السياسيون والخصيان والنساء هم الأطول عمرا

بقلم: طلال الشريف

من الملاحظ أن السياسيين الرجال  يعمرون طويلا، ونحدد هنا ظاهرة الرجال من السياسيين بالذات، حيث النساء العاملات في السياسة أولا أعدادهن أقل من الرجال. وثانيا هناك أسباب أخرى لدى النساء بشكل عام حيث يعمرن أكثر من الرجال طبيعيا وهذا ثابت علميا لأسباب منها :

أولا  التركيب الجيني، وتظهر قاعدة البيانات كل عام في كافة الدول أن متوسط الأعمار المتوقعة للنساء تتجاوز الرجال، ويبدو أن الرجال العاديين منذ البداية معرضون لذلك بسبب تركيبهم الجيني المحمولة على الكروموسومات حيث يمتلك الذكور مجموعتين من كروموسومات XY , في حين تمتلك النساء مجموعتين من كروموسوماتX X، ولأن الكروموسومات من نوع X تحتوي على الكثير من الجينات المساعِدة على البقاء على قيد الحياة.

وثانيا بسبب هرموني يتحكم في البناء الجسماني للمهام الشاقة فهرمون الذكورة أو التسيستيرون  يؤدي إلى ميل ومشاركة  الرجال في أنشطة أكثر خطورة من النساء كالاقتتال وقيادة الدراجات والسيارات بسرعات فائقة، وممارسة العنف، فضلا عن نسب الانتحار الأعلى،  وكذلك يشكلون الغالبية المطلقة لجنود الحيوش في الحروب، وفي فترة المراهقة والشباب بالذات يكون هرمون التستوستيرون في حالة إفراز مرتفعة، وهو الذي يجعل الجسم أكبر وأقوى وأكثر إندفاعا أو ما نطلق عليه صفة الشجاعة.

أما هرمون الأنوثة الاستروجين المسؤول عن الأنوثة هو "مضاد للأكسدة" يتصدى للكيماويات السامة المسببة لإجهاد الخلايا ويسهل الاستروجين كذلك عملية التخلص من الكوليسترول الضار مما يوفر نوعا من الحماية ضد أمراض القلب ويمنع عملية  تصلب الشرايين.

وثالثا بسبب سلوكي مثل التدخين وشرب الكحول والإفراط في تناول الطعام من قبل الرجال أو الذكور.

أما الخصيان أو المخصيين بالعامية وهم الذين يجرى استئصال خصياتهم قبل سن البلوغ، فهم يعمرون بنسب أكبر من الرجال العاديين في الظروف العادية ويعود ذلك في الأصل لأسباب هرمونية غالبا، وهذا ثابت أيضا في الحيوانات التي يتم خصيتها أو إخصائها فهي تتمتع بمتوسط عمر أكبر من الحيوانات المشابهة غير المخصية.

أما بالنسبة للسياسيين الرجال الذين قلنا إنهم بالملاحظة يعمرون طويلا ويتمتعون بمتوسط عمر أكبر من الرجال العاديين فتندر الأبحاث والأوراق العلمية التي ترصد ظاهرة طول متوسط أعمارهم، ورغم وجاهة الملاحظات التي بالبحث العلمي تعتبر فرضيات تحتاج البحث والدراسة  لإثباتها أو نفيها كفرضيات بطريقة علمية حيث أنهم أي السياسيين من الرجال :

١- بالتجربة الطويلة من التعرض للضغوطات تصبح لديهم على ما يبدو  لامبالاة بالأحداث ومشاكل الجمهور ويصبحون كالماكينات الصلبة الصماء تسمع الشكوى ولا تهتم ولا  تهتز معنويا ونفسيا  بسهولة وخاصة أنهم تعودوا على الهزات الخفيفة المتراكمة بالتدريج والتي قد تمنحهم مناعة ضد التفاعلات الضاغطة على وضعهم الصحي.

٢-  هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك من يقول إنهم بقدرتهم على التلون وكتمان الحقائق والكذب المستمر والمراوغة تتضاعف مناعتهم وتقوى ضد الأثر التفاعلى الضار على الأعصاب والشرايين والصحة العامة فهم بمرور الوقت يصبحون متبلدين عاطفيا وإجتماعيا.

٣- وهم أيضا لهم حظية من التسهيلات الحياتية والعلاجية والمالية فالتأمينات والعناية الصحية الخاصة كرجال مهمين بالإضافة للأمان المالي الذي يتفنون في كيفية وطرق حيازته مبكرا مما يتيح لهم الغذاء الجيد والعلاج الجيد والمسكن الجيد بالاضافة للجاه والسلطان والحصول على ما يريدون حتى بكسر أو الإلتفاف على النظام والقانون وتوفر الحماية المتبادلة من زملائهم والقدرة على تزوير الحقائق لصالحهم ولصالح عائلاتهم ومريديهم ولوجودهم أيضا في مراكز صنع القرار وتوزيع المزايا والمكاسب.

٤- وهم على ما يبدو يشعرون بسعادة بالغة وهم يحققون ذواتهم بالمواقع السياسية والإعتبارية فتصبح لدى أجسادهم قدرة على إفراز  مواد مؤكسدة تتصدى للأمراض الجسمانية والإجتماعية التي يعاني منها العامة.

٥-  وهل هناك تحولات هرمونية تحدث للسياسيين  تعمل عمل الأستروجين الأنثوي فيمنع عنهم الجلطات.... لازلنا في إنتظار أبحاث وأوراق للباحثين حول ظاهرة تمتع السياسيين بمتوسط عمر أطول من الرجال العاديين .

 د. طلال الشريف