في ذكرى يوم الأرض الخالد

بقلم: رامز مصطفى

الأرض والتمسك بها جوهر القضية وروحها ، التي من دونهما لا معنى ولا قيمة لها ، وهذا سر استمرارها حية حتى يومنا هذا ، على الرغم من محاولات طمسها وتصفيتها . وستبقى كذلك طالما بقي احتلال صهيوني على تلك الأرض الطهور ، ولن تبقيه أو تحميه لا اتفاقات مذلة ، ولا دول مارقة تتحكم وتحكم بسطوة جبروتها وقوتها .

عندما اغتصبت أرضنا الفلسطينية عام 1948 ، وساء من بقي من أبناء شعبنا متمسكاً بأرضه ولم يغادرها من إجراءات تعسفية وعنصرية عبر مصادرة مئات الآلاف من الدونمات العائدة لهم بعد فرض قانوني العودة والغائبين ورأس حربتهما مشروع ما سمي ب" تطوير الجليل " ، بهدف تغيير الواقع الديمغرافي من جهة ، من جهة ثانية لتذويب الفلسطينيين في المجتمع الصهيوني بعد إغراق المناطق ذات الكثافة السكانية الفلسطينية بالمستوطنين الصهاينة .

مع مر السنين اعتقد الكثيرون وهم مخطئون ، وتحديداً بعد حرب حزيران 1967 ، وتمكن الكيان من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ، أن الشعب الفلسطيني في مناطق العام 1948 لم يعد في مقدوره فعل أي شيء ، وأنهم قد سلموا بالأمر الواقع للكيان الصهيوني وإجراءاته وقوانينه . متناسين أن كل تجارب الشعوب لم يبثت أن من بينها من استكان لعدوه المحتل لأرضه ، والشعب الفلسطيني في هذا السياق ليس استثناء أو شواذ هذه القاعدة .

ففي الثلاثين من أذار 1976 انتفض شعبنا في الجليل والمثلث في وجه من اغتصب أرضه وطرد أصحابها من دياره ، فكان يوم الأرض الفلسطيني قد شهد تظاهرات ومواجهات عارمة في سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد وغيرها من قرانا الفلسطينية ، والتي سقط جرائها ستة شهداء .

لقد شكلّ يوم الأرض تحولاً إستراتيجياً في بلورة الشخصية الوطنية الفلسطينية من خلال التأكيد على تمسكه بهويته وقضيته الوطنية ، وبأنه أي شعبنا عصي على الإلحاق والتهميش والذوبان أولاً . وفي مواجهة السياسات التعسفية والعنصرية لذاك الكيان الغاصب ، من خلال إفشال ما كان يُخطط له عبر مشروع " تطوير الجليل " الاستيطاني التهويدي للأراضي الفلسطينية ثانياً .

بعد مرور 43 عاماً على يوم الأرض لا يزال الشعب الفلسطيني في أراضينا المحتلة عام 1948 على عهده لشهدائه الذين سقطوا في يوم الأرض الخالد ، في مواصلة نضاله في مقارعة العدو الصهيوني وسياساته الإجرامية ، وبالتالي يؤكد على تمسكه بقضيته وعناوينها الوطنية ، وعلى هويته العروبية الغير قابلة للتفريط أو التنازل .

بقلم/ رامز مصطفى