سر التفاحة

بقلم: كرم الشبطي

في ذات صباح عثرت علي تفاحة
حاورتها وجلست ألعب معها فرحان
بدأت كما أي طفل لقي هدية فجأة
خرجت مني تلك المقولة المعروفة
أكلك منين يا بطة وضحكت كثيراً
كأنها حالة من صخب جنون هستيري
تذكرت وقتها نيوتين وسرحت متأملاً
هل كان يقطف الثمرة وقتها ويأكلها
لماذا فكر وتخيل أنها سقطت للأسفل
قال لنفسه لماذا لم تتوقف أو تطير
ما هو السر الذي دعاها للهبوط مسرعة
من قال لها أني جوعان مثلاً وأخبرها
اكتشف قانون الجاذبية الأرضية وانشهرا
تخيلت لو أنه عربي هل كان سيحقق ذلك
أم سيأكل الشجرة كلها ولم يفكر في جمالها
ولا حتى يرويها بالماء ولكنه يريد أن يقطفها
كرهت بعدها التفاحة وقلت هذه ليس من حقي
هناك أطفال يستحقون ان يستفيدوا منها قبل مني
اكتفيت بشرب فنجان القهوة ودخنت سيجارتي ونفخت
شعرت ان النفس خرج من نار وهو يحاكي الكون
كم نحن بحاجة لتلك الأمثلة ومن يوفر كل هذا
للعلم والثقافة والتربية من اجل النهوض حقا
لعالم يقال عنه الثالت ولم يتقدم ولم يحاول ان يسابق
مع اننا نمتلك كل شيئ ولا ينقصنا غير شيئ واحد وهو العقل
العربي الذي مات منذ تاريخ لم يعد ولن يعود كما يحلمون
واصعب ما يكون ان تضع نفسك في المقدمة وتتصدر الفكر
وكل من حولك يفكرون في الكرش والكرسي لهم لم يعد يحتمل
اوزان ابقار تقيلة جدا وهي علي شكل برميل من النفط الخمم.!
موازانات الامن والتعزيز للعرش وكل من يحاول عليه ان يموت
او يخرج لمن يريد ان ياخده ويعزز بحثه رغم الظلم المكتوب
ظلام دامس غير موصوف وكلمات وقدر احمق مفروض وليس مدروس
كما خدعونا ودرسونا تاريخ لا يمث لنا من صلة ولا من قرابة
وكان العدو المتصهين يكسب كل جولة وحرب ونحن في جهل الخباثة
نتآمر علي بعض ونبيع حقوق الانسان والأرض والوطن والكل مباح للغرب
تغير الزمن عبر قرب وبعد واصبحنا المستهلك الأول لكل ما نرتديه
حتى الأندروير أصبح يستورد ونهاب من صناعته في الداخل وهذا عيب
ممنوع الحديث فيه يا مراهق انت وكما نشير للقمر والسماء وننظر
يفكرون في الأصبع واللعب عبر متعة الغريزة التي تسكن كل القبائل
يقال انها دول ولها امتداد وسفارات وغيرها من الحاشيات الكبيرة
لكنها في نظرهم عبيد ويجب ان تدفع لنحميها من البركان الجديد
ولهم تجارب عديدة وداعش والغبراء كانت مجرد رسالة بسيطة وتهديد
الغريب في الامر ان فلسسطين كما هي تصارع ومثل تفاحة لم يكتشفها أحد
كانت بمثابة إلهام من قبل واليوم أصبحت وليمة والكل يريد ان يتقاسمها
حتي ابناء جلدتنا باتوا لا يعرفون شيئا وما يحاك ضدنا والكل يصرح فيها
حال الاستخراء كما يقال بكل استهزاء والشعب يدفع مليون ثمن والسبب الانقسام
ترفع القبعة بكل احترام وتقدير لمن اوصلنا لهكذا حال وجعلنا نفكر في التفاحة
لا يعنينا الوطن ولا الحياة ولا الحلم وكل ما نريده ان تتوفر لكل بيت تفاحة
اصبحت مجنونة تلك التفاحة وكيف ستتنقل لمليونين يعيشون في غزة المحرومة
وهي محاصرة ومغلوب علي امرها وشعبنا متسسلح ويريد أن يقتسمها للتفاحة
حالفين اليمين وقالوا انتظرونا بعد هذه السنين وبعدها سننطلق للتحرير
جعلتني تلك الشعارات أفكر وهل ممكن أن يكون ذلك ونحن لا نمتلك غير تفاحة
ماذا تحمل تلك التفاحة وهل ممكن ان تتحول لقنبلة ذرية ونحن لم نكتشفها
سنترك ذلك لفيما بعد وقد نطرق باب آخر وتتحول القضية لرمانة مثلا ..!
بقلم كرم الشبطي