المتتبع للتطورات السياسية والتصريحات الأمريكية والإسرائيلية في الآونة الأخيرة، وما يسرّب عن خطة السلام المعروفة إعلاميا بـ صفقة القرن، إنما يدرك كم خطورة المرحلة من تفاصيل صفقة القرن، التي تريد إسرائيل من الإدارة الأمريكية باعترافها بضم الضفة الغربية والمستوطنات المنتشرة على جبال وسهول الضفة الغربية، وتريد إسرائيل بأن تبقى هذه المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية، وغور الأردن تريده إسرائيل أن يبقى تحت سيطرتها، ومن هنا فإن ما تطرحه الصفقة يشير إلى خطورة المرحلة عبر استمرار الترويج لهذه الصفقة قبيل الإعلان عنها بعيد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، فما يسرّب عن الصفقة يشير إلى أن لا سلام في المنطقة، إنما يريدون سلاما اقتصاديا عبر إقامة مشاريع استثمارية في سيناء كما يروّج من أخبار، والتي تتناولها الكثير من الصحف على صفحاتها، فهل نحن على أبواب فصل غزة عن الضفة الغربية؟ لا شك بأن ما يقال عن الصفقة، والتي بات الإعلان عنها قريبا يبين أن الأمور تسير بتدرج، وكأن المخطط ببقاء إسرائيل في مناطق الضفة الغربية من خلال استمرار البناء الغستيطاني والتوسع في بناء المستوطنات، فهذا ينطوي على أن حل الدولتين لم يعد قائما، رغم أن الكثير من دول العالم تقول بأن حل الدولتين هو الحل الأمثل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهل ما يسرب عن الصفقة سيتم الإعلان عنه رغم أن الفلسطينيين يعارضون صفقة القرن لأنها لن تعيد الحقوق الفلسطينية؟..
بقلم/ عطا الله شاهين