ان الدور الفاعل والمؤثر الذي تلعبه المملكة الاردنية الهاشمية في خلق فرص عملية للتصدي لمخططات تدمير واقعنا العربي والنيل من حقوقنا التاريخية الراسخة والمعبرة عن حضارتنا الاصيلة سيكون له اثار ايجابية علي المستقبل العربي حيث عودتنا المملكة الاردنية ان تكون مواقفها راسخة وثابتة فى مواجهة التحديات الراهنة وان تعبر هذه المواقف الشجاعة عن اماني وتطلعات الامتين العربية والإسلامية والشعب العربي الفلسطيني .
ودوما كان تأكيد جلالة الملك عبد الله الثاني على حرصه وحرص الاردن الثابت على دعم الشعب الفلسطيني تحت مختلف الظروف ومساندته في قضاياه المصيرية وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني .
وتنطلق الدبلوماسية الأردنية لتكثف جهودها خلال المرحلة القادمة لكسب التأييد الدولي لإنهاء الحصار المفروض على الشعب الفلسطينيى وتقوية موقف القيادة الفلسطينية في عملية السلام استنادا لخطة خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام وصيغة حل الدولتين .
ومما لا شك به بان مواقف الاردن تعكس حالة الثبات والصلابة والقوة والبعد العربي تجاه ما يسمى «صفقة القرن» وعدم التعامل مع الادارة الامريكية برئاسة ترامب التي أصبحت شريكا وداعما حصريا للاحتلال وتعكس المولاه والدعم المطلق لدولة الاحتلال والتي توجه ضربه قاتلة لمبادرة السلام العربية وطعنة للموقف الفلسطيني والأردني الثابت تجاه المقدسات الاسلامية وقضية القدس .
لقد كانت الاردن ثابتة بمواقفها الحكيمة تجاه التحديات والصعوبات الراهنة حيث تنطلق التوجهات الاردنية الصلبة والراسخة من اجل ضرورة العمل العربي المشترك دعما ومساندتا للقضية الفلسطينية وتفعيل قرارات القمم العربية خاصة وأن القيادة الفلسطينية تقف فى موقف صعب جراء الوضع السياسي والمالي بسبب الحصار المفروض من قبل الاحتلال والإدارة الامريكية مما يتطلب من الأشقاء العرب تفعيل قرارات القمة العربية وخاصة القرار المتعلق بشبكة الأمان العربية والقاضي بتوفير الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني .
إن السياسة الواقعية التي تنتهجها الاردن تجاه القدس تتطلب دعما عربيا كاملا الأمر الذي يتطلب من القادة العرب جميعا دعم الاردن وتعزيز موقفها لمواجهة خطوات إدارة ترامب وحكومة الاحتلال والتمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وبرفض فصل قطاع غزة وهذا يتطلب العمل المشترك وفقا للرؤية الاردنية الثاقبة حيث تشكل الاردن اليوم الحاضنة العربية لنضال الشعب الفلسطيني لتعزيز صموده وقدرته على مواجهة التحديات الراهنة وخاصة اهلنا في القدس العربية وان موقف الاردن يعد خطوة مهمة علي طريق تعزيز التعاون العربي المشترك من اجل تفعيل منظومة الامن القومي العربي ودعم قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .
ان مواقف الاردن التاريخية الثابتة والراسخة تؤكد دوما على تحقيق الأمن والسلام والتنمية للبشرية وما رسالة جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية والتي وجهها من خلال مؤتمر القمة العربية المنعقد في تونس الا انعكاسا للموقف العربي الاصيل والراسخ حيث اعتبر الجولان أرضا سورية محتلة واكد إن القضية الفلسطينية كانت وستبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي وحل القضية الفلسطينية هو مطلب عادل وضروري ومصلحة مشتركة للعالم .
إن مواقف جلالة الملك عبد الله كانت شاملة وواضحة تجاه المستقبل ولمست ما يتطلبه المواطن العربي ووضعت الأمور في نصابها وكانت واضحة امام القادة العرب وحملت رسالة شفافة وواقعية لما يجرى ميدانيا وآخر التطورات الخطيرة في فلسطين والأراضي المقدسة وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية والسياسية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والقضايا العربية المشتركة وخاصة فيما يتعلق بالقدس .
إن المرحلة المقبلة تتطلب رسم خارطة طريق ( فلسطينية اردنية عربية إسلامية ) لبناء استراتيجية شاملة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الامريكية برئاسة ترامب وإسقاط مشاريعهم التصفوية والتصدي لكل محاولات تمرير ما يسمى بصفقة القرن واتخاذ خطوات عربية فورية لمواجهة القرارات والانتهاكات الاسرائيلية المدعومة أميركيا بصورة سافرة وغير مسبوقة والتي اصبحت تشكل خطورة على مجمل الاوضاع العربية والقضية الفلسطينية .
بقلم/ سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية