فساد نتنياهو , وأما بعد ..

بقلم: أشرف صالح

لم تتوقف قضايا الفساد والتي تحيط بنتنياهو عند سقوطة المرتقب في الإنتخابات المقبلة , أو عند الحكم عليه بالسجن كما كانت نهاية إيهود أولمرت , أو عند إعتزاله من العمل في السياسة كما فعلت تسيبي ليفني بسبب أنها لا تستطيع خدمة دولة إسرائيل من خلال حزبها , ولكنها ستنزع القناع عن وجه إسرائيل والتي سعت أن يكون وجه الديمقراطية والعدالة , والتي حاولت من خلاله التعتيم على الجريمة التاريخية وهي إغتصاب أرض فلسطين , فالفساد في إسرائيل يعني أن نهاية إسرائيل قد إقتربت بحسب كتابهم المقدس , وأيضاً هذا مذكور في القرآن الكريم , ومن هنا سيكون للحديث بقية ..

أما بقية الحديث فيجب أن يكون فساد نتنياهو أرض قوية نقف عليها كفلسطينيين لتصحيح مفهوم الفساد لدينا  , وأن لا يعني سقوط نتنياهو لنا بأنه سيأتي الأفضل سواء كان من أحزاب الوسط أو اليسار , فكل الأحزاب الإسرائيلية بلا إستثناء تعمل لصالح دولة إسرائيل , وبناء على ذلك ستكون جميعها ضددنا .

رغم أن قضايا فساد نتنياهو هزت الرأي العام في إسرائيل , فلو أسقطناها على الواقع العربي والفلسطيني بالتحديد لوجدنا أنها قضايا عابرة , لأن معيار الفساد يختلف من بلد الى بلد , فلو تحدثنا عن قضية الرشوة الموجهة ضد نتنياهو لوجدنا أنها قد لا تتعدى قيمة المصروف الشخصي لأي سياسي أو مسؤول عربي , أو بعض الإمتيازات والتسهيلات المخصصة لهم من المال العام , ولو تحدثنا عن قضية تقديم الهدايا والتي تخص عائلة نتنياهو لوجدنا أنها نقطة في بحر مما نراه في عائلات بعض السياسيين والمسؤولين العرب , فعائلاتهم تتمتع بالمأكل والمشرب والملبس بالإضافة الى التعليم الفسح وغيرها , وكل ذلك على نفقات الدولة والمال العام , أما لو تحدثنا عن قضية تقديم بعض التسهيلات لمدير شركة "بيزك" للإتصالات وهو أيضاً مالك لموقع "واللا" الإخباري , وذلك مقابل تغطية إعلامية تلمع وتحسن من صورة نتنياهو أمام الرأي العام , لوجدنا أن هذه التهمة هي عبارة عن ثقافة سائدة في بلادنا , فما أكثر المواقع الإخبارية التابعة والمسيسة والتي تعمل ليلاً نهاراً على تلميع مموليها أو الحزب التي تتبع له "طبعاً مع إحترامي وتقريري لجميع وسائل الإعلام وخاصة الإعلام المستقل" , فالمقارنة بين الفساد عندنا والفساد في إسرائيل لا تعني أن نتنياهو ليس فاسداً , إنما تعني بأننا بحاجة لتصحيح مفهوم الفساد عندنا , وأيضا بحاجة الى إعلام حر وقضاء نزيه كما رأيناه في إسرائيل وهو يواجه فساد نتنياهو .

برأيي أن سقوط نتنياهو في الإنتخابات لا يعني لنا الكثير، فالرئيس القادم سيكون الأسوء , إنما يجب أن نعيد النظر في بنيتنا الفلسطينية المتصدعة والآيلة للسقوط , والتي هي بحاجة الى إعلام قوي وحر كما في إسرائيل، وقضاء مستقل ونزيه لا يفرق بين غفير ووزير كما في إسرائيل , وإنتخابات دورية ومنظمة كعقارب الساعة كما في إسرائيل , وأحزاب سياسية تختلف لخدمة الدولة وتتحد لخدمة الدولة كما في إسرائيل .

بقلم/ أشرف صالح