عمر أبو ليلي ... الثائر الذي تمرد دمه علي خطوط النار...

بقلم: عز عبد العزيز أبو شنب

رحل ثائر فلسطين عمر أبو ليلي فقدّم كل ما لديه، هزّ أركان الاحتلال، حطّم كبرياء العدو وجبروته بعمليته البطولية المُركبة على مفترق مستوطنة أرئيل التي تعدّ واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ليثبت بأن فصيلة الدم الفلسطيني الذي أريق قد اتضح نوعها لكل من يرى ويسمع بأنها فصيلة (ش+) أي شجاعة متناهية بامتياز.

فدمه بالتأكيد أكثر فصاحة وتعبيرا من دم الجبناء حين قال كلمته فأنتقم من سفاحو الاحتلال الاسرائيلي الذين يجدون في الدم الفلسطيني لعبة مسلية يمارسونها ببنادقهم وقذائف حقدهم المدمرة وهم يشعرون بمتعة وحشية قل نظيرها

ها هو الدم الفلسطيني الشجاع يتوهج، وتسطع نجوم ثأره  ليقول كلمته الجريئة بفدائية رائعة وبسالة ساطعة، حيث يقول لطغاة الاحتلال بأن مجازركم بحق شعبنا لن تنال من عزيمتنا وسنقابلكم بالدم والبارود لترتد عليكم وتذوقوا المر، ولتكتووا بالنار التي هي منكم وإليكم، وستبقي دمائنا تتمرد على خطوط النار

ان دم عمر المتألق بشجاعته وفصاحته يقول للعالم بملء جرحه وصوته: إن مسيرة نضال شعبنا وتمرد دمائنا علي خطوط النار تقف على جبهة المواجهة لتوقظ الضمير فيك أيها العالم الحر، ولتحرك فيك المشاعر الإنسانية الساكنة منذ سبعين عاما وحتى الآن، أملا في أن يصحو الضمير ويتحرك الشعور نحو معاناة شعب منكوب ومضطهد ومقهور، احتلت أرضه منذ عقود، وشردته عصابات اليهود الإرهابية على وقع مجازرها الدموية، وما زال في الشتات الموزع على منافي الأرض محروما من أرضه وممنوعا من العودة إليها، وحلمه بها في نظر الغاصبين يشبه العمل السري في مجال التهريب، ويعد نوعا من التخريب، فالمقاومون للاحتلال في نظرهم مخربون، والمصرون على العودة إلى أرضهم المغتصبة مشاغبون..!

لم يكن عمر أبو ليلى أول الشهداء ، ولن يكون آخرهم، فركب الشهداء مستمر لينير لنا طريق النصر ، وسيخرج من رحم فلسطين الأبطال والشهداء، وغدا أو بعد غد يخرج إخوان عمر من رماد الثورة ليواصلوا طريق عمر ونعالوة وغيرهما من هؤلاء الأبطال الذين سطروا أروع ملاحم البطولة وتزينت أسمائهم بأحرف من نور .

ما نكتبه عن عمر بمداد القلم، كتب عمر ما هو أفضل منه بالدم، ونحن نعلم أن الدم يقابل الدم، وأن الثأر قادم، فبالدم يحيا الشعب المظلوم، وبالمقاومة ينتصر الشعب على العدو الظالم.

فسلام لروحك الطاهرة، وسلام لسواعدك الطاهرة التي أذاقت الاحتلال الاسرائيلي مرارة عدوانه وإجرامه، وسلام لخطاك الشابة.

بقلم الكاتب / عز عبد العزيز أبو شنب