السنغال وبيروت والشاطي والقاهرة وروسيا مؤخرا فكلها مبادرات مسكنة لا تعالج جذور المشكلة ولا تعالج نتائج فشل برنامج دفع مقابله الشعب الفلسطيني ألاف من الشهداء والجرحى والمعاقين ودفع ثمنه بظهور الدكاكين والمحاور ومظاهر الفساد الأخرى ومن أخطر اوجه هذا الواقع اللغة الاعلامية التي يتناولها كل برنامج من برامج التناقض ومؤثراتها على الشعب الفلسطيني ومؤثراتها على البعد الإقليمي والدولي ومواقفه بالنسبة للقضية الفلسطينية ولذلك أجد ان فكرة اللوبي الفلسطيني والتي يمكن أن تأتي تحت أي مسمى أخر هي الحل ولأن الالتقاء سيكون حول الخصوصية الفلسطينية بأبعادها المختلفة :-
1- البعد القومي .
2- البعد الاسلامي.
3- البعد الأممي .
والتقاء تلك المقومات الفكرية التي تحتويها بوتقة العمل العمل الفلسطيني قادرة على انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وتوحيد أهدافه ووضع استراتيجية وبرنامج عمل محوريته الميثاق الوطني الفلسطيني .
وبذلك ننتقل في تطور نضالي من حيث انتهى الفشل إلى التعامل مع التجربة ووضع علاجات لها من خلال المقومات الثلاث ، فمنظمة التحرير الفلسطينية وإن لم تفشل كعنوان عريض بل فشلت كأداء ولذلك فكرة اللوبي الفلسطيني بأعباده الثلاث قادرة على :-
1- انهاء ممارسة دكتاتورية القرار بغلافات ديمقراطية واهية.
2- انهاء انفراد ميكانيكية انفراد النخبة بالقرار الفلسطيني ومؤثراته على البعد النضالي والتاريخي للشعب الفلسطيني .
3- قدرة هذا الاطار على رسم سياسة ووضع برنامج نضالي متكامل يتلائم مع التعدد الأيديولوجي وتحت فكرة أن كل الشعب الفلسطيني ذو مصلحة حقيقية في التحرير .
4- يجب أن تبقى منظمة التحرير بكينونتها المعترف فيها عربيا ودولياً ولكن بصيغة أخرى على أن لا تقرر منظمة التحرير مصير الشعب الفلسطيني وعلى أن لا تعد الارتباطات التي تمت بينها وبين إسرائيل معترف فيها من الشعب الفلسطيني باعتبار أن كل الأرض الفلسطينية واقعة تحت الاحتلال .
5- القرار الحقيقي يبقى مع قيادة اللوبي الفلسطيني الذي يضم الفعاليات الآكاديمية والفكرية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم على أن تنفذ منظمة التحرير برنامج هذه الفعاليات التي يمكن أن تأخذ اسم اللجنة الوطنية القومية الاسلامية العليا .
من خلال هذه المحاور يجب وضع سياسة للمجموعات الاقتصادية ومؤثراتها في سوق العمل العربي والدولي وكذلك القوى العلمية والأكاديمية ومؤثراتها في الميدان العلمي.
علما ً بأن تفعيل مراكز القوى للشعب الفلسطيني لا ينفصل عن فكرة القومية العربية ولا ينفصل عن فكرة البعد الاسلامي للشعوب العربية والشعب الفلسطيني ولا يختلف عن التوجهات الحضارية للشعوب العربية بما فيها الشعب الفلسطيني مع العالم الآخر وبالتأكيد أن تلك القوى وبتحالف المصالح سواء على المستوى العلمي في الواقع العربي والإسلامي والأممي أيضا ً هو فكرة توحد لا فكرة انفصال وكذلك على محور الفكر والاقتصاد والعمل .
وبذلك وبهذه المقترحات المتواضعة التي يمكن أن تطورها لجان عمل مختصة في كافة الأفرع والاتجاهات يمكن أن تنجز في طريق استمرارية تطور مراحل النضال الفلسطيني .
وأخيرا ً أقول لابد من تطوير في البرنامج النضالي الفلسطيني بعدما وصل البرنامج الحالي بأطروحاته إلى حائط مسدود من الجدار والمستوطنات الكبرى والتوسعات الصهيونية فدولة الكنتونات لن تحل المشكلة الوطنية والانسانية والقومية والاسلامية للشعب الفلسطيني والعربي ولذلك الباب مفتوح لإثراء فكرة اللوبي الفلسطيني .
بقلم/ م .سميح خلف