الجزائر دولة مهمة في الوطن العربي لها تاريخ عريق وطويل من التضحيات والبطولات وهي تسمى ببلد المليون شهيد ، تخوض هذه الفترة انتخابات مثل أي دولة ديمقراطية كانت ، لكن الرئيس الحالي مصمم على الاستمرار في الحكم للمرة الخامسة على التوالي، والشعب الجزائري بين رافض ومؤيد على الاستمرار ، وهذا الخلاف دليل حضارة ورقيّ الشعب الجزائري.
العالم ينظر إلى هذه الانتخابات بكل حساسية وترقب ولا يستطيع التدخل في مثل هكذا موقف ، علماً بان فرنسا تتدخل بالجزائر ، واللغة الفرنسية هي السائدة في هذه الدولة ، لكنها تقف مكتوفة الأيدي ، لا تستطيع فعل أي شيء لأن إرادة الشعب فوق كل شيء .
تظاهر الجزائريون بطريقة حضارية ومنسقة وأطلقوا عليها اسم (مظاهرة سلمية) ، وقد تعلموا من الدروس العربية ، مثل سوريا واليمن وتونس ومصر وغيرهم ، ومطلب الشعب الجزائري الانتقال إلى مرحلة جديدة من الانتخابات يختار الشعب مرشحاً بطريقة ديمقراطية.
بعد تقديم الرئيس الحالي أوراق ترشحه للعهدة الخامسة ، وعد بأن لا تستمر لأكثر من عام ، وهذا القرار يرضي جميع الأطراف في الجزائر ، ومن شأنه أن يمنع الفتنة وتعطيل عمل المندسين ، الذين يحالون التدخل في الشأن الجزائري وأخذه إلى الهاوية كما حصل مع دول ما يسمى بالربيع العربي ، وحاولوا عمل مسيرات نهارية وليلية ، لإثارة الفوضى والبلبلة في البلاد لتنفيذ أجندات خارجية والاستفادة من الفوضى إن حصلت في الجزائر، لكن الشعب الجزائري ضيع عليهم الفرصة بوعيه ، من خلال تقديم الورود لأفراد الأمن.
ووقف الجيش بقوة ضد أي تدخل في الشأن الجزائري الداخلي، وأكد أنه لن يسمح بانجراف البلاد إلى الهاوية ، وسيضرب بيد من حديد ضد أي مخرب ، وسيحافظ على الجزائر بكل قوة ممكنة ، ويسير خلف الشعب الجزائري للحفاظ على الجزائر وشعبها .
المعارضة الجزائرية ترفض أي تدخل خارجي في الجزائر، كما حصل في بعض دول العالم ، في هذه الحالة أمريكا وفرنسا أو أي دولة كانت لا تستطيع فعل أي شيء أمام إرادة هذا الشعب الواعي ومعارضته وجيشه ، يبقى القرار بيد بوتفليقه ، إما الاستمرار أو ترك السلطة لغيره لتستمر المسيرة الجزائرية الديمقراطية التي أسسها الجزائريون الأحرار .
بقلم/ مُحمد الكيلاني