في كتابه الضخم " فلسطين المُتَخيَّلة . أرض التوراة اليمن القديم " ينحو الكاتب الباحث العربي العراقي " الدكتور/ فاضل الربيعي" نحوا جديداً في استكشاف أرض التوراة ؛ فيخلُص إلى أن أرض التوراة (مملكة يهوذا ومملكة بني إسرائيل) هي في أرض اليمن القديم . ولم يصل الباحث إلى هذه " النظرية " اعتباطاً أو جرياً وراء عاطفة قومية أو دينية ، وإنما هـو جـهـد استغـرق خمساً وعشرين سنة من البحث والتقصي للشواهد الميدانية وتوصيف الأماكن – الجبال والوديان ومنازل الأقوام - بأسمائها ومواقعها في جغرافية اليمن، وسياحة طويلة في كتاب " صفة جزيرة العرب " للهمداني ، وفي الشعر الجاهلي ، معتمداً منهج المقاربات اللغوية بين العرببة والعبرية التي هي – حسب الربيعي- لهجة عـربـية يمنية حميرية قديمة. وقد نهج المؤلف نهجاً مختلفاً عن نهج سابقه الدكتور كمال الصليبي – رحمه الله – في كتبه " التوراة خرجت من جزيرة العرب " و" خفايا التوراة " و " حروب داود " ، فكانت محاولات رائدة وصلت إلى النتيجة المذهلة وهي أن أتباع التوراة الـيـهـود والإسرائيليين كان مـوطـنـهـم الأصلي هـو منطـقة عسير وجنوب غرب الجزيرة العربية ، وليس فلسطين العربية الحالية، وكان للرجل – أقصد الصليبي- أدواته الخاصة في بحثه هذا ، أهمها المقاربات اللغوية والاعتماد على التفكيك اللغوي واستنطاق الآثار. أما صاحبنا الدكتور الربيعي فيتسلح بالتاريخ القديم وباللغويات ؛ فهو يجيد اللغة العبرية القديمة والترجمة عنها . كما أنه أمضى سبع سنين يتنقل بين المواقع اليمنية والاطلاع على جغرافيتها ميدانياً ، ثم استعان بالشعر الجاهلي يستنطقه ويستشهد بأشعار امرئ القيس الكِندي اليمني وزهير بن أبي سُلمى والنابغة والأحوص والأعشى " صناجة العرب " وغيرهم كثير، ولم يغفل عامل الآثار الذي يؤيد نظريته التي انتهت بأن الزعم القائل أن فلسطين البلد العربي هي فلسطين التوراة هو مجرد تلفيق القراءة الاستشراقية. وأن" كل ما ورد في التوراة من أسماء وأحداث إنما تخص – في الصميم – تاريخ اليمن وأرضه وقبائله ، ولا صلة له بفلسطين لا من قريب ولا من بعيد . هذه الخلاصة التي نَشَدَها الكتاب ". ( من كتاب فلسطين المُتَخيَّلة – المجلد الأول/ الجزء الثاني ص 534). ثم بيَّن الكاتـب أن الـتـلاعـــب في الــتــوراة عــبــر الـقــراءة الاستــشراقـية قــد أصاب بعض مسمـيات المدن والمواقع الجغرافية بكثير من التزوير والتزييف ، فعلى سبيل المثال لا الحصر: أن أورشليم التوراتية ليست هي القدس العربية الفلسطينية ، وأوضح الكاتب أن (بيت بوس) التوراتية القريبة من صنعاء هي التي كانت تُدعى أورشليم . وأن يريحو التوراتية ليست أريحا الفلسطينية . وأن عزة التوراتية (بالعين المهملة) ليست غزة ( بالغين المعجمة ) الفلسطينية . وأن حبرون التوراتية ليست مدينة الخليل الفلسطينية . وأن عكو التوراتية (نسبة إلى قبيلة يمنية اسمها : عك ؛ ليست عكا الفلسطينية . وأن حيفة التوراتية ليست حيفا الفلسطينية . وأن بيت لخم( بالخاء المعجمة ) ليست هي بيت لحم ( بالحاء المهملة). وهناك يافو وبيت إيل والرامة ورفح وغيرها كثير، فلسنا بصدد حصر كل منازل الأسباط الإسرائيليين في شمال اليمن أو منازل يهودا في جنوب اليمن . هؤلاء جميعهم نبتوا وعاشوا في اليمن وليس في فلسطين .
