حين تنظرُ إلى عينيْها ترى الحُزْنَ هناك بكلّ سواده، تسألُها عن سببِ الحُزْنِ، لكنّها تظلّ صامتة.. تصادفُ في طريقِكَ امرأةً أخرى تقوم بحمايةِ أرضها من قطعانِ المستوطنين عبر تسييجِها، فتسألُها لماذا جارتكِ حزينة، ففي عينها الحزْنُ قابع؟ تردّ عليكَ: إنها تتحسّر على ابنها الأسير، ولهذا تراها حزينةً.. تذهبُ في درْبكِ، وتقول: ما أصعبَ أن ترى أُمّاً ابنها ما زال أسيراً، وتتوق لرؤيته، تريد أن يكون ابنَها خارج الأسر.. تريد أن تفرحَ به قبل مماتها.. تدركُ حينها أيّ حُزْنٍ في عيني تلك المرأة ...
عطا الله شاهين