أبو عوض و “التجحيش“

بقلم: علي بدوان

أبو عوض، مواليد نهاية خمسينيات القرن الماضي، ومن فلسطينيي سوريا، واليرموك، من مقاتلي جبهة التحرير الفلسطينية، ومن الشبان الذين عاشوا في القواعد الفدائية، وخاضوا غمار العمل الوطني من أوسعِ أبوابه، بل وكان من الشجعان في حصار بيروت صيف العام 1982، وقد أصيب بجراحٍ مازالت أثارها وساماً على جسده النحيل.

مشكلة أبو عوض، وهو من طيرة حيفا، أنه كان دائم (الحرد) في التنظيم، وهو ماكان يدفعه للخروج من صفوفه لفترات معية، لكنه يعود الكرة الى التنظيم ذاته، ويأبى الإلتحاق بتنظيم أخر.

مشاكل (الحرد) الدائم عند أبو عوض، كان مردها الرئيسي العصبية التي كانت تطغى على سلوكه إزاء أي موقف لايعجبه أو يراه غير مناسب، الأمر الذي جعل منه يخرج من صفوف التنظيم ليعودة بعد عدة أشهر.

قوبل طلبه بالعودة للتنظيم بالرفض، بعد المرةِ الثالثةِ التي غادر بها التنظيم قبيل العام 1981، وقد أخبره عضو المكتب السياسي في حينها، أبو نضال الأشقر، وبدعابة رفاقية، بأن "العودة تحتاج هذه المرة لعملية تشبه عملية التجحيش" حيث يترتب عليه الذهاب الى تنظيم أخر لمدة تزيد عن ستة أشهر ومن ثم يمكنه العودة لجبهة التحرير الفلسطينية. واقترح عليه أن يذهب لتنظيم قريب سياسياً كالجبهة الشعبية. أو القيادة العامة التي خرجت جبهة التحرير من رحمها أساساً، وهو ماكان.

أبو عوض موجود الآن بدمشق، والتقي معه كثيراً، حيث يقضي جزءاً من وقته في مقهى الكمال، بانتظار ترتيب اموره الخاصة باعتماده كجريح في صفوف الثورة الفلسطينية بعد أن ضاعت كل أوراقه.

بقلم/ علي بدوان