العوض: كيل الاتهامات للحراك لا أساس له من الصحة

قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطين، ان "الشباب في غزة خرجوا ضد تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فهذه الأوضاع التي وصلنا لها منذ 13 عاماً من الانقسام بلغت حد المأساة حيث تدهورت الامور على كل المستويات."

 
وأوضح  العوض في لقاء تلفزيوني قائلاً إن "مستوى الفقر تجاوز أكثر من 85% ومستوى البطالة تجاوز 64% وهناك أكثر من 200 ألف خريج عاطلون عن العمل ونسبة الملوحة في المياه بلغت 900% بالإضافة للكهرباء التي تأتي لساعات معدودة وفوق كل هذا الأفق السياسي قاتم امام الشباب الفلسطيني".
 
وتابع العوض قائلاً :"هذه الأوضاع قادت الى الاحتجاجات الشعبية التي كانت تحدث بين الفينة والأخرى في قطاع غزة وكانت سلطة الامر الواقع في كل مرة تستطيع احتواءها لكن هذه المرة جاء مستوى الاحتجاج الشعبي وشموليته تعبيرا عن شمولية وعمق الازمة خاصة بعد ان لجأت سلطة الامر الواقع في قطاع غزة الى فرض ضرائب جديدة طالت لقمة الخبز للمواطنين كما فرضت ضرائب عالية جداً على مختلف السلع الأساسية التي تمس حياة المواطن."
 
وأضاف العوض "هذا كله دفع الشباب الفلسطيني للاتجاه للسير بين أحد الخيارين اما ركوب موجة الهجرة والموت على السواحل الأجنبية او المطالبة بلقمة الخبز والحرية والكرامة والعدالة الإنسانية، لذلك خرج عشرات الالاف من الشباب وللأسف قامت أجهزة سلطة الامر الواقع وبشكل مدان ومستنكر بقمع الشباب بشكل غير مسبوق وبما يتنافى مع كل الأصول والأخلاق الوطنية الأمر الذي أدى لتكسير أيادي وأرجل العشرات منهم نساءً وأطفالاً وشباب".
 
وأردف قائلاً : انه في ظل هذا الوضع حاولت سلطة الامر الواقع ان تشيطن هذا الحراك لكنها حتى هذه اللحظة فشلت في ذلك كون الحراك حراكاً مستقلاً عنوانه الأساسي لقمة الخبز والحرية والكرامة".

وحول موقف حزب الشعب من المشاكرة في الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة د. محمد اشتية قال العوض :"نحن في حزب الشعب الفلسطيني لم نأخذ قراراً حتى الان بالمشاركة او عدم المشاركة في الحكومة الفلسطينية، لكن على اية حال الخطاب السياسي الذي يقدمه الدكتور محمد شتيه يحمل في طياته الكثير من الإيجابيات فيما يتعلق بمعالجة الأوضاع الداخلية، وبالتالي عندما نلتقي مع الدكتور شتيه خلال اليومين القادمين سنؤكد على أهمية ان يكون هناك برنامج اقتصادي شامل يعالج كل الاوضع الاقتصادية والإنسانية الصعبة سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة والتي تفاقمت في الآونة الأخيرة."
 
وأضاف "نأمل ان تساعد سلطة الامر الواقع في قطاع غزة هذه الحكومة أن تبسط مسؤولياتها على مختلف أوجه الحياة في قطاع غزة وتقوم بواجباتها كافة امام المواطنين لأنه إذا كانت النوايا طيبة عند الدكتور محمد شتيه ووزارته الجديدة فهذا أيضا يتطلب نوايا طيبة من سلطة الامر الواقع والاستعداد لإنهاء الانقسام."
 
وأستدرك العوض قائلاً :"ان ما شاهدناه خلال الأيام الثلاثة الماضية لا يؤشر على نوايا طيبة فبالأمس زرت العديد من الذين تم ضربهم وكسرت أيديهم وارجلهم، وهذا امر مؤسف والعملية ما زالت مستمرة حتى الآن ولذلك جاء اجتماع القوى الوطنية ليقول ان هذا القمع يجب ان يتوقف والعسكر يجب ان يعودوا الى مواقعهم ويجب ان تعتذر سلطة الامر الواقع عن هذا السلوك المهين ومن ثم يتم البحث عن سبل انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لأنه الطريق الوحيد لمعالجة كل الازمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما".
 
وحول أسباب العنف المفرط الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في قطاع غزة قال العوض :"اعتقد ان حماس وسلطة الامر الواقع كاي سلطة استبدادية اصمت اذانها ولا تريد احكام العقل باي شكل من الاشكال وهي تسعى بكل الاشكال لشيطنة الحراك فكيل الاتهامات للحراك بانه يساعد الاحتلال او يستهدف المقاومة هذا كلام لا أساس له من الصحة فالشباب الذين كسرت أيديهم وارجلهم بالأمس هم نفس الشباب الذين يذهبون أسبوعيا لمسيرات العودة وهؤلاء الشباب هم الذين يتحملون كل المعاناة ويحمون المقاومة بكل اشكالها هم وقود الكفاح الوطني والتحرر الوطني الفلسطيني".
 
وختم العوض حديثه قائلاً :"نحن ننصح الاخوة في حركة حماس ان يحكموا العقل وان يوقفوا هذا القمع الغير مسبوق وان يذهبوا لتطبيق الاتفاقيات التي تنهي الانقسام والذهاب الى حكومة واحدة."

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -