تحت عنوان "لا يمكن الانتصار على حماس"، كتبت صحيفة معاريف مقالها مشيرة إلى أنه في زمن حملة الانتخابات، لم ينهض أحد من المتنافسين ليقول الحقيقة: حماس في غزة لا يمكن الانتصار عليها.
فالجيش الاسرائيلي مزود بالتكنولوجيا الأكثر حداثة وتطورا، قوات الجو، البر والبحر عندنا يمكنها أن تمطر نارا دقيقة وفتاكة من بعيد بضغطة زر وتدمر كل القطاع ومع هذا التفوق؛ حماس لا يمكن الانتصار عليها.
هذه هي الحقيقة، لقد انتظر الفيتكونغ (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام) الأمريكيين في الأدغال في فيتنام وعلى مدى السنين دفع البنتاغون بالمزيد فالمزيد من القوات إلى ميدان المعركة، وصلوا لمئات الاف الجنود، وهذا لم يجديهم نفعا للانتصار. حسب "عكا للشؤون الإسرائيلية"
فقد انغرس الفيتكونغ بين السكان، استغلوا ظروف الأرض في صالحهم ولكن أولا وقبل كل شيء قاتلوا في سبيل بيتهم وفي سبيل ايدولوجيتهم، في سبيل طريقة الحياة.
إن الدخول إلى القطاع يشبه الدخول إلى أدغال فيتنام، وتفوق الجيش الاسرائيلي سيختفي في عقدة الأنفاق التي حفرتها حماس.
حماس لن ترفع علما أبيضا، قد تطلب وقفا للنار بعد فترة قصيرة، أما إسرائيل التي ستتعرض لهجمة صواريخ لا تنقطع وخسائر في الأرواح وفي الممتلكات، ستوافق، هذا سيكون بث معاد لـ "حرب 2014" وللحملات التي سبقتها، هذه هي الحقيقة.
يؤخذ الانطباع بأن نتنياهو، الذي يتصرف بحذر باستخدام القوة في القطاع، يفهم هذا جيدا.
يقال في صالحه أنه هو الوحيد من بين كل خصومه السياسيين الذي لا يعنى بسيناريوهات هاذية على نمط "دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر".
حماس تريد أن تحكم ومع حماس يجب الحديث، لا بحقائب المال بل من خلال مصر ودول الخليج، فنعطيهم المجال للتنفس.
يمكن الوصول إلى توافق على تهدئة لفترة تمتد إلى سنين، فنسمح للقطاع بأن يبني نفسه، بمبان متعددة الطوابق، ببنى تحتية، بمشاريع صناعة واقتصاد.
لم نصل إلى سلام مع حماس ولكن يمكن أن نعيش إلى جانبها.