ما هو التغيير في نسان ابريل

بقلم: سميح خلف

تتحرك غيوم و تنقشع غيوم لتظهر بعض خطوط العرض و الطول فيما يقال عن صفقة القرن ، يأتي ذلك من خلال تصريحات امريكية و من ثلاثة شخصيات في ادارتها كوشنير و غريبنيلات و السفير الصهيوني الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان ، ويقال ايضا ان عدد من الرؤساء و الملوك العرب قد اطلعوا على خطوطها العريضة ، و لكن نريد ان نذكر هنا عن سبعة قرارات اتخذتها الادارة الامريكية تم تطبيقها على الارض اهمها القدس ووكالة الغوث و الصحة في القدس ووقف الاموال عن السلطة و اغلاق مكتب منظمة التحرير في نيويورك .
مع هذه الغيوم المتحركة تأتي ايضا رمال متحركة قد تظهر بعض ملامح التنفيذ او التحضير لها لتلك الصفقة .
1 – الانتخابات المبكرة للكينيست الاسرائيلي و تحالفات جديدة تظهر بين بعض من اليمين و اليسار من ناحية و ناحية اخرى اليمين المتطرف .
2 – قرار الرئيس الفلسطيني المتوافق مع علان الانتخابات المبكرة الاسرائيلية بحل المجلس التشريعي و اعلان الانتخابات العامة تقريبا في نفس الشهر نيسان ابريل الذي اعلن عنه للانتخابات الاسرائيلية .
3 – مؤتمر واسوا و تطويع النظام الرسمي العربي خارطة سياسية امنية جديدة تقفز عن اسرائيل و القضية الفلسطينية الى عدو اخر ايران ، حيث تعتبر القضية الفلسطينية هي تسويات فقط لهذا المحور الذي من خلاله تتسلل اسرائيل للعمق العربي .
4 – مؤتمر شرم الشيخ الاوروبي العربي و الذي تحدث في بيانه الاخير عن مفاوضات مباشرة بين الطرف الاسرائيلي و الفلسطيني بما يتناقض مع كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان و كلمة الرئيس السيسي و كلمة عباس ، فكل منهما كان له رؤيته في حل القضية الفلسطينية و ابعادها و مؤثراتها على السلام العالمي ، في حين ان خادم الحرمين طالب بدولة في حدود 67 و الارتكاز على المبادرة العربية كما طالب الرئيس السيسي بدولة على حدود 67 اما الرئيس الفلسطيني فقد طالب بمؤتمر دولي .
5 – قرار اسرائيلي بخصم 150 الف دولار من المقاصة و رد السلطة بالامتناع عن استلام اي مبلغ ي حين تعلن اسرائيل انها ستقوم بصرف تلك الاموال لحساب انشطة اخرى .
من البند الرابع لمتجهات الطرح الامريكي سلوكا وقولا نبدأ في التحليل :
اولا : -
لم يأتي البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ بما يلبي المصلحة الفلسطينية و العربية في حل الصراع بل كان موقف اوروبا كما كان سابقا و بدون تحريك بالدعوة لمفاوضات مباشرة بين الطرف الفلسطيني و الاسرائيلي اي يعني ذلك ان القضية الفلسطينية و قضية الصراع "قضية اسرائيلية داخلية" اي قضية امنية مما سيستغلها من سيفوز في الانتخابات الاسرائيلية القادمة في تنفيذ احدى الاطروحات الاسرائيلية للضفة الغربية و اذا ما اخذنا خطة الباحث الاسرائيلي مردخاي كيدار الذي يتحدث عن ولايات فلسطينية في الضفة و غزة تخضع للرؤية الامنية الاسرائيلية مع سلطات محلية عشائرية و قبلية في تلك الولايات ، مع ان كثير من الاحزاب الاسرائيلية تؤيد عدم قيام دولة فلسطينية و ضم ما يوازي 70% من اراضي الضفة و الثلاثون بالمئة تحت ادارة مدنية امنية فلسطينية .

