ما جرى ضحى يوم الاحد 1732019 من عملية اطلاق نار على جنود ومستوطنين شمال سلفيت وجرح وقتل عدد منهم ، وفي حيز ثاني أكبر مستوطنة في الضفة وهي مستوطنة "اريئيل"، سيؤزم وضع "نتنياهو" ، حيث ان التوقيت حساس بسبب قرب الانتخابات في دولة الاحتلال.
هناك نتيجة منطقية لا يمكن دحضها، وهي اينما وجد احتلال وجدت المقاومة له، ومن يتحمل وزر ازهاق الارواح هو الاحتلال، فحكومة"نتنياهو" لا ترى في الشعب الفلسطيني، سوى انه درجة ثانية وذلك بحسب قانون القومية الذي اقر قبل اشهر، والاحتلال لا يريد ان يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وقصة "اوسلو" طيلة 25 عاما واضحة للعيان.
تعتبر العملية ضربة لفرص"نتنياهو" في الاستحواذ على اصوات الناخبين ، فما حصل ضربة قوية للامن الذي تغنى به خلال استعداده للانتخابات، والتي كل حدث يكون حساس في التأثير على مزاج الناخبين الذين هدفهم تحقيق الامن لهم .
كنتيجة اولية رفعت العملية من معنويات غزة المحاصرة، وخففت الاحتقان الداخلي، ووزع الغزيون الحلوى ابتهاجا بها كونها تخفف عنهم، فكل عمل يدفع لعمل آخر، ويعطي نتائج معروفة ومعلومة وغير معروفة احيانا، لكن بالمجمل العام تعتبر دعم كبير ونجاح يتبعه نجاح الى ان يتم كنس الاحتلال لاحقا.
بلبلة وقع فيها الاحتلال خلال الاعلان عن تفاصيل العملية حيث نجح المنفذ بالطعن والانسحاب، وهذا يشير الى ان المنفذ قد خطط مسبقا وجيدا للعملية، كون المنطقة محروسة جيدا من قبل جنود الاحتلال ودورياته التي تجوب المنطقة.
قد ينجح المنفذ بالافلات من منظومة الاحتلال الامنية المشددة، ولكن تبقى الاحتمالات قليلة قياسا على منفذي عمليات سابقة، ما لم يكن المنفذ على درجة عالية من السرية والتخطيط الجيد، وهو بالمجمل وبالقراءة الاولية يبدو انه على درجة عالية من التخطيط.
قد يخرج علينا اعلام الاحتلال بقصص كثيرة لدوافع المنفذ، للتقليل من صداها وتأثيرها، مثل هي خلاف في العمل ادى لذلك، وقد يخرج بقصة اخرى مغايرة، فكل الاحتمالات تبقى موجودة، لكن ما حصل يعتبر ضربة لمنظومة الاحتلال الامنية التي تعتبر نفسها لا تخترق.
يقر القانون الدولي الانساني الحق لمن يقع تحت احتلال ان يقاوم محتليه بكافة الطرق والأساليب، وما حصل لا يخالف القانون الدولي الإنساني فلا يوجد شعب عبر التاريخ سكت عن محتليه ورضي به، واعلام الاحتلال ان وصف العملية بالارهابية فهو وصف بحسب وضعه ويطرب مستمعيه.
العملية ابطلت ذلك وفضحت هشاشة المنظومة الامنية، والا كيف لفرد واحد ان يقوم باختراق كل منظومة الاحتلال الامنية بهذه السهولة، ويصبح جيش لا يقهر يطارد فرد واحد دون ان يتمكن منه بطريقة تجعله يشعر بالتفوق.
في كل الاحوال، الاحتلال لن يبقى ويستمر، والمقاومة ولادة رغم ما تتعرض له من هجوم قوي جدا وواسع من حيث نعلم او لا نعلم، لكن كل جهود انهاء المقاومة ستبوء بالفشل الذريع، كون الشعب الفلسطيني صاحب حق، ومن يطالب بحقه سينتزعه لاحقا طال الزمن ام قصر من حلوق اعدائه وهذه هي سنة التاريخ وسنن الله الغالبة في الكون، ونتنياهو وغيره لن يستطيعوا ان يغالبوها.
بقلم/ د. خالد معالي