أكتب او اقرأ..
عن أوطانٍ لم نعد نحكمها او نملكها..
عن سيادةٍ مفقودة..
باتت فيها تحت الرماد..
***
أم عن كرامةٍ مهدورة مغدورة..
خرجت من عالم المزاد..
***
عن قيادات تبحث عن مجدها...
فوق جماجم الشهداء و الفقراء..
***
اوفي أكوام النفايات..
او في بقايا فُتات ضائع..
من موائد الملاك
****
عن أُمةٍ مخدرة..
بقال وقيل عن فلان ابن فلان..
مسلوبة الأرادة والقرار..
مغيبة العقل و الوجدان...
عن شعوبٍ..
تجهل مبادىء النسيان..
****
عن اقتصادٍ يترنّح..
يتداعى ..
يتأكل..
بين مطارق السلب والنهب..
و سندان الفساد...
المستشري..
من الرأس حتى اخمس الاقدام..
****
او عن سدنة الجهل المعتق ..
تحت العما ئم والتمائم..
و عن شواهد اليأس والأحباط ..
وجهل المصير الجاثم فوق الصدور..
وبؤس الفقير والتعساء..
****
أكتب...
عن معتقداتٍ بالية..
باتت..
أقانيمَ للجهلِ المقدس..
عن مذاهبَ..
صارت ..
سلاحاً للقتلِ اوالخراب..
****
عن حالةِ التماهي العجيبةِ...
بين المعقول واللامعقول..
بين التوافقات والنفاقات..
بين اليمينِ و اليسارِ ..
فلا اليمين يمين ..
ولا اليسار يسار..
بين سدنة الدين( والأيديولوجيات )..
اوالترويج للأفكار المعلبة..
والتقيد بالاحكام المسبقة..
وكأنها حبال مشنقة..
تلتف حول الأعناق..
****
ليتني لم أشهد ..
عودة السلاطينِ..
بلا سلطان...
ليتني حجر..
فاقد الأحساس بالمهزلة..
****
ليتني لم أحضر ..
مراسيم الجنازةِ...
وتشييع ما تبقى من كرامة مهدورة..
او مغدورة..
او مسلوبة..
ليتني لم أولد ..
في هذا الزمان المؤامرة..
المسخرة...
ليتني أبقى هناك ..
ليتني اصبح..
لغما ينسف هاتيك المؤامرة..
وينهي زمان المسخرة..
****
لكن قلبي..
ظل يحاصرني..
ابى الا ان يكون حاضرا..
وشاهدا ..
على سخافة المرحلة..
على خبث الخبثاء ..
و على كل اداوات السخف..
و المؤامرة..
و على عبث العابثين..
المقامرين بالاوطان والانسان ..
دون احساس اوحساب..
دون ادراك..
لخطورة هذة المغامرة..
المقامرة..
****
رغم كل هذا الزبد..
او هذا الغثاء..
والغثيان..
بقي قلبي ينبض بالحب...
للغة الضاد..
قلبي المتعب بهويته ..
بعروبته..
ينبض نبضات الحياة والأمل..
الدمُ الجاري فيه...
يبقى عربي فلسطيني ..
يرسم وردة..
اوشارة نصر ..
على صدر قمر قدسي..
يتلألء في وسط الليل..
****
يتحمل السير على الأشواك..
يمضي في درب الآلام..
يرفض النوم..
تحت ظلال الأوهام..
ثابت الخطى والاقدام..
****
قلبه يقفز من بين الضلوع...
ويكسر هاتيك القيود...
ويفتح الابواب المقفلة..
ويوقع بالحروف العريضة..
شهادة ميلاد ..
. انسان عربي حر جديد..
****
بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس
الرياض فجر الخامس عشر من آذار 2019 م