ثانيا : -
صرح اكثر من عضو مجلس ثوري في رام الله بأن شهر 4 القادم ابريل سيشهد تغيرات في النظام السياسي و في الوجود المسؤولة ايضا و هنا كيف ؟ و هل يمكن ان تنجح الانتخابات و تطبيقها في الضفة و القدس و غزة ، واذا ما كانت في الضفة فقط ما هي الرؤية للنظام السياسي في ذاك الوقت ، في حين ان اسرائيل وسعت من صلاحيات الادارة المدنية و عدد موظفيها وتجاوزت السلطة و عرضت خدماتها بشكل مباشر على المقاولين و التجار و رجال العشائر.
ثالثا : -
تشكيل الحكومة و التي تطالب اللجنة المركزية لحركة فتح التيار الرسمي بأن يتولى رئاستها عضوا في المركزية في ظل دعوات ايضا للتقشف ، هل ستكون تلك الحكومة ممثلة فقط للمناطق التي اجريت عليها الانتخابات و هل هي تمثل واقع سلطة الحكم الذاتي ام هناك توجه لأن تكون حكومة دولة ؟!

رابعا : -
يتحدثون عن مقاطعة البضائع الاسرائيلية في حين ان اسرائيل تسيطر على جميع المعابر و المنافذ كيف سيكون حال الاقتصاد لتلك الحكومة في ظل اختزال 150 مليون دولار من المقاصة وردت فعل رئيس السلطة بالاحجام عن استلام كل المبالغ ، و هل فعلا هناك مظلة امان عربي كما يقولون ما و هي جدواها في ظل الخيوط السياسية التي تقودها امريكا ، في حين ان كوشنر قد اعلن عن حشد 6 مليارات دولار لتنفيذ صفقة القرن فثي الضفة و غزة .

خامسا : -
للآن لم يعلن عن تشكيل الحكومة ولازالت مصر تحاول في انجاز مصالحة فلسطينية فلسطينية بين فتح التيار الرسمي و حماس لتمهيد او تسوية الطريق لاجراء انتخابات شاملة في الضفة و غزة فهل محمود عباس ينتظر تلك الاجراءات و المساعي للان ام سيتخذ قرار في نهاية شهر مارس ، لتحولات يتحدثون عنها في نيسان ابريل .

سادسا : -
اتهم غينتس ناتنياهو بأنه سيوقع على صفقة القرن بعد الانتخابات الاسرائيلية و التي تتحدث عن 90% لدولة فلسطينية بالضفة و غزة مما اثار ناتنياهو و قال ان هذا اتهام يستخدم للدعاية الانتخابية في حين ان غينتس قال ان ناتنياهو ليس سوبر مان ليعارض الصفقة . |!

سابعا : - سيزور كوشنير هذه الايام 7 دول عربية لعرض صفقة القرن التي ستطرح بعد الانتخابات الاسرائيلية و ربما بعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية اذا حدثت و لكن هناك تصريح له مدول سياسي و امني كبير لكوشنير عندما قال" انني انظر لدولة فلسطينية في غزة و الضفة " هذا التصريح في اجواء فقد فيها الامل في المصالحة بين عباس و حماس فهل هناك اؤسس للنجاح لانهاء الانقسام الذي تقوم به مصر ليتوحد النظام السياسي الفلسطيني و يتعامل مع صفقة القرن معها او ضدها و الا كيف سيحقق كوشنير رؤيته لتوحيد غزة مع الضفة ، هل هي حرب رابعة تحدث عنها ليبرمان ؟ مع العلم ان صفقة القرن اعتبرتها احزاب اسرائيلية انها تهدد امن اسرائيل ، و كيف يمكن ان تتعامل معها القوى المنتصرة في الكنيست .

ثامنا: كوشنير يحدث عن حل اقتصادي ياخذ مفهوم السلطات المحلية في الضفة وغزة مصرحا(ما حاولنا فعله هو صياغة حلول تكون واقعية وعادلة لهذه القضايا في عام 2019 من شأنها أن تسمح للناس بعيش حياة أفضل) ومضيفا: كان تركيزنا على 4 مبادئ في الخطة. المبدأ الأول هو الحرية. نريد أن ينعم الناس بالحرية، حرية الفرص والدين والعبادة بغض النظر عن معتقداتهم، بالإضافة إلى الاحترام. نريد أن تكون كرامة الناس مصانة وأن يحترموا بعضهم البعض ويستفيدوا من الفرص المتاحة لتحسين حياتهم من دون السماح لنزاعات الأجداد باختطاف مستقبل أطفالهم. وأخيرا، الأمن".

اجمالا ان ما بعد ابريل نيسان فعلا ستشهد المنطقة متغيرات سواءا في اسرائيل او على الساحة الفلسطينية بالتأكيد انها ستكون متغيرات ستفرض نفسها على الواقع بعيدا عن كل التصريحات التي يتم تداولها في الاعلام من قبل رجال السلطة و مسؤوليها و تبقى غزة هي البوصلة التي ستحدد كلا من تلك المسارات .


سميح خلف