الثامن من آذار عيد المرأة الفلسطينية صانعة الرجال هي التي مازالت تنجب من أجل فلسطين وهي التي مازالت جنبا إلي جنب في العمل والعطاء وتحمل المشقة والألم والتعب والمعاناة وهي من تتحمل أقصى أنواع العقوبات الغير إنسانية والغير أخلاقية من حروب إسرائيلية وحصار ظالم جميعها مخالف للقوانين والمعاهدات الدولية التي كفلت للمرأة حقوقها أينما كانت وأينما وجدت ذلك الاحتلال الذي يستهدف النساء والأطفال بشكل مباشر كنوع من العقاب الجماعي دون احترام حقوقهم التي كفلها لهم القانون ومعاهدات جينيف الرابعة وحقوق الإنسان .
حين نقول أن المرأة الفلسطينية صانعة القرار فتلك هي كلمات أقوي من الرصاص أو حتى أقوى من المدفع يدوي صداها في كل أرجاء الأرض فلقد سطرت المرأة الفلسطينية حكايات وروايات مازالت محفورة في ذاكرة التاريخ فمن منا لا يعرف قصص نساء فلسطين في مجالات عده علي سبيل المثال لا الحصر منها الجهاد والاستشهاد حبا وتضحية في سبيل الوطن فلسطين فكانت دلال المغربي بطلة "عملية الساحل" التي قامت بها دلال المغربي بتخطيط من خليل الوزير " أبو جهاد",المعروف باسم جهاز القطاع الغربي الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وحين نتكلم عن المرأة الفلسطينية كأم فهي من أروع ما يكون فهي من كانت رائدة في منزلها أعدت وربت واهتمت وأنتجت خير شباب فلسطين وأنظر أيها الإنسان إلي كافة الدراسات تجد أنه لا يوجد محو الأمية وأن الشعب الفلسطيني من أكثر شعوب العالم المتعلم والحاملين للشهادات الجامعية وهذا لم يكن صدفة بل هو ناتج إعداد واهتمام وتربية الأم لهذه الأجيال ، لم يتوقف عمل المرأة عند هذا الحد بل تحملت الصعوبات فهي زوجة الشهيد وزوجة الأسير ، رحل الشهيد وترك لها الأبناء الصغار وسلب الاحتلال الإسرائيلي حرية الزوج وبقيت المرأة الفلسطينية تتحمل وحدها كافة المسئوليات وحدها مع صغارها من تربية واهتمام ومشقة الحياة بكافة أنواعها ، ولم تقف المرأة الفلسطينية عاجزة عن التفكير والإنجاب فكانت تلك القصة التي سطرتها دلال زوجة الأسير عمار الزبن (38 عاما) من بلدة ميثلون في شمال الضفة الغربية والمحكوم 32 مؤبدا، أول أسير فلسطيني ينجح في تهريب عينة من حيواناته المنوية إلى زوجته دلال، وأثمر ذلك عن إنجاب طفلهما مهند.
المرأة الفلسطينية هي شريكة الرجال في صنع القرار علي مختلف المحافل السياسية والإدارية تقود جنبا إلي جنب وتشارك في صنع القرار الفلسطيني فهي ضمن أعلي الهيئات السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وهي ضمن أعضاء المجلس التشريعي والمجلس البلدي وهي ضمن كل شيء وتكافح كما هم الرجال وتناضل وتشارك في المسيرات ولدينا المرأة الفلسطينية الأسيرة والمرأة الشهيدة والمرأة المكافحة والمرأة الشريكة في كل شيء والمرأة الفلسطينية باختصار هي جزء من صنع القرار .
فعندما يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي فأنا أقولها صدقا نحن يجب أن نحتفل بيوم المرأة علي مدار أيام السنة كلها لأن المرأة الفلسطينية في كل يوم تفاجئنا بعمل رائع تستحق الاحترام
والتقدير فمن منكم يا نساء العالم قامت بتجهيز أبنائها من أجل الشهادة في سبيل الوطن ؟ لقد فعلتها نساء فلسطين وخنساء فلسطين "أم نضال فرحات " التي قامت بتجهيز ابنها محمد الذي استشهد وهو يدافع عن فلسطين والذي جهزته أمة وأعطته السلاح وعانقته وقالت" الملتقي الجنة يا ابني " لن يحدث هذا إلا في فلسطين .
أيتها المرأة الفلسطينية أنت أعظم وأجمل وأروع نموذج للمرأة حول العالم فأنت الأجمل دوما في كل مكان فلم يتوقف كفاح ونضال المرأة في داخل فلسطين فحسب بل هناك الكثير الكثير من نساء فلسطين في الشتات تناضل وتكافح وتعمل من أجل كشف القناع الزائف عن وجه الاحتلال الإسرائيلي ونساء فلسطين بالشتات تعمل مرارا وتكرارا من اجل كسر الحصار عن غزة بكافة الطرق المشروعة ، فهنيئا لك أيتها المرأة الفلسطينية فغدا الثامن من مارس هو عرس المرأة حول العالم أما أنت أيتها المرأة الفلسطينية عرسك عرسين وكل أيام السنة هي أجمل أعيادك في فلسطين تتنوع من عرس الشهادة إلي عرس الانتصار حتي يكون العرس الأكبر والاحتفال الأكبر يوم النصر وتحرير المسجد الأقصى .
/ بقلم الكاتب الفلسطيني "هاني مصبح"