ثم يتطرق الكاتب في مؤلفه إلى السبي البابلي وهو أعظم الحوادث في تاريخ بني إسرائيل، وأن حملة القائد الأشوري " نبوخذ نصر" أو بختنصر، لم تتجه إلى فلسطين ، بل إلى السراة اليمنية ، وأن السبي لم يقع في فلسطين وإنما في أرض اليمن. ( وانظر أيضا ص 7 وص209 من كتاب حقيقة السبي البابلي ) . إذ كانت حملة عسكرية تأديبية لقمع وإخضاع القبائل العربية البدوية المتمردة ، الواقعة على امتداد سواحل البحر الأحمر حيث طرق التجارة الدولية آنذاك- ومن بينها قبيلة بني إسرائيل- في نجران وعدن وصنعاء ، وكان على يدي هذا القائد الأشوري هزيمتهم وأسرهم ونفيهم من مواطنهم في اليمن - وليس من فلسطين – إلى بابل . وعلى هذا فإنه " لم تكن هناك أرض ميعاد يهودي ، ولم يحدث السبي البابلي على أرضها ، ..... والقبائل العائدة من السبي البابلي عادت إلى موطنها في سراة اليمن لا إلى فلسطين . هذا ما تقوله نصوص التوراة بكل وضوح ، كما تقوله قصائد أنبياء اليهودية اليمنية العتيقة " .( فلسطين المُتَخيَّلة - المجلد الثاني/ الجزء الثالث ص321 ) . ويشير الكاتب أن أورشليم لم تكن موجودة في فلسطين أيام حملة نبوخذنصر،. فأورشليم اسم أطلقته عليها قبائل عربية يهودية مهاجرة من اليمن إلى بلاد الشام تحت ضغط الحملات العسكرية الآشورية التأديبية . " أي إن أورشليم الفلسطينية هذه لم تظهر إلى الوجود إلا بعد نحو 700 عام من حملة نبوخذنصر، وهذا يعني أن التوراة كانت تتحدث عن أورشليم أُخرى يمنية ؛ نقل المهاجرون- من يهود اليمن- اسمها وذكراها إلى بلاد الشام إبان هجرة القبائل العربية نحو العام 200 ق . م. ( فلسطين المُتَخيَّلة- المجلد الأول/الجزءالثاني صفحة 392) .
بقي أن نذكـر ونذكِّـر ما قاله المؤلف في كتابه فلسطين المُتَخيَّلة : أن اليهودية دين عــربي ، وأن بني إسرائيل قبيلة عربية عاربة يمنية من حـِمير ، وأن موسى نبي عربي يمني ، كما يشوع وصموئيل ( السموأل ) وداود وسليمان وغيرهم من الأنبياء هم عرب يمنيون ، وأن اللغة العبرية الـقـديـمة هي لـهـجـة عـربـية قديمة بائدة، وهي تختلف عن العبرية الحديثة السائدة اليوم . فاقرأ معي ما يقوله الربيعي في هذا الشأن : " واليهودية – بالنسبة لي (للمؤلف) دين عربي قديم من أديان قبائل العرب ، شأنه شأن المسيحية والإسلام، إذ لم يكن موسى النبي – عليه السلام – أميراً دانماركياً، وداود ليس ملكاً اسكتلندياً. وبكل يقين لم يكن سليمان النبي – عليه السلام – من نبلاء أوروبا . هـؤلاء من أنبياء وأبطال العـرب في طفـولـتـهـم الـبـعــيدة ، وديـنـهـم من أديان العـرب ، وكتابهـم الـمقــدس من الكتب السماوية التي أضفى عــليها القــرآن الكريم كل ما يلـزم من التبجيل . ولأن اليهـودية كما قال الإخـباريون العـرب الـقـدماء، ظهـرت في اليمـن فإن الــتـوراة بكل تأكـيــد هي كتاب من كتب يهـود الـيمن ، وما يُـدعى باللغة العـبـرية ، لـيس أكثر من لـهـجـة يـمـنـيـة مـنـقــرضة ( ص 8 