بدأ "المركز الدولي لتنمية سياسة الهجرة "(ICMPD) وهو مشروع تقني يهدف إلى دعم تنفيذ شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية، ويضمّ 17 دولة و300 عضو، ونشاطها يشمل 90 دولة في العالم، ويهدف المركز للعمل على خلق تعاون وشراكة حول قضايا الهجرة.
وفي ألمانيا وبالشراكة مع الحكومة الأردنية المُمثَّلة بسفارتها في العاصمة الألمانية "برلين" بدأت "فعالية التواصل مع المختصّين من الجالية الأردنية المقيمة، في عدّة قطاعات وأهمّها العلمية كالتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم".
مدّة المشروع 36 شهر، ولقد بدأ تنفيذه بشكل عام في شهر كانون الثاني 2016. الهدف العام من هذا المشروع هو تنفيذ شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية ((JEMPAS"، مع التركيز بوجه خاص على تعزيز قدرة الحكومة على وضع وتنفيذ السياسة الوطنية للهجرة الخاصة بها، مع تكثيف جهود السلطات المختصّة لمنع الإتّجار بالبشر وزيادة مقاضاة التّجار وتوفير الحماية والمساعدة لضحايا الإتّجار.
تم توقيع شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية في تشرين الأول 2014، وعَقِب توقيع شراكة الحركة، خصّصت المديرية العامّة للمفوضية الأوروبية للتنمية والتعاون مبلغ 2،5 مليون يورو لمشروع شراكة التنقّل مع الأردن.
تتركّز الجزئية الأولى على دعم قدرة الحكومة الأردنية للتواصل مع جاليتها في الخارج، بحيث يعمل المشروع بشكل أساسي مع وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ووزارة العمل والسفارات والبعثات الأردنية والمغتربين الأردنيين وجمعياتهم.
ويشمل الملف الأول من البرنامج تطوير ملف المغتربين، من حيث الخدمات وتنظيم الفعاليات، والذي سيقدّم معلومات عنهم وتوزيعهم الجغرافي والديمغرافي ومستوى المهارات ورأس المال ونوع الهجرة وتعزيز دور الحكومة في جمع البيانات، بالإضافة إلى خلق منصّة عبر الإنترنت من أجل إمكانية التواصل معهم وتعريفهم بالخدمات الحكومية المتاحة، مع تقديم دعم للحكومة لتنفيذ هذه الإستراتيجية وخطط العمل.
أمّا الجزئية الثانية من المشروع التي ترأسها السيدة "مليتا غروفسكا - غراهام" فيعمل بشكل أساسي مع وزاة الداخلية "وحدة مكافحة الإتّجار بالبشر" ومديرية الأمن العام، ومديرية إدارة الحدود، ووزارة العمل والعدل ووزارة التنمية الإجتماعية، ومنظّمات المجتمع المحلي.
لذلك قرّرت الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي الربط ما بين معرفتها ومواردها ومصادرها، فقاموا ببناء منطقة الإستقرار والديمقراطية والتنمية المستدامة، مع الحفاظ على التنوّع الثقافي والتسامح والحريّات الفردية.
برنامج المؤتمر
استمر المؤتمر يومين متتاليين، من الجمعة 29 آذار2019 حتى مساء السبت 30 آذار2019 في إطار ورشة عمل مشتركة بين مشروع "دعم شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية، المُموَّل من قِبَل الإتحاد الأوروبي، وتحديداً من خمسة دول دوناً عن غيرها، وهي بلغاريا، هنغاريا، بولندا، البرتغال ورومانيا، بتنفيذ وإدارة وتنسيق من المركز الدولي لتنمية سياسة الهجرة والتعاون مع سفارة الأردن.
تهدف الفعالية وتعتبر البادرة الأولى من نوعها إلى الجمع بين المختصّين في القطاعات المذكورة على مستوى الطلاب والأساتذة ورجال الأعمال والمتخصّصين، بحيث يتمكّن المشاركون من التواصل مع بعضهم البعض ومع المؤسسات المُموِّلة والقائمة على المؤتمر والتفاعل وعرض مبادراتهم وأعمالهم على حد سواء.
المشاركون المستهدفون في هذه الفعالية هم المغتربون الأردنيون المقيمون في ألمانيا، تحديداً على مستوى الطلاب والأساتذة ورجال الأعمال وغيرهم من ذوي الإتصال المباشر بالقطاعات العلمية والتكنولوجية والهندسية والرياضيات، الذين سيكونون قيمة مضافة عظيمة لهذه الفعالية، وفيما بعد للأردن وبلد المهجر ألمانيا.
أُفتُتِح المؤتمر مساء الجمعة في "برلين" بحفلٍ استقبالي من سعادة السفير بشير الزعبي وسعادة الوزير الفخري مُهيب النمرات وسعادة القنصل آلاء الغزاوي ومعهم فريق العمل السفاري بحفاوة وغبطة، بالإضافة إلى الأعضاء المشاركين والقائمين من الإتحاد الأوروبي على مشروع دعم شراكة التنقّل بين الإتحاد الأوروبي والمملكة الأردنية الهاشمية، ومعهم الأساتذة المحاضرين من الأردن، وإداريّ "مركز الهجرة الدولية والتنمية (CIM)" و "المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)" المُمَثّلة بالسيدة فاتن طوقان.
أثناء مشاركتي المؤتمر تطرّقتُ إلى مواضيع كثيرة إتّسع صدر سعادة السفير الزعبي لسماعها حول مواضيع شتّى من شأنها تطوير وتوطيد العلاقة بين السفارة والجالية الأردنية والعمل على مشاريع مستقبلية تنهض بالجالية وتحقّق آمالها بدعم معنوي ومادي، إذا اقتضت الحاجة.
أُفتتح ثاني أيام المؤتمر بكلمة من السيدة "سارة شليغر" رئيس المركز الدولي لتطوير سياسة الهجرة في الأردن / منسق مشروع ((JEMPAS، ومسؤول عن المرحلة الأولى له، وكلمة سعادة السفير بشير الزعبي واللاتي تضمنتا الترحيب والتعريف بالقائمين على المؤتمر وأهدافة وأبعاده الإقتصادية في الأردن والشراكة مع الدولة الصديقة ألمانيا، وأهمية العمل المجتمعي الذي من شأنه بناء علاقات ودّية بين الشعبين وبين أفراد الجالية، ممّا يعود بالنفع على المجتمعَين من حيث توطيد العلاقات الإنسانية - وهي الأهم - وبالتالي تمكين الأعمال المشتركة وتوظيف القدرات الأردنية في المهجر بشكل أفضل.
ومن ثمّ أدارت السيدة "سارة شليغر" حلقة نقاش حول دور المغتربين في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات "STEM" والتي جمعت الأستاذ جميل الخطيب، المدير العام لمؤسسة "إبتكار" الإستشارية، والدكتور بشار الطراونة في الجامعة الأردنية / عضو "مجلس نقابة المهندسين الأردنيين" مُمَثِّلاً عن النقابة، حيث أبدى أهمية إدخال اللغة الألمانية في المناهج المدرسية الأردنية في مراحل مبكرة لأهمية دور ألمانيا في البوادر التنموية والمشاريع الإستثمارية في الأردن لتحسين دور الأردن في العمل المشترك.
وأضاف الدكتور الطراونة عن ضرورة وجود البرامج التعاونية ونقل الخبرات الهندسية بين البلدين وضرورة تسهيل ذلك من خلال مبادرات أوروبية.
ولقد نوّه أيضاً من خلال تجاربه الشخصية بأمثلة إبّان عمله بعد إنهاء دراسته في الولايات المتحدة في جلب الكوادر الهندسية الأردنية للعمل في مشاريع ومؤسسات أمريكية ومحاولة تطبيقها في ألمانيا.
ومن ثم انتقلت السيدة "شليغر" إلى الأستاذة أسيل الناصر مهندسة طب حيوي، والتي تحدّثت عن الصعوبات التي تواجه المغتربين في بداية حياتهم العملية من خلال تجربتها الخاصة، وأنّ المشكلة الأكبر هي في تعلّم اللّغة، وبالتالي عدم سهولة إيجاد فرص عمل، كما أشادت الأستاذة الناصر بوجود عقول نابغة و طاقات شبابية بأفكار رائعة، و لكنّها بحاجة للإستثمار و التوجيه.
ثم تحدّث الدكتور عدنان الربيع، المدير العام لشركة الشرق الأوسط للخدمات والأدوات الطبية / الأمين العام للمجلس الأردني الاوروبي "TBC"، عن ضرورة الدعم المادي للشركات الأردنية لتحقيق المزيد من خطوات تقدّمية وإستثمارية، ممّا يعود بالنفع والمساهمة في رفع الإقتصاد الأردني.
وبمداخلة من "سنتيا ريس" و"مرشال جولي" أنهت السيدة "سارة شليغر" فعاليات المؤتمر ببعض المقترحات بإمكانية إستثمار القدرات الأكاديمية المطروحة آنفاً في تصنيع مواد أولية كالتي تُستخدم في الأليات الثقيلة والخفيفة وضرورة الإنتقال من المرحلة النظرية إلى التطبيقية.
وتزامناً مع إنتهاء المؤتمر حُقّقت أحد أهم أهدافه المتبلورة بتشكيل نواة وشبكة من المختصين من الجالية الأردنية في ألمانيا من القطاعات الأربعة بالإضافة إلى إنضمام أطباءٍ لتبادل الخبرات والمعارف ولتقديم برامج وفرص بناء صلات بين هذه المجالات ومعها فرص عمل للأكاديمين في الأردن وللفنيين كمشروع مستقبلي مع الحكومة الألمانية لتنمية الاقتصاد بين الدولتين.
وفي كلمة ختامية لسعادة السفير بشير الزعبي أشاد بها لضرورة العمل الدؤوب لمتابعة مخرجات المؤتمر الإيجابية لتحقيق أهدافه المتمحورة في استثمار القدرات الشبابية والأكاديمية في ألمانيا، وخلق ورشات مشتركة مع المؤسسات الألمانية ممّا سيساهم في النمو الإقتصادي بشكل واضح في فترة قصيرة.
ولقد تَبِعت كلمة السفير الختامية جلسة ودّية ذات طابع أُسري ولُحمة لم تخفَ عن المراقب، شارك بها سعادة الوزير الفخري مُهيب النمرات وسعادة القنصل آلاء الغزاوي والسكرتير الثاني السيد أكرم الهياجنة والتي تضمّنت أسئلة الجالية وأطروحات مستقبلية من شأنها تحسين العلاقة وتطويرها بين الأردنيين في المهجر والوطن المتمثّل بطاقم السفارة.
أحمد سليمان العمري