بدأت ظهيرة البارحة 23/03/2019م إحدى أوائل المسيرات التضامنية مع ضحايا مسجدَيّ نيوزيلندا أثناء أدائهم صلاة الجمعة في مدينة " كريستشيرش" والتي راح ضحيتها 50 قتيل، ولقد حملت المسيرة شعار"إيقاف الإسلاموفوبيا" وآخر "ضد الكراهية، وعداء الإسلام والإنسانية لمزيد من الأمن واللُحمة" والمندّدة بالعمل الإرهابي بعد المذبحة التي قام بها المجرم الإرهابي اليميني المتطرف الأول "تارانت" هذا في الوقت الذي أعلن فيه قادة حزب اليمين المتطرف في أوروبا براءتهم من هذه الجريمة الشنعاء وأشكالها.
ولقد باشر "المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا" تنظيم المسيرة في مدينة "دوسلدورف" والذي شارك بها ألآف المسلمين من جميع المدن والجنسيات ومن بينهم الألمان على حد سواء.
لقد توالت التصريحات من جميع أنحاء العالم بإستنكار هذا العمل الإرهابي، فقد وصف مجلس الأمن الدولي هذه الحادثة بالعمل الإرهابي كما أعرب آخرون من رؤساء الدول عن استيائهم، و اكتفى البعض بالتنديد.
على مستوى الدول الغربية أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تغريدة في تويتر قال فيها "أعرب عن أحرّ مشاعر المواساة وأطيب التمنيات للنيوزيلنديين بعد المجزرة المروّعة التي استهدفت المسجدين". ولم تختلف ملكة المملكة المتحدة "إليزابيث الثانية" بمشاطرتها الحزن والأسى عن الآخر.
كذلك عبّر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" رفضه للواقعة الإرهابية من خلال وصفه بأنها: "مقززة ووحشية وصادمة". تماماً كما اعترف الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" ورئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ومعهم كثير الدول الأوروبية بوحشية الحادثة، بالإضافة إلى تصريحات رئيس وزراء اليابان وقوف دولته في وجه الإرهاب.
ولقد صرّح مجلس الأمن الدولي بأن الواقعة الإرهابية هي "عمل إرهابي وحشي وجبان" في الوقت نفسه ندّد الكثير بالجريمة الإرهابية كالمتحدّثة بإسم البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي الأمريكي والمتحدّث بإسم الأمين العام للأمم المتحدة تارة بالدعاء وأخرى بالعزاء ووصفهم للحادثة بالإرهاب الوحشي.
أما على الصعيد العربي والإسلامي فقد عمّ السخط والغضب في الشارع وعلى مستوى القرار السياسي، فقد أدان رؤساء وملوك على حدٍّ سواء الهجمة الإرهابية من خلال تصريح رسمي أو عبر تغريدة، معبرّين أيضاً عن مسؤلية الإعلام الغربي عن الترويج لظاهرة الإسلاموفوبيا وتزايدها.
كما طالب وزير الخارجية الإيراني "جواد ظريف" منظمة التعاون الإسلامي عقد قمة طارئة لمطالبة حقيقية لإنهاء النفاق الغربي بذريعة حرّية التعبير والسماح لمروجي الفكر التعصبي ممّا يؤدي لمثل هذه المجازر.
أمّا رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أرديرن" البالغة من العمر39 عام، التي استطاعت بحنكتها السياسية احتواء الموقف بارتدائها الحجاب وتقديم واجب العزاء لأهالي القتلى ببالغ الحزن والمواساة والتي بدت عليها من خلال معانقتها والتودّد لذوي الضحايا.
أحمد سليمان العمري