للمرة الثانية وفي ايام معدودة يطلق صواريخ على ضواحي تل ابيب .... من الذي اطلق تلك الصواريخ البعيدة المدى وذات قوة تدميرية فعالة .. وما هي الرسائل التي تحملها رؤوس تلك الصواريخ في الحسابات السياسية ..... ولماذا هذا التوقيت ويفصلنا عن يوم الارض والحشد لهذا اليوم بفعالياته التي لم يعلن عنها .
اسئلة مهمة لنفهم ماذا يحدث.!
فوجئ الإسرائيليون و للمرة الثالثة خلال بضعة شهور برسائل توجهها فصائل المقاومة في غزة عبر رؤوس متفجرة من الصواريخ لتبين اولا مقدار التطور الذي حدث في الصناعات الحربية وبالتحديد لحماس و الجهاد الاسلامي .
فاللمرة الاولى انطلق صاروخ من غزة ليقصف منزلا في بئر السبع و بدقة متناهية احدث صدمة لكل اجهزة الامن و العسكرية الاسرائيلية ، افادت وسائل الانباء الاسرائيلية في ذاك الوقت بأن الصاروخ الذي اطلق من طراز ”جراد تورنادو-G“ و يحمل رأس متفجرة من 70 الى 80 كيلو جرام من المتفجرات ، كان هذا الحدث في شهر اكتوبر عام 2018 .
المرة الثانية و منذ ايام قلائل لا تتجاوز العشر ايام اطلق صاروخين على ضواحي تل ابيب مما احدث هزة معنوية للقادة الاسرائيليين و ادى الى اجتماع للجنة الامنية المصغرة التي اخذت قرار بالرد العنيف قام به سلاح الطيران لمئات الغارات على مواقع لحماس و الجهاد الاسلامي ، في حين انكرت كل من حماس و الجهاد سؤوليتهما عن اطلاق هذين الصاروخين ، و ذكرت بعض وسائل الانباء بأن حماس قامت باعتقال من اطلق تلك الصواريخ .
المرة الثالثة اطلق صاروخ صباح يوم الاثنين الموافق 25 / 3/2019 الصاروخ الذي اطلق من انتاج حماس طراز 80J انتسابا للقائد العسكري الذي اغتالته اسرائيل بغارة جوية الجعبري ، مدى هذا الصاروخ 120 كيلو متر قيل انه اطلق من جنوب غزة ليصيب هدفه بدقة و يدمر منزلين و يصيب 7 اسرائيليين ، هذا الحدث العسكري الهام حدث بينما ناتنياهو في زيارة للولايات المتحدة الامريكية وهو ينتظر ترامب ليعلن بأن الجولان ارض اسرائيلية ، كانت صدمة جعلت ناتنياهو يختزل زيارته لامريكا و العودة الى فلسطين المحتلة و كما قال ليدير الحدث الجديد بعد مشاورات مع الشاباك و الاجهزة الامنية الاخرى ، حيث رصدت بعض الانباء تحرك لوائين مشاه الى حدود قطاع غزة بينما كانت ردود الفعل في داخل المؤسسة العسكريةو السياسية الاسرائيلية في حالة استهجان و صدمة ايضا ، اتهم الجيش الاسرائيلي حماس بالقصف الصاروخي ائلا بأن هذا الصاروخ لا يمتلكه الا حماس هذا ما قاله الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي.
وكشف موقع ”مفزاك لايف“ العبري، اليوم الاثنين، أن إسرائيل بعثت برسالة قاسية إلى مصر لكي تنقلها إلى قيادة حماس في غزة بعد سقوط صاروخ فلسطيني أطلق من جنوب القطاع، حسب مزاعم إسرائيل، وأصاب منزلًا وأدى لإصابة 7 إسرائيليين.
في حين انه قد الغى قائد حماس في غزة السنوار خطاب له مساء هذا اليوم يشرح فيه المناخات السياسية و الاوضاع الداخلية في قطاع غزة و لكن اتى الرد من رئيس المكتب السياسي للجهاد الاسلامي و حماس ايضا بأنهم سيواجهون اي عدوان تقوم به اسرائيل و بقوة .
اما زعيم حزب ”اليمين الجديد“ الوزير نفتالي بينت، في تصريح نقله موقع ”ريشت كان“ العبري: ”رسالتي هي أن حماس غير مردوعة، لقد حان الوقت بالنسبة لي للحصول على مفاتيح وزارة الدفاع، السياسة الحالية لا يمكن أن تستمر، أنا لدي الحلول“.
و لكن بعد اطلاق هذا الصاروخ هل اسرائيل فعلا تستطيع ان تقرر هجوم واسع على قطاع غزة ، على الاقل في تلك الايام الحرجة للانتخابات الاسرائيلية التي ستنطلق في اوائل شهر ابريل ام سيكون الرد كسابقه من ارات جوية لا تخرج عن خطوط المعادلات السابقة و قد يكون اي رد لاسرائيل مكلفا سياسيا و بشريا ايضا و يؤثر تأثيرا مباشرا على نتائج الانتخابات الاسرائيلية و هذا ما يخشاه ناتنياهو ، اما اذا كان ناتنياهو يشعر بالغرق و الهزيمة في الانتخابات القادمة فقد يورض الجميع في معركة واسعة مع قطاع غزة و هذا بعكس كل التقديرات التي يتحدث عنها البعض بأن اسرائيل ليست صدد معركة واسعة .
الرسالة التي حملها هذا الصاروخ اليوم ستجعل من الدور المصري اكثر نشاطا و ضغط على الطرفين على حماس التي تسعى تسعى بكافة الطرق لفك الحصار عن غزة بدون دفع اي اثمان سياسية استراتيجية في حين ان الاسرائيليون ايضا من مصلحتهم الان نوعا من الهدوء على جبهة غزة في الوقت الذي يجعل من قرار ترامب اشعالا للجبهة الشمالية و اسرائيل لا تريد حرب شاملة في الجنوب و الشمال .
ربما حماس تريد التهدئة على جبهة غزة و فك الحصار و ربما هناك اطراف اخرى في الجهاد الاسلامي لا يرغبون في دفع اي ثمن لاسرائيل و يبقى انطلاق الصاروخ صباح هذا اليوم تحت احتمالين :
الاحتمال الاول انه اطلق لخلط الاوراق و التعقيد امام مهمات الوسيط المصري او ان الصاروخ اطلق بمعرفة حماس لاستغلال الموقف الحرج لدى النظام السياسي و لاحزاب الاسرائيلية للتعجيل ولو كان في معركة محسوبة للوصول الى اتفاق يسرع من خطوات فك حصار غزة .
بقلم/ سميح خلف