يبدو ان الاجواء الجارية حاليا تدلل على ان هناك جولة ... او حرب رابعة يحشد لها بهذا الكم الكبير من الجنود والفرق العسكرية ... وبهذه الاعداد من القبة الحديدية ... وبهذا الكم الكبير من المدرعات والمدفعية .
الحشد الاكبر لقوات الاحتلال الاسرائيلي ولاول مرة حسب المراسلين والمحللين والذي يؤكد ان هناك نوايا اسرائيلية عدوانية ضد القطاع ليس مردها صاروخ اطلق بقصد او دون قصد ... لكنه اطلق وكان الرد والذي لم يكتفي به الجيش الاسرائيلي ولا حكومة نتنياهو وحتى يعقد الكابينت الاسرائيلي اجتماعه ويحدد مسار المواجهة وحجم ردة الفعل على هذا الصاروخ .
نتنياهو الذي يقوم بجولة لأمريكا والذي أخذ وحصل على الجائزة الكبرى على اعتبار ان هضبة الجولان السورية ضمن دولة الكيان كما أخذ بالسابق قرارا امريكيا ان القدس عاصمة لدولة اسرائيل أي ان الجولان السوري والقدس الفلسطينية هم اراضي عربية محتلة تم شطبهم من أي مفاوضات قادمة بفعل الموقف الامريكي الارعن والظالم والذي لا يستند الى ادنى شرعية قانونية ... بل ان القرارات الامريكية بالضم تتناقض مع القرار 242 الصادر عن مجلس الامن ابان حرب حزيران 67 والذي يدعو الى الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي المحتلة ... وهو قرار بموافقة كافة اعضاء مجلس الامن بمن فيهم الولايات المتحدة ... كما ان هناك القرار 338 والذي تم اتخاذه بعد حرب اكتوبر 73 والذي طالب بذات المطلب الدولي بالانسحاب من الاراضي العربية المحتلة وايضا بموافقة الولايات المتحدة .. وهناك الكثير مما يؤكد ان الجولان السوري والقدس العربية الفلسطينية هم اراضي عربية محتلة يجب الانسحاب الكلي منهم دون شروط وان ما يجري من قبل الولايات المتحدة عبارة عن مصالح انية للرئيس الامريكي يحاول من خلاله كسب المزيد من اللوبي الصهيوني واليهودي ومساعدة نتنياهو في حملته الانتخابية في ظل المنافسة الشديدة التي يواجهها .
ما يجري من استعدادات الجيش الاسرائيلي لشن هجمات على القطاع وبغطاء امريكي وبدعم كامل يأتي في ذات الاطار التي تعمل فيه الولايات المتحدة على منح الاراضي العربية لدولة الكيان دون أي سند قانوني او اخلاقي او سياسي يعطي الحق لهذه الدولة الامريكية ان توزع كيفما شاءت لأراضي عربية لها اصحابها الحقيقيين .
محاولة نتنياهو لترتيب اوراقه وتصدر المشهد من خلال حرب عدوانية رابعة او على الاقل جولة عسكرية يحاول من خلالها ان يعيد نجوميته ومكانته على الخارطة الحزبية الداخلية وبما يمكن ان يشكله من واقع انتخابي يقلل من الفجوة مع منافسه غانيتس .
نحن لا نريد حربا ... ولا نريد مواجهة .. لكننا في ظل اوضاعنا وحقنا المشروع بالدفاع عن انفسنا لا نمتلك الا حق الرد عن ارضنا وشعبنا وان نمارس حقنا المشروع من اجل التحرير والحرية والاستقلال الوطني .
حكومات اسرائيل المتعاقبة ومنذ تأسيس هذا الكيان الغاصب وهي لا زالت على نهجها وممارساتها ... ولا تعمل على استخلاص العبر والدروس بان الاحتلال لا يمكن ان يبقى ... وانه الى زوال ... وان الشعب المحتل ليس امامه الا خيار المقاومة والصمود والدفاع عن نفسه مهما كانت قوة العدو وافراطه في استخدام هذه القوة .
نحن سكان القطاع واذ نرفع ايادينا الى السماء بأن يكون الله عزوجل هو الحامي والمدافع عنا وهو القادر على ان يزيل هذه الغمة وان لا يجعل للعدوان أمرا محققا .
بقلم/ وفيق زنداح