من كتاب حقيقة السبي البابلي للدكتور الربيعي) . ولكن المؤلف في موقع آخر من كتابه فلسطين المُتَخيَّلة، يُفرِّق بين اليهود وبني إسرائيل ، فهو عند حديثه عن سيدنا إبراهيم وولديه إسماعيل وإسحق يؤكد أنهما أَخَوان من أب واحد وأن بني إسرائيل من نسل يعقوب بن إسحق بن إبراهيم ، وأن العرب المضريين والعدنانيين الشماليين من نسل إسماعيل بن إبراهيم، وبهذا يكون العرب العدنانيون والمضريون أولاد عم لبني إسرائيل. ولكنا نجد المؤلف ينفي في موقع آخر في كتاب آخر أن العرب واليهود أبناء عم . فيقول في كتابه (أسطورة عبور الأردن وسقوط أريحا ص 17) ما نصه : " كما شاع القول وهو خاطئ جملة وتفصيلا ولا أساس له ، سواء في الأنثروبولوجيا أم في السجلات التاريخية ، أن العرب واليهود أبناء عمومة ترتفع إلى الجد المشترك إبراهيم ، حتى باتت عبارة (أولاد عمنا) شائعة ومألوفة في الحياة الثقافية والعامة . وهذا غير منطقي ، لأن قرابة الدم لا يمكن أن تقوم بين قبائل عربية و [ بين] جماعات من شعوب أخرى أوروبية اعتنق أجدادها اليهودية . وكيف يمكن تخيُّل أن المصري المسلم والمعاصر مثلا ، هو ابن عم ليهودي إيرلندي؟!". كما يقـول في موضع آخـر من نفس الكتاب الأسطورة ص 18، ما نصه : " تناسى الكثيرون الحقيقة البسيطة التالية : أن اليهودية دين عربي قديم من ديانات العرب ، بزغ فجرها في أوساط العرب الجنوبيين(اليمنيي)، ولم تكن ديناً غربياً، أو وافداً عليهم من خارج الجزيرة العربية .......... والتوراة كما عرفها العرب القدماء ،
كتاب إخباري – ديني مقدس من كتب يهود اليمن يتضمن التشريعات الدينية والقصص والأخبار والأشعار التي سجلها بنو إسرائيل " .
نقطة أخرى لفتت انتباهي وأثارت اهتمامي ، إذ ينفي الدكتور الربيعي توصيف تابوت العهد عند اليهود بأنه تابوتا أو صندوقا ، ويصفه بأنه علامة دينية تُحمَل كالسارية أو الراية التي يحملها رجل واحد ، ويتناوب على حملها الفرسان إذا ما سقطت . وهي تتقــدّمهم في حروبهم استبشارا بها لجلب النصر، مع أن التوراة والقـرآن يذكران التابوت عـلى هـيأة صندوق يعظمه بنو إسرائيل ، فيه طمأنينة وسكينة تصاحبه، وفيه بقايا مما ترك موسى وآل هارون ؛ مثل العصا وبعض ألواح التوراة ، وأشياء أخرى من أمتعة سيدنا موسى . ففي القرآن الكريم قوله سبحانه : " وقال لهم نبيُّهم أن آية مُلْكِه أن يأتيكم التابوتُ فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ، إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" . آية 248 البقرة . وهناك دليل آخر من القرآن أن التابوت صندوق وليس راية ، وذلك في معرض مخاطبة الله سبحانه لأم موسى قائلا : " أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم ، فلْيُلْقِه اليَمُّ بالساحل، يأخذه عدو لي وعدو له " . آية 39 طه . إذن التابوت صندوق وليس راية . ولست أدري علام اعتمد المؤلف على أن التابوت راية وليس صندوقاً أو ما يشبه الصندوق؟ .
