من تلك الحالات الطريفة التي تعرّفت عليها في عملي السياسي والتنظيمي عام 1977، شخص أسمه الحركي (صقر) سوري الجنسية، ومن لواء اسكندرون، لكنه كان يتقن اللهجة الفلسطينية بشكلٍ تام، فضلاً عن تمتعه بالدهاء والمناورة بالرغم من تواضع تعليمه الدراسي، وقد تزوج بفتاة من مخيم اليرموك وانجب منها عائلة، وسبق وأن اصيب بإحدى قدميه في معسكر معلولا (وقصة اصابته طويلة)، والتي تم بترها وتركيب قدمٍ صناعي مكانها. هذا الشخص حكواتي من الطراز الأول، يفتعل القصص والمناورات اللفظية، لتبرير الأسباب في أي مسألة أو اشكالية، فكان بمقدوره أن يناور مع الجميع من قيادة التنظيم، وأن يحظى بالوقت نفسه بالرعاية منهم بل والعناية الملفتة. فكان طرفه في كل شيء، وقد دارت امور الدنيا، ليعمل بعد خروجه من التنظيم في زمنٍ متأخر، بترتيب قوافل الحج بالتعاون مع بعض المشايخ. ومنذ سنوات مضت لم التقي مع (صقر)، ولم أعد أعرف أين حطت رحاله. حتى فاتني اسمه الحقيقي والكامل. وبالمناسبة هناك أكثر من شخص حمل اسم صقر كان منهم (صقر العرب) اليمني، الذي خدم لسنوات طويلة في صفوف القوات الفدائية الفلسطينية في لبنان، والشهيد صقر بن عبد العزيز .... وغيرهم.
بقلم/ علي بدوان