لا السلطتان ولا الدولتان،بمفهوميهما ، ستعيدان الحقوق، لقد حوصرنا من قبل الاحتلال، وحوصرنا من قبل"حماس وفتح"، ودفع المجتمع الفلسطيني بشرائحه المختلفة وبخاصة العلمانية والليبرالية والتقدمية منها، وعلى أيدي الإحتلال وتردي النظام السياسي الفلسطيني، أثمانا" باهظة ، طالت الارض والانسان والمستقبل، في ظل الوضع القائم موهوم لسلام ما يشير باتجاه "حماس" أو "فتح" وبالنتيجة قد تضيع الحقوق الوطنية، التي تراجعت كمشروع استراتيجي لنضال الشعب الفلسطيني،وابقاؤها في الوعي، يقظة حاضرة.
أما مستقبل الشراكة الحمساوية الفتحاوية، وطالما يحكمها التفرد والذاتية، فإن حقوقنا الوطنية وانجازها محكوم عليها سلفا" بالتغييب، فحضور النظام السياسي الفلسطيني اليوم انقسامي، والشراكة في الصراع ضد الاحتلال غائبة، لا بل خطيرة على وعينا الذي ينتظر فلسطين، الدولة الديمقراطية، ذات السيادة.
خطابي "حماس" و "فتح" يشيرانالى أنهما ما زالا يتحاصصان السلطة وفق معادلة"الشراكة" قافزين على كل التفاهمات والاتفاقات التي جرت وبرعاية عربية، منذ اتفاق القاهرة 2005 ، حتى نهاية 2018 ، لقد تعمق الصراع والتناحر، شعبنا في غزة في مهب رياح الافقار وتحت الحصار، وفي الضفة الفلسطينية تحت تهديدات الملاحقات والقمع. ثنائية فلسطينية واحتلال صهيوني، فوق رقاب شعبنا الصامد والمقاوم.
هذه التوصيفات الثلاث، عين واقع شعبنا المعاش، عانينا منذ العام 1993 من الثنائية "الاسرائيلية" والفتحاوية تحت ما سمي اتفاقية أوسلو ، وفي العام 2007 ، عانينا من الانقلاب الحمساوي في غزة،التوصيف الدقيق: معاناة ثلاثية قهرية، "العدو الصهيوني، حماس، فتح".
حكومتان ورأسان ، واحتلال صهيوني، أجهدوا الجسد الفلسطيني، وأعادوا القضية عبر اضعافها عقودا للوراء، اقليميا" ودوليا"، ذلك كله ونضالات شعبنا الفلسطيني الصامد، متواصلة، سواء في
غزة من خلال مسيرات العودة المستمرة منذ 42 اسبوعا،227 شهيدا، وأكثر من 25000 جريحا".
ما تقدم، مكن الاحتلال الصهيوني لمزيد من القتل، ومزيد من قصفه لغزة، والاعتقالات للشبان الفلسطينيين في الضفة، وتهديم منازل الشهداء مقاومي الاحتلال،وتمكينا" للتدخلات الاقليمية والدولية التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني وتشجعه على مواصلة سياساته الوحشية ضد الارض والانسان الفلسطيني، كما أن تلك التدخلات عمقت سياسة الانقسام والتناحر الحمساوية الفتحاوية، حماس والرديف الاخواني ذو البعد التركي والتمويل القطري، الى السلطة (فتح) والعمق السعودي، المصري والغربي.
انقسام وتناحر وتدخلات، جعلت القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية بين مطحنة الانقسام، والطاحون "الاسرائيلي".
بقلم/ احمد الحاج