بهذا نكون قــد عـرَّفنا القارئ الكريم بكتاب قَـيِّـم لمؤلِّـف عبقـري ، لديه مجموعة من الكتب التي تتناول جوانب متعددة من إظهار الحق وإزهاق الباطل، والتصدي لقراءة المستشرقين الغربيين للتوراة ، وإنه يؤكد بالأدلة من خلال أدواته البحثية ؛ أن مسرح أحداث التوراة هو أرض اليمن ، وليس أرض فلسطين العربية الحالية. ونحن على يقين أن كثيراً من المؤرخين المحدثين والمثقفين إذا طُلب منهم أن يراجعوا كتاباتهم ويبدِّلوا من مفاهيمهم العتيقة التي رسخت في عـقـولهـم ، وأن يُغـيّـِروا رأيهم عـلى ضوء نظرية الدكتـور الربيعي لن يفعـلوا ، ولن يستجـيـبـوا لـنداء العقـل والعلم والواجـب، لأنهـم إن فعلوا فإنما يحكمون عـلى كتاباتهم بالاندحار والانزواء، وهـذا لـن يكون عند كثيرهم خوفاً على أنفسهم من الانتحار العلمي.
إن التوارة المترجمة التي بين أيدينا ملأى بالتزوير والتحريف والتلفيق ، وهي تعج بالمفاهيم المغلوطة التي قام بها استشراقيون لا يعرفون الجغرافية اليمنية ، ولا يحسنون الترجمة ، ومن هنا كانت المأساة . وإني أضرب مثلا ليس تـبريـراً لمن يأبى أن يتــقـبل نظـرية الدكتـور الـربـيعي ولكن
لغــرض الإيـضاح. فـمثلهـم مثـل الأقــوام البائـدة التي كانت تـتـوارث عـبادة الأوثان، فكلما جـاءهم نبي من الله يهديهم إلى عـبادة الله الواحـــد ويطالبهم بتـــرك عــبادة الأوثان ، كانوا يستهجنـون هـذه الدعوات ويصفون أصحابها الأنبياء والرسل بالجنون تارة وبالضلال تارة أخرى وبالكذب تارة ثالثة، إذ كيف يتركون دين الأباء، ويبدِّلون إلهاً واحـداً بآلهتهم التي كانـوا عـليها عـاكفين بالعبادة والتقديس ؟!. وهكذا سـيكون مآل المؤرخـين العـرب وأساتـذة الجامعات والباحثين والفلسطينيين منهم خاصة ، وسيَصًمُّون آذانهم ويُغمضون أعينهم عن النتائج الجديدة التي تبطل آراءهم وتدحض ما جاءوا به من إخباريات من قبل أن يقرأوها قراءة نقدية واعية .
كلمة أخـيــرة ، أناشــد بها السيد رئيس دولة فلسطين ، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، وأهيب بالجامعات الفلسطينية والمؤسسات الوطنية والثقافية والإعلامية وكل مسؤول في موقعه وفيما يخصه ؛ أن يولي كتابات الدكتور الربيعي الاهتمام والدعم المادي والمعنوي ليواصل مسيرته الكفاحية الثقافية الوطنية ، وإنه كما تحدَّث في قناة الميادين الأربعاء الماضي 27 فبراير 2019 أنه خدم في صفوف الثورة الفلسطينية بقلمه في الصحف والمجلات وسائر المؤسسات الثقافية الفلسطينية في دمشق، وأظن أن السيـد الرئيس وما تبقى من الرعـيل الأول يذكـره . والرجل يقـول بالتلميح لا بالتصريح أنه يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي لأنه يطبع كتبه التي فاقـت على العشرين من جيبه الخاص، وما زال يكتب . وإنه يشكو على استحياء لعدم وجود من يقف بجانبه ويشد أزره ، ويقــول عـبـر الـتـلـفـاز : " أنا فَـرد ليس لدي مؤسسة ، ولا خـلفي حـزب ولا دولة " تساعــدني وتتبنى طباعة كتبي ونشرها بين الناس . وصرَّح أنه لم يطلب من أحد أي نوع من المساعدة . لله درك يا دكتور ما أروعك ! وما أعـفَّ نـفسك الكريمة الأبـية ! التي تـتـرفع عـن السؤال رغـم احتياجك . فمن أولى بالدعم والتكريم أيها السادة ؛ الدكتور الربيعي أم المغنون الذين يتم الاحتفاء بهم وتكريمهم بالأنواط الرسمية ؟. نحن نستنهض منظمة التحرير وبخاصة مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ونرجو من سلطتنا الفلسطينية ووزارتا الثقافة والتعليم العالي ومؤسساتنا العربية - الأكاديمية والأهلية - الاهتمام والدعم والمؤازرة . ونهيب بالجامعة العربية أن تتولى نظرية الربيعي وتتبناها حتى تتبوأ مكانها في المحافل العلمية والأكاديمية ، ليكمل الرجل مسيرته النضالية بـقـلمه الـبـتَّار!. وإني أدعـــو إلى تشكيل منظــومـة وطـنـية ثـقافـية بتـوليفـة راقــية من أساتــذة التاريخ القـديـم وفقهاء اللغات السامية في الجامعات ، ومن علماء الآثار المتخصصين في الشأن التاريخي لفلسطين قديما وحديثا ، بحيث تكون هذه المنظومة جدار إستنادي لنظرية الدكتور الربيعي وأطروحاته التاريخية، وأن تنشأ قـادرة عـلى المواجهة والتصدي للمنظومة اللاهوتية الغربية الصهيونية ، وجاهـزة لـتـفـنـيـد دعـاويها وإبطالها بالحجج والبراهين التاريخية والجغرافية والآثارية (الأركيولوجي) .
بقي أن نسأل جامعاتنا الفلسطينية وأساتذتها: لماذا لا تُقام الندوات العلمية وتــنعـقــد في صروحها الصالونات الثقافية لإثراء نظـرية الربيعي بالشرح والـتـفسير والـنقــد البنَّاء ؟ . لماذا لا يُــدرَّس كتاب( فلسطين المُتَخَيَّلة ) في جامعاتنا الفلسطينية ، كمادة (متطلب جامعي) في جميع الجامعات الفلسطـيـنية وفي مخـتــلف الكليات والمعاهد العلمية . ولماذا لا نبادر نحن – الفلسطينيين - في جامعاتنا في غزة وفي الضفة حتى يمكن أن نكون في نظر الجامعات العـربية الأخــرى جـادين ومقنعـين حـين نـنـاشدها بـتـدريسه ، مع أن جـامعتي فـاس وأغــاديـر المغربيتين أقرتا كتاباته - حسب قوله في التلفاز- واعتمدتا كتبه التاريخية الخاصة بفلسطين المُتَخيَّلة على طلاب الماجستير والدكتـوراة . نأمل أن تلـقى دعــوتي هــذه أذناً مُصغـية وقـلوباً مُحبة للحق والخير والجمال ، ومنتمية لعـروبتـها مـدافعة عـن الحق العـربي في فلسطين بما فيها من مقــدسات إسلامية ومسيحية. ولكن لنا رجاء من الدكتور الفاضل / فاضل الربيعي العربي العراقي أن يتكرم ويجتهد في ترجمة التوراة بأسفارها الخمسة وبالأسفار التاريخية التي لها علاقة بفلسطين المتخيلة إلى اللغة العربية حسب فهمه لمقاصدها اللغوية، وحسب معرفته بجغــرافـيـتـها التاريخية، ترجـمة تـؤيـد وتــدعــم نــظريته ، وأن ينشرها عـلى الملأ حتى تكون خريطة طريق للباحــث والمؤرخ والقارئ المثقف ، لأنه كما أخبرنا في كتبه ومن خلال المقابلة التلفازية أنه يجيد اللغة العبرية القديمة . وإلا فنحن مضطرون إلى اعتماد النص العربي المتداول إن لم يكن هناك غيره يُغنينا عنه ، ويجنِّبنا الجري وراء الكذب وتصديقه . وللدكتور الربيعي سابقة طيبة في الترجمة ، إذ بين أيدينا ترجمتة العربية لسفــر " نشيـد الإنشاد " المنسوب لسيدنا سليمان ، يرافق الترجمة دراسة في كتابه " قصة حب في أورشليم " أثبت فيها أن سِفر نشيد الإنشاد هو قصيدة عربية جاهلية طويلة ، وهي واحدة من المعلَّقات الجاهلية ُكُتبت باللغة العبرية ؛ التي هي لهجة عربية يمنية بائدة وأن المتحدثين بها هم بنو إسرائيل وهم جماعة بشرية من العرب البائدة . ا ه *** .
بقلم/ عبدالحليم أبوحجاج