العالم أصبح الآن متناقضاً بعد مؤتمر وارسو ، من حضر هذا المؤتمر قام ببروتوكول لم يدرسه جيداً ، فقط للحضور دون دراية كاملة على أبعاد مثل هذه الجلسات أو اللقاءات ، من خلال الجلوس قرب أشخاص أو خلافه، فمقاطع الفيديو تثبت ذلك .
كان الهدف للشرق الأوسط ثم تحول إلى إيران ، يمكن القول انه إعلان حرب مستقبلية على إيران ، من الناحية العسكرية إيران في الظاهر أقوى مما كانت عليه في السابق ، أربعون عاماً من انطلاق الثورة ، وعقود من الحصار والمقاطعة لإيران ومحاولات فاشلة لزعزعة الأمن الداخلي الإيراني ، وإيران في الطليعة ، الحصار لأي دولة كانت يعتبر دماراً ، لكن لإيران أصبح عماراً، وهناك تطور ملحوظ في الصناعة العسكرية ، ووقوفها مع سوريا عسكرياً في الحرب ضد الإرهاب ، وغيره الكثير من الدلائل على القوة الإيرانية وتهديدها الصريح بتدمير الكيان الإسرائيلي الهالك .
إيران بعد القوة التي أصبحت لا تَخفى على احد ليس لوحدها في أي عدوان عليها ، فهناك دول عظمى تقوم بدعمها ، روسيا مثلاً حاربت مع إيران في سوريا ، وعلاقتها الطيبة مع الصين دليلاً على دعم إيران بكل الوسائل ، وفي اجتماع وارسو دولاً كبيرة ومهمة لم تحضر هذا المؤتمر لأنها تدعم إيران مثل الصين ، وكوريا الشمالية وماليزيا وهناك الكثير من الدول الكبرى والمحورية ترفض مثل هذا المؤتمر التحريضي .
إذاً إيران أدركت حجم المؤامرة عليها فهي كما يعلن قادتها إنها مستعدة لأي سيناريو كان ، وخصوصاً العسكري ، أما الحصار فهي ذو خبرة عالية، وتعلم كيف تتعامل مع هكذا حصار باعتبارها دولة قوية.
فعلاً عندما ينقسم العالم إلى قسمين من اجل دولة ، تكون هي آخر الحروب ، فلم يعد لأمريكا دور في الشرق الأوسط ، بعد الانسحابات من سوريا ، وتخليها بشكل خجول عن إسرائيل ، ومحاولة عمل ربيع إيراني داخل إيران على غرار الربيع العربي لكنة فشل ، كما حاولوا ضرب الحرس الثوري الإيراني ، ولكنهم فشلوا أيضاً.
عندما يتوقف محرك الشر في الشرق الأوسط وفارض نفسه انه هو شرطي المنطقة ، لم يبقَ هناك حروب ، فما تسعى له أمريكا من تدمير الوطن العربي لمصلحة إسرائيل ، سيزول هذا الخطر، ليس هناك مصلحة في بقاء دولة إسرائيل في الوطن العربي، دول عظمى ستقف مع أي دولة كانت تريد إزالة هذا الكيان الهالك ، الأحداث حُبلى في الفترة القادمة ، وعلى العالم عدم الاستهانة بقوة إيران ومن يقف إلى جانبها .
بقلم/ مُحمد الكيلاني