الخطر الذي يداهم الوطن الفلسطيني وجماهيره ومشروعه الوطني لا يستثني أحد، فالجميع هدف للقوى المعادية ممثلة بامريكا واسرائيل والذين يخططون للقضاء علي القضية الفلسطينية واجهاض المشروع الوطني وتدمير المؤسسات الفلسطينية.
إسرائيل وامريكا وعصاباتهم لم ولن يغادروا اساليب الغدر والاجرام ضد الوطن الفلسطيني وهم في تخطيط دائم ومستمر لاستغلال أي ثغرة لتوجيه ضربة له ولمؤسساته وقياداته.
واذا صح التوصيف الدقيق بأن الوطن الفلسطيني كالسفينة في بحر متلاطم الامواج تغمره الحيتان والكواسج المرعبة الإرهابية، فالصحيح ايضاً هو ان الفلسطيني الذي يتساقط من هذه السفينة ستلتهمه هذه الحيتان في اعماق البحر ولم ينج من القدر، فالاختلافات في وجهات النظر واليات بناء الدولة الفلسطينية بين كل الشركاء والحلفاء في الوطن لا تدعونا الا للتكاتف والتباعد والقطيعة الكاملة او المقاطعة الشاملة للتشرذمات، فلابد ان تكون ثمة مشتركات مصيرية بين القوى الوطنية والسياسية الفلسطينية بكل اطيافها وفصائلها، ولا مبرر لأن يكون الخلاف السياسي او الفكري في المواقف التفصيلية حاكماً على زعزعة الثقة بين هذه الاطراف الفلسطينية، فالجامع الاكبر لكل توجهاتنا واتجاهاتنا هو الوطن بكل تنوعاته وتعدديته وهو المشترك الحقيقي الذي لابد ان تذوب كل خلافاتنا في بوتقته.
ومن هنا فلابد ان نعيد النظر من جديد في كل علاقاتنا وتفاهماتنا قبل ان يداهمنا الخطر الصهيوني الامريكي الذي لا يميز بيننا كثيراً فان المشتركات المصيرية والتوجهات الوطنية وحماية فلسطيننا من كل محاولات الفتن والتمزق هو مسؤولية الجميع بلا ادنى استثناء، وقبل ان نبدأ في ترميم بعض التصدعات الحاصلة في الجدار الوطني الفلسطيني علينا ان نبدأ بتفعيل دور تمتين الجبهه الفلسطينية الموحدة وتنقية اجوائها كخطوة متقدمة لايجاد حالة من الانسجام والوئام بين جميع القوى الفلسطينية.
إن المهمات الرئيسة التي تنتظر الجميع في المرحلة الراهنة، والمحطات المستقبلية تتمثل بالعمل المتواصل المبني على الإخلاص والنزاهة في سبيل النهوض بالوطن وجماهيره وبكافه العملية السياسية وإرساء قواعد الديمقراطية، وخلق الأجواء والمناخات التي تخدم هذه الجماهير المظلومة من أجل الوصول الى أهدافها المنشودة، وإرساء قواعد وطن العدل والقانون والحرية والتخلص من كل أشكال النفوذ والتدخل الخارجي، وهذا لا يتم إلا بالجهود النزيهة والإبتعاد عن حوارات التعصب والتشنج اللاواعي الذي يخلق أجواء منحرفة تؤخر المهام الوطنية وتعرقل مسيرة البناء والإعمار وإصلاح الخراب ومعالجة تركة الماضي المقيت.
إن حصر الإخلاص والوطنية والحرص في حزب او جبهة معينة أو فئة محددة، أو وضع مقاييس للإخلاص في آراء محددة، ومنطلقات متفردة، ومواقف آنية لا تعبأ بآراء ومنطلقات الآخرين، ولا تؤمن بوجود المغاير، يخلق حالة من الإختناق والتوتر ويثير الحساسيات المفرطة بين الجميع، ويصدع جدار الوحدة الوطنية تاركاً ثغرات وفجوات لولوج القوى المعادية لتخريب الوطن ومؤسساته برمته.
ومن هنا يتوجب على كل الأطياف السياسية والوطنية والاسلامية بكل توجهاتهم ان تضبط خط توازنها لاغية الإنسياق وراء المصالح الضيقة، مدفوعة بحب الوطن وجماهيره نحو الإتجاه الصحيح لبناء دولته، حذرة من السقوط في متاهات الفرقة المظلمة.
اخر الكلام:
إحذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره.
بقلم/ رامي الغف*
*إعلامي وباحث سياسي