قد يتبادر لذهن البعض لماذا نطرح مثل هذا السؤال حول كيفية افشال مخططات اعداء النجاح وهم كثر ويزدادون مع كل نجاح متحقق ومع كل نجاحات تبدو قريبة أو بعيدة وكأنهم يحاولون أن يشكلوا سياجا ليس حاميا ...لكنه السياج الذي يحاصر الإنسان ويمنع تقدمه وتطوره واثبات ذاته .
الأصل بالإنسان أن يكون فاعلا ..ناجحا ..متميزا ..مبدعا ..مبتكرا ، لأنه عكس هذه السمات والصفات سيكون عرضة لاختراق أعداء النجاح لمحاولة طرح مشاريع اليأس والإحباط ، واظهار المعوقات والمصاعب دون أدنى تفكير أو طرح للإمكانيات المتاحة والتي يمكن من خلالها أن يقوم الإنسان لمواجهة تحدياته الأنية والمستقبلية بصورة جادة .
لا يمكن للإنسان أن يقوم على افشال نفسه ولا حتى محاولة افشال الأخرين ، والحديث عن الانسان المتوازن الواثق من نفسه وقدراته وامكانياته ، والقادر على العمل دون تردد أو تقاعس .
الإنسان بطبيعته ومكوناته النفسية والفسيولوجية بامكانه ان يصنع من نفسه قوة لا تخترق وفعلا لا ينضب وانجازات ونجاحات قد تتجاوز عامل الزمن المتاح له ، أي أن الإنسان بامكانه أن يحقق النجاحات التي توفر له مقومات القوة والقدرة على مواجهة تحدياته وأن لا يسمح للإنسان أن يعلق فشله أو تقاعسه على الأخرين لأنه بذلك يكون قد أضل الطريق ولم يأخذ بالأسباب الحقيقية بل حاول الهروب الى حيث الإتكالية والإعتماد على الأخرين .
مسيرة الإنسان مسيرة مليئة بالتحديات والمصاعب ، وهناك من التحديات والمصاعب التي تزيد الإنسان قوة واعتماد عل النفس وتعزيز للثقة وزيادة بالمعرفة واكتساب للخبرات وقدرات عملية توفر أدوات النجاح وعدم القبول بالفشل وأصحابه الذين يحاولن التغلغل وبطرق متعددة من أجل وقف مسيرة الإنسان الناجح بتكالبهم واصطفافهم وكأنهم مجموعة منظمة اسمها أعداء النجاح .
أعداء النجاح أفراد ومجموعات لا يرون في نجاح أحد أنه نجاح ، بل يرون في كل شيء ناقص وغير مكتمل وبالتالي يصرون على اظهار العيوب والثغرات ، بل يحاولون صناعة العيوب واختلاق الثغرات حتى يحبطوا الناجحين ، ويزيدوا من مساحة الفاشلين .
كما أن أعداء النجاح هم الأقل كفاءة وقدرة عملية والذين لا يتسمون بالإبداع والإبتكار ، بل هم جماعة متربصة متخاذلة متكلة على القيل والقال ولا تمتلك ادوات العمل والنجاح وحتى لا تظهر فشلها تحاول ان تلبس الفشل المصنع على الناجحين والمتميزين والذين يسيرون بخطى ثابتة وواثقة صوب المزيد من النجاح والتقدم .
أعداء النجاح ظاهرة اجتماعية قائمة ومتواجدة بكافة مجالات ومناحي الحياة وهي لا تختزل بمهنة أو حرفة أو بعلم أو بأخر بل هي منتشرة بصورة دائمة نتيجة للفروقات البشرية وما يميزها من سمات وصفات قد لا تتساوى مع بعضها البعض، بالتالي فان حالة العجز عن مسايرة النجاح والتفوق لمن عجزوا عن امتلاك هذه القدرة يحاولون بخبثهم وسياستهم ان يوقفوا الناجحين وأن يعطلوا مسيرتهم وحتى أن يكبروا من سلبياتهم لأجل احداث الانهيار وليس احداث المزيد من التطور والتقدم والنجاح .
ظاهرة اجتماعية تحتاج الى مواجهة شاملة لترك المجال للناجحين والأخذ بيدهم الى حيث التفوق النوعي على أن نلتفت لمن لا يمتلك سمة النجاح والتفوق للأخذ بيدهم وليس تركهم بحالة صراع مع أنفسهم وبحالة مواجهة سلبية ستنعكس بالسلب على ما تبقى من قدرتهم وامكانياتهم وبالتالي ازدياد فشلهم ويصبحوا بخانة أعداء النجاح دون ادراك ووعي ودون فهم لمخاطر هذه الثقافة والسلوك الهدام .
مجتمعنا فيه الكثير من النجاحات والابداعات والابتكارات وفي كافة المجالات والمناحي والمستويات الى أن هذه النجاحات تحتاج على الدوام الى المناخ ومقومات الدفع بازدياد مساحة النجاح واغلاق كافة الطرق على اعداء النجاح الذين لا يروق لهم ان يروا الاخرين يتقدمون وينجحون ويتميزون .
فهذه ظاهرة اجتماعية تحتاج الى مواجهة علمية وعملية بازدياد درجات الوعي المكتسب والخبرات ،لأجل حماية الناجحين والمتميزين وافساح المجال لهم لشق طريقهم ، كما أنه الوعي الذي يجب أن نقوم به لمعالجة من امتلكهم مرض افشال الناجحين لأسباب شخصية أو لقصور عملي أو علمي أو خبرة ناقصة لم تصل بعد الى درجة الاكتمال .
افشال أعداء النجاح مهمة اجتماعية علمية ثقافية اعلامية يجب أن نقوم بها، من خلال دراسة بحثية وحملة توعوية لإظهار النجاحات وكيفية الوصول اليها ،كما اظهار الفشل وكيفية الوصول اليه ،وان لا يكون للفاشل طريق ليكون من اعداء النجاح بل عليه ان يعيد صياغة واقعه وتجربته حتى يخرج من دائرة الفشل ليصل الى طريق النجاح .
مهمة افشال اعداء النجاح ستبقى مهمة انسانية وطنية ثقافية يجب ان يعمل الجميع عليها وحتى نخرج من فشلوا حتى الان من دائرة فشلهم ومواجهة ذاتهم، وحتى يتخلص من هذا الفشل اللعين الذي اصابهم نتيجة قصورهم أو لظروفهم، لكنه بالنتيجة فشل واضح يحتاج الى المعالجة الشاملة وعدم الاعتراف به ،بداية لان عدم الاعتراف بالفشل في ظل العمل على النجاح امر مقبول ومستحب للتخلص منه ،لكن رفض الفشل والاستكانة اليه والقبول به دون فعل او عمل وكان الانسان يقول انني قد قبلت ان اكون فاشلا ولست على استعداد للعمل بان اكون ناجحا .
بقلم/ ريم وفيق زنداح