بالأمس وأنا أتصفح في وكالات الأنباء المحلية قرأت عنواناً عريضأ في إحدى الوكالات التابعة لحركة حماس وهو "السلطة تستعد لقمع مظاهرات في الضفة نصرة للأقصى" , فكان هذا الخبر متزامن مع قمع الحراك في غزة والذي حمل عنوان "بدنا نعيش" , حينها تذكرت المثل الشعبي الشهير وهو "إلي بيته من زجاج ما يحدف الناس بالطوب" , فأنا هنا لا أدافع عن السلطة في الضفة , لأنني بالأصل ضد قمع أي حراك وخاصة إذا كان سلمياً وحضارياً , ولكنني كنت أتوقع أن يكون إعلام حماس أذكى من ذلك , وأن لا يبحث عن خطأ الآخرين وكأنه معصوم من الخطأ , وأيضاً دخلت على جميع الوكالات ووسائل الإعلام التابعة لحركة حماس باحثاً عن خبر حراك بدنا نعيش فلم أجده , وهذا بحد ذاته إنتهاك لحقوق القارئ وتعتيم على الأحداث , فمن حق القارئ أن يشعر بأن كل وسائل الإعلام هي ملكه وليس ملك حزب سياسي معين , ومن حق القارئ أن يقرأ كل كبيرة وصغيرة عن ما يجري في الوطن .
حراك بدنا نعيش ..
كيف تحول هذا الحراك من حراك ضد فرض الضرائب والغلاء من حكومة غزة , الى حراك ضد الحصار والإغلاق , وهذا على لسان الناطق بإسم الشرطة أيمن البطنيجي , حينما قال أن حراك بدنا نعيش خرج دون الحصول على إذن من وزارة الدخلية , وقال أيضاً أن الوزارة لا تمنع أي حراك ضد الحصار , فحاول أيمن البطنيجي في تصريحة أن يضلل الرأي العام , ومن هنا أتسائل متى كانت وزارة الداخلية توافق على إذن لحراك في غزة؟ ومتى كان حراك بدنا نعيش ضد الحصار وليس ضد الضرائب والغلاء؟ .. تضليل إعلامي واضح .
حراك بدنا نعيش ..
كيف يكون الشعب أدات إستثمار للأحزاب السياسية عندما يخرج في أي حراك ضد الإحتلال , ويدفع ثمن هذا الحراك من دمه , وفي النهاية تحصد الأحزاب هذا الثمن ليكون ضمن إنجازاتها , وكيف لا يستطيع أن يخرج في حراك يطالب فيه أبسط حقوقه , أليس الشعب هو وقود مسيرات فك الحصار على الحدود الشرقية؟ أليس الشعب هو وقود فعاليات شواطئ زيكيم؟ أليس الشعب هو حاضن للمقاومة كما يقولون رواد الشعارات في غزة عبر وسائل الإعلام؟ أليس الشعب هو وقود حراك الثلاثون من مارس القادم لإحياء ذكى يوم الأرض؟ فكيف الشعب يدافع عن الوطن ولا يستطيع الدفاع عن نفسه..
حراك بدنا نعيش..
ملاحظة : ما كتبته في المقال هو عبارة عن بعض التجاوزات والتعتيم والتضليل من بعض وسائل الإعلام المسيسة , فهناك إنتهاكات سياسية وقانونية ودستورية وأخلاقية ضد حراك بدنا نعيش لم أذكرها , بسبب أنها قد تحتاج لعشرات المقالات لتوضيحها , وأيضاً أنا على ثقة بأن الشعب الفلسطيني يعلم جيداً ما حدث من تجاوزات قانونية وسياسية واخلاقية في حراك بدنا نعيش .
أشرف صالح
كاتب صحفي