لا أعترف أن هناك يوما محددا أو تاريخا واضحا للحديث عن المرأة واعطائها حقها وتسليط الضوء على دورها ومميزاتها وأهميتها ، بل أجد ليس لأنني امرأة ولكنني كإنسانة أرى من حولي فلا أجد أن يوما محددا يجب التوقف أمامه ، بل كل لحظة من حياتنا الإنسانية والعملية تعتبر يوما مشهودا وشاهدا على تقديرنا واكبارنا للمرأة الفلسطينية التي تعيش ظروف مختلفة عن حياة المرأة بكافة أصقاع الدنيا .
المرأة الفلسطينية هي الأم الصابرة المرابطة الصامتة الصارخة وهي ذاتها الأخت الصامدة والابنة المتطلعة لحياة متوازنة وكريمة تشعر فيها بمكانتها ودورها وفعلها .
ماجدات فلسطين والذين يختلفون ، ويتميزون ويتصفون بالعديد من المزايا التي تحمل عناوين الصبر عن الحرمان ، ومزايا العطاء اللامحدود ، وما يميزهم من سمات وصفات تتحلى بالمسؤولية العالية بمهامها ودورها وفعلها .
ولأنها المرأة التي تقوم في الكثير من الأحيان بمهام الرجل ومسؤولياته ، وعلى الأقل مشاركتها له في مسؤوليات الأسرة والمجتمع ، فإنها تتميز عن نظرائها بظروف قاسية نتيجة لعوامل ذاتية وموضوعية أقلها القوانين والتشريعات ونظرة الرجل والتي تحمل الكثير من القسوة وعدم الإدراك لمهام ومسؤوليات المرأة وتكوينها وانسانيتها .
المرأة هي الأم التي تشارك الرجل وهي ذاتها الأخت والعمة والخالة والجدة والتي تقوم بدورها ومسؤولياتها والتي تجعلها بداية تثبت ذاتها من كل مرحلة من مراحل حياتها والتي تسعى الى صناعة مجدها وصيانة دورها ، وحتى تحافظ على عنوانها ورمزيتها وعطائها اللامحدود وصبرها وجلدها ومدى تحملها لمصاعب الحياة وقسوتها .
المرأة عطاء بلا حدود وصبر لا يوصف وقدرات تتعاظم بفعل حرصها على نفسها ومكتسباتها وانسانيتها من خلال علمها وثقافتها وصقل تجربتها ومدى حرصها على دورها ومسؤولياتها التي لا تتنازل عنها بل تزيد عليها .
المرأة قيمة انسانية عظيمة لا تقدر ولا توصف ببعض الكلمات ، بل نرى في المرأة بأنها تشكل المجتمع بأسره وليس كما يقال نصف المجتمع لأن دورها ورعايتها وحنانها يتواصل مع كافة مكونات المجتمع ، ولأنها الأم التي لا تقدر بكلمات ، ولأنها الأخت والخالة والعمة والجدة فإن الجميع يجب أن يتواصل عبر الأجيال والمراحل العمرية لتقدير وتقديس هذه المرأة العظيمة على تحملها وصبرها ودورها ومسؤولياتها .
المرأة الفلسطينية في يومها العظيم ودورها المجيد ، وعطائها اللامحدود ترسم للمجتمع معالم الطريق ، وثقافة الأجيال التي يجب أن تتراكم بخبراتها وفعلها واستخلاصاتها لتجعل من الأجيال المتعاقبة ضرورة الاطلاع والمعرفة بأهمية المرأة بكافة أدوارها التي تقوم بها والتي تميزها وتدلل على أهميتها .
لقد كان للمرأة مساهمات عديدة وبمجالات مختلفة ، ولم تبخل بعطائها ودورها المناط بها بل أثبتت عبر كافة المراحل أنها حنان لا ينضب ، وعطاء متواصل واثبات دائم انها حريصة على من حولها تخفف عنهم ألامهم وتوفر لهم سبل الحياة الكريمة بما تمتلك وبما تستطيع .
هذا اليوم العظيم المتجدد على مدار اللحظة والتاريخ يجعلنا جميعا أمام ضرورة الوقفة الشاملة لمحاسبة الذات وتقديم كافة الحلول القانونية والمجتمعية والإنسانية للمرأة الفلسطينية التي تحملت الكثير ولا زالت تتحمل تبعات ظروف قاسية ومصاعب وتحديات عديدة ، وهي صابرة على ألمها بفعل قوة دورها التي لا تتنازل عنه والتي يوفر لها مقومات قوة غير منظورة لكنها محسوسة بفعل مواقفها وهي تؤدي دورها وتتحمل مصاعب حياة قاسية لا تتوفر لها اشتراطات وظروف الحياة الملائمة .
يوم المرأة الفلسطينية ، يوم الماجدات الذين يجب أن نقدر دورهم على مدار اللحظة بالمزيد من الاحترام والمزيد من العطاء والمزيد من توفير ظروف الحياة الإنسانية التي تشعرهم بالتقدير وحتى لا يتسرب بداخلهم أنهم لا يقدرون في ظل الظروف الصعبة لأنهم لا يطالبون الا بحقهم الطبيعي في احترام ادميتهم وعدم التعدي على حقوقهم وعدم القبول بظلمهم وهذا ما يتطلب من التشريعات والقوانين ما ينصفهم ومن المجتمع ونظرته أن تكون قائمة على الاحترام والتقدير لأن من يحترم المرأة يحترم نفسه وانسانيته ووجوده على هذه الأرض وأن كل من يتجاوز قاعدة الاحترام الشامل فإنه يكون قد قصر في نفسه وفي أمه وأخته وعمته وخالته وزوجته .
هذا اليوم يجب أن نجدد فيه كل معاني المحبة والإنسانية العالية والتقدير المتواصل حتى نجعل من المجتمع مجتمعا متوازنا ومنصفا وعادلا وحتى نصنع ونربي انسانا خاليا من الأمراض المجتمعية وقادرا على بناء أسرة متوازنة قائمة على المحبة والإنصاف والعدل .
يوم الماجدات يوم عظيم يجب أن يراجع الجميع مواقفهم وما يمكن أن يقدموا للأقرب اليهم حتى يزيدوا من احترامهم لذواتهم وحتى يؤدوا دورهم بما يخدم المجتمع من خلال الأسرة وحتى نكون قد أوفينا جزءا يسيرا لوفاء عظيم يجب أن نجدده لماجدات فلسطين .
المدربة الدولية والإعلامية : ريم وفيق